قريــة الحنيـــة

منطقة الرمال والجبال والوديان  

على أرض منبسطة تحرسها جبال أفنت السنوات ولم تفن، تمكث قرية الحنية في انحناءة هادئة على الطريق ما بين الفجيرة وحبحب بمساحة تمتد طولاً حوالي كيلو مترين وبعمق يغوص في عمق الوطن نحو الجبال التي تحتضن مزارع وبيوت قلعة الحنية القديمة.

 

     

الحنية ... لم يكن هذا هو أسمها الأصلي بل إكتسبتة مع بداية حركة النهضة والتطور التي شملت كافة أرجاء الوطن بعد قيام الاتحاد علم 1971م، حيث كان أسمها في الماضي القديم (الرملة) أو أرض ميدق نسبة إلى وادي ضخم كلن يجري دائماً بالمياه في هذه البقعة البعيدة نسبياً عن الأرض الأم الفجيرة، وعندما قام الاتحاد بقيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شرعة الدولة الجديدة في بناء البيوت والمساكن للبدو من سكان وأهالي المناطق النائية والجبلية وكان منهم بطبيعة الحال أهل ميدق حيث تم نقل سكان ميدق عام 1982م إلى الأرض الجديدة.

     

ورغم انتقال سكان الحنية إلى موضعهم الجديد إلا أن أهالي البلدة لا يزالوا يحتفضون بأراضيهم ومزارعهم في موقعهم القديم حيث تنتشر على مساحة كبيرة وسط المناطق الجبلية عشرات المزارع تضم جميعاً أعداد ضخمة من أشجار النخيل المثمرة والتي يقدر البعض أن عددها يصل تقريباً إلى خمسة آلاف نخله وهي من أجود أنواع النخيل ومن أشهرها النغال، الأنوان، الخلاص وأبو معان.

     

الجبال المحيطة بقرية الحنية ليست شاهقة الارتفاع وإن كانت الطرق المؤدية من الأرض القديمة إلى الموقع الجديد وعرة نسبياً ولكن أهل البلاد اعتادوا عليها واعتادوا مسالكها، سواء أكانت أرض ميدق القديمة أو الحنية القديمة فإن أهل القرية كانوا يلجئون في الشتاء إلى موقعهم الحالي لدفئه وفي الصيف يعودون لموقعهم الأصلي بين الجبال والمزارع حيث تكثر وديان المياه ولا ينقطع جريانها على مدار السنة... كان هذا في الماضي، أما الآن فإن جميع سكان الحنية الذين يسكنون بالموقع الجديد الآن والذي مضى عليهم حوالي 30 عام وهم يعيشون بين جنباتة فإنهم يؤكدون أن المنطقة تعاني من شح المياه منذ عام 1996م حيث لم تهطل الأمطار تقريباً إلا على فترات متباعدة وبكميات ضعيفة جعلت المزارع تعيش خطر الجفاف.

     

 الحنية تضم الآن حوالي 90 بيتاً تسكنها 82 عائلة جميعهم أبناء قبائل متداخلة بعلاقات تاريخية وتربطهم صلات قرابة ونسب وأهمها قبيلة الزحوم  والدهامنة والهواشل والنوايع ويبلغ عدد سكانها حوالي 1500 نسمة.  بدأت المنطقة الجديدة بعد قيام الاتحاد وتحديداً  علم 1982م عندما شيدت الحكومة 30 مسكناً شعبياً في ذلك الوقت وتم نقل جميع السكان إلية ثم وبمرور الزمن زادت البيوت بجهود شخصية إلى 60 بيتاً كما شارك برنامج زايد للإسكان في بناء 6 بيوت أخرى لا يزال بعضها قيد الإنشاء.

     

يوجد بالقرية مسجدين احدهما جهة جسر وادي ميدق والآخر في نهاية هة الشمال إضافة إلى مسجد قديم يقع بالقرب من المنطقة القديمة وسط الجبال. قرية الحنية عند بنائها أخذت شكل منحني على الطريق السريع بين حبحب والسيجي فأستمد الاسم من هذه الإنحناءة وأطلق الأهالي عليها اسم الحنية. تبعد الحنية عن مدينة الفجيرة حوالي 50كم ويحيط بها مجموعة من الجبال أشهرها جبل الرابية وجهة الغرب منها جبل الصفره حيث سمي بهذا الاسم لتلونة باللون الأصفر ويحدها من الجنوب منطقة المنامة ومن الغرب منطقة الذيد ومن الشمال منطقة الغيل ويقول كبار القرية أن اسمها الأصلي في قديم الزمان كان (الرمله). 

     

أما الِأودية الشهيرة في هذه القرية التي تتميز بهدوئها الشديد وطقسها الجاف النظيف فهي وادي ميدق ووادي منصه ووادي لامال ووادي مراغ وكلها أودية كانت تحيط بالبلدة القديمة التي تقع مباشرة خلف جبل يطلق علية اسم جبل دفين.

     

لا يوجد بالقرية مدارس لطلابها حيث يدرس أبناء القرية بمدارس منطقة المنامة ومدارس السيجي، وتضم القرية أبناء درسوا وتعلموا في زمن الاتحاد وتبوأوا مناصب رفيعة في مختلف إمارات الدولة حيث يدين أهلها بالولاء والحب الشديد لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظة الله بإعتبارة مؤسس نهضة الدولة الحديثة وقائدها التاريخي 

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2006