كلمة ولي العهد بمناسبة اليوم الوطني السادس والثلاثين لدولة الإمارات

 وجه سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي ولي عهد الفجيرة كلمة إلى مجلة «درع الوطن» بمناسبة اليوم الوطني السادس والثلاثين للدولة فيما يلي نصها..

إن ما تحقق في دولتنا الحبيبة فخر لنا وللأجيال القادمة التي ستنعم بالخير والعزة والأمان وهذه حقائق ودروس من تجربة الاتحاد الفريدة التي قادها فقيد الوطن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله،
واضع اللبنة الأولى للاتحاد التي كانت وستبقى الركيزة الأولى لصرح دولتنا التي نباهي بها العالم بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات حفظهم الله، رجال نهلوا من منبع الحكمة زايد الوالد تعلموا منه، طيب الله ثراه،
وعلمونا بأن الاتحاد لم يكن ليؤتي أكله لولا الإيمان بالله وألفة القلوب ووحدة المصير، علمونا أننا شعب لا نقبل للمركز الأول بديلا، لذا فنحن نسعى للصدارة والتميز في كل المجالات وسنصل ما دامت حكومتنا الرشيدة تفكر بالإنسان؛ الثروة الحقيقية في أي مجتمع، الساعد الباني والعقل المفكر لبناء قوي ومتماسك،
علمونا أن الفشل مفردة ملغية من قواميسنا وأن الوقت الذي يقضيه البعض في الفشل نستثمره نحن بالتعلم من تجارب الآخرين لنرتقي ونصل إلى العلياء، دروس كثيرة تعلمناها من رجال تفردوا في القيادة والريادة ولم يرتضوا إلا بالصدارة ونحن عضدهم وسندهم ولن نخذلهم لأننا نقدر كل الجهود التي بذلت.
ربما لم نعش أو نعايش المراحل الأولى من بناء صرح الوطن، ولكننا أبصرنا كل تفاصيله في الإنجازات العظيمة التي تحققت بفضل الله عز وجل ثم بفضل تجربة الاتحاد الفريدة من نوعها التي رسمت لنا حياتنا وعمقت انتماءنا ورسخت إيماننا بالاتحاد
فنجد ذلك واضحا في بناء الإنسان كونه محور كل تقدم وأساس كل عملية حضارية وانطلاق معالم النهضة التعليمية في المدارس والمعاهد والجامعات والنهضة الثقافية والإعلامية التي عمقت وعي ابن الإمارات بماضيه وإدراكه لحاضره واستشرافه لمستقبله وبفضل ما بذله المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، رحمه الله، من جهد وما أظهره من حكمة توالت الإنجازات التي شكلت نهضة حضارية على كل الأصعدة.
وإذا أمعنا النظر فيما حولنا لوجدنا الشواهد والدلائل التي توضح أن الاتحاد حقق آمالنا وطموحاتنا، فعلى مستوى مجلس التعاون الخليجي كان لدولتنا الغالية دور بارز في إيجاد سبل التنسيق والتعاون بين دول الخليج العربي من خلال العمل الواحد والهدف والمصير المشترك بين أبناء الخليج.
وعلى مستوى أمتنا العربية والإسلامية فقد شاركت الإمارات في تأصيل مبادئ التآزر والتعاون والتواصل من خلال مساندتها وتأييدها للمواقف العربية والإسلامية ولم يكن ذلك بالقول فقط بل كان بالعمل المستمر
والجهد الملموس والدعوة المستمرة لوحدة الصف العربي ونبذ عوامل التفرق. كما لم تقف عطاءات الإمارات عند هذا الحد بل بذلت جهودا صادقة لتقليل معاناة البشرية من خلال الدعم المستمر لجهود الإغاثة الدولية وتقديم المساعدات للدول المعوزة والمنكوبة حرصا منها على إيصال رسالة الخير والعطاء إلى كل البشرية.
واليوم ونحن نحتفل بتلك المناسبة لا يسعني إلا أن أوجه التقدير لأفراد القوات المسلحة فهم الدرع الواقي لمنجزاتنا الوطنية وأهنئهم بعيد الاتحاد فهم حماته البواسل الذين يذودون بالغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن وازدهاره.
وفي الختام أسأل المولى سبحانه أن يتغمد الشيخ زايد رحمه الله بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يحفظ لنا وطننا الإمارات آمنا شامخا ويحفظ لنا صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله،
وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من تضافرت جهودهما من أجل الوطن والمواطن وأن يديم علينا الأمن والرخاء في ظل الاتحاد المجيد.

2007-12-02المصدر جريدة البيان

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين