قريــة الفرفـــار

زهرة على الأرض بين السماء والجبال

منذ أكثر من قرن من الزمان والفرفار وواديها عامرة بسكانها ... قبائل أتت من حضن البلاد فأستقرت على جبالها وبين وديانها وشعابها وقاومت كل عائق وتغلبت عليه لتسكن أرض ولدت عليها وتراب نبتت بين ثناياه.

 

     

الفرفار منطقة هادئه طيبة حنون تسكن وسط الجبال محتضنه أبناءها جميعاً.. وهم يحتضنون بعضهم البعض ولا عجب فمجتمعهم أبناء إحدى أكبر القبائل العربية سلاله ( الكنود ) الذيين استوطنوا وسكنوا في هذه البقعه من سنوات طويلة لا يعرف أحداً كم هو عددها ربما لطولها وامتدادها عبر الزمن ... والفرفار تقع على بعد حوالي 10 كم من الأمارة الأم الفجيرة حيث يجب على زائرها أن ينعطف يساراً عبر طريق طويل من الأسفلت يخترق وادي حام ويمضي لمسافة تصل إلى 5 كم فتظهر المساكن الجديده التي بنتها دولة الاتحاد بعد قيامة بزعامة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة حفظة الله، ثم يأخذنا طريق ترابي اسفلت ذو إتجاهين عبر سلسلة جبال شاهقة يتارجح بنا صعوداً وهبوطاً بينما تنتشر على جانبيه المزارع الخضراء حتى ينتهي أمام مسكن أحد ساكني هذه المنطقة وهو خلفان الكندي حيث لا بيوت غير بيته وبجواره المدرسه الأبتدائية المختلطه التي تخدم أبناء المناطق الجبليه المحيطه بالفرفار حتى الصف الثالث الابتدائي ..

     

وتنقسم منطقة الفرفار حالياً إلى ما يسمى بالفرفار القديمة وهي المنطقة التي سكنها الكنود وظلوا على أراضيها زمناً طويلاً حتى ضاقت ... والمساكن التي أقيمت في الغزيمري على دفعات تم تقسيمها إلى قسمين الأول لأهالي مدوك والأخر لأهالي الفرفار والفرع، ويشكل أبناء الكنود واليلايله والمزاريع سكان الغزيمري الآن. وقد سكن الفرع في الماضي المغفور له الشيخ سهيل بن حمدان الشرقي حيث لا يزال بيته القديم على حاله بمنطقة الفرع القريبة من الغزيمري، وتوسط البيت المزارع التي أنشاها المغفور له في حياته.

     

كان والي الفرفار يدير احوال الناس ويحكم بينهم بالطريقة العربيه القديمة الوالي وهو أحد أكبر رجال القريه ويشترط فيه أن يكون حسن الخلق ويتقي الله في نفسه واهله وبين قبيلته يحق الحق ولو على نفسه أو أولاده  وهو محمد سيف الكندي رجل تجاوز الثمانين من عمره لكن لا يزال صحيح عقل والجسد تعطيه لحيته البيضاء هيبة ووقار ويعطيه الزمن الطويل الذي عاشه حنكه وخبره. ويقول الوالي محمد سيف الكندي أن الفرفار سميت بهذا الأسم نسبه إلى شجره قديمه جداً تزهر ورداً أصفر ذهبي وتسمى الفرفاره ومنها أشتق اسم القريه وواديها.

 

     

وقال أن كل الأوديه التي تمر بالفرفار وهي كثيره منها وادي سهم ووادي مسكنه بكسر الميم ووادي الودي ومدوك كلها تتحد مع بعضها وتصب في وادي الفرفار الذي ينتهي أمام سد وادي حام في نهايه رحله طويله. ويقول محمد الكندي أن الحكومة الأتحاديه بعد قيام الأتحاد وفرت البيوت والمساكن الحديثه لأهالي القريه الذين يشكلون في مجموعهم أبناء قبيله واحده هم الكنود والتي يبلغ عدد أفرادها 700نسمه تقريباً وأنسباء

     

اما خلفان علي الكندي صاحب البيت الوحيد بالفرفار القديمه ولا يزال متمسكاً بارضه لم يرحل منها رغم رحيل كل أبناء القريه بما فيهم عمه والي القريه يقول : لقد رحل الجميع من هنا قبل إثنان عشريين سنه عندما بنت الحكومه مساكن حديثه لهم حيث ضاقت الأرض بسكانها فكان طبيعياً أن يرحلوا إلى منطقة الغزيمري وهي ليست بعيده كثيراً عن أرض الفرفار القديمه، وقال ان جددوده كانوا يسكنون بجوار حصن الفرفار القديم وهو حصن مربعه في أعلى الجبل ويسمى جبل الطويه ومقابل جبل الحاره وبناه المغفور له الشيخ محمد بن حمد الشرقي، أما المنطقه فيحيط بها الجبال من كافة النواحي فبالأضافة إلى جبل الطويه وجبل الحاره هناك جبل شعبة مدوك وجبل الهمله وجبل مسكنه وجبل النجدين وهو قد سمي بهذا الأسم نسبه إلى منطقة النجدين القريبة من الفرفار أضافه إلى جبال السويده وجبال الرحلين.

     

ويقول سعيد الكندي أن قريتهم الفرفار أشتهرت قديماً ولا تزال حتى الآن بالزراعه ورعي الأغنام وتربية الأبل وكانت أهم هذه الزراعات الغليون والفندال (البطاطا الحلوه) وكانت بيوت القريه قليله فلما قامت دولة الأتحاد بنيت حوالي 50 بيتاً لأهل الفرفار ونقلتهم إليها وبنيت مدرسة في الفرفار القديمة وهي تخدم أطفال المنطقة والمناطق المحيطة بها من الصف الأول وحتى الصف الثالث الابتدائي بنين وبنات واضاف أن الحكومة بنت بمنطقتي مدوك والفرفار 40 بيتاً ثم أضافت 20بيتاً و 20 بيتاً أخرى على مرحلتين ثم توزيعهما على منطقتي الفرفار ومدوك وسميت بالغزيمري.

     

ويقول علي خلفان الكندي مدرس أن قريتهم اشتهرت بالزراعه حيث تضم القريه الأن أكثر من 25 مزرعه على الجبال وفي بطن الوادي إضافه إلى النخيل التي يزيد عددها عن 10 آلاف نخله كلها مزروعة في الوادي ولكن نقص المياه وندرة الأمطار بدأت تؤثر في الزراعه كثيراً. وقال أن طلاب البلده يذهبون إلى مدرسة البثنه في المرحلتين الإعداديه والثانويه أم الإبتدائيه فهناك مدرسه بالقريه تدرس حتى الصف الثالث، وأضاف أن الفرفار أرض طيبه وأناسها طيبون وهي أحب أرض الله إلى قلب أهلها.    

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2006