قريــة الصــــرم

واحة جميلة وسط الصحراء والجبال والوديان

يعود أصل التسمية إلى نخلة وحيدة كانت تنبت في هذه المنطقة .. و الصرمة هي ( نخلة صغيرة ) و جمعها صرم . و كانت هذه الصرمة موجودة لوقت قريب حتى أهلكها أخيراً جفاف اجتاح المنطقة .

توجد بالقرية نحو  40 بيتاً يقطنها نحو 150 من السكان .. و أهم العوائل العريقة هم الصريدات .

 تشتهر المنطقة بسلسلة من الجبال الشاهقة الملونة من أهمها جبل  الخضرة جنوب و الخضرة شمال و جبل الصاطف و جبل البهم و جبل الخشة و جبل واسط .

و تضفي الوديان و الطويان لمسات جمالية طبيعية على المنطقة .. و من أهم هذه الوديان أودية الصرم و المصلى و المقصار .. و من أهم الطويات طوي صرم القديمة و طوي وادي خضرا لشمالية و طوي المريبى.

و توجد بالمنطقة 50 مزرعة تنتج التمور و الفواكه و الخضروات  بالإضافة إلى الأعلاف . و تقع أقدم المناطق الزراعية فيها في منطقة طوي الصرم  القديمة التي يعود تاريخها إلى حوالي 200 سنة .

يوجد مسجد بالمنطقة و يتطلع السكان إلى إقامة مدرسة و مركز صحي .

     

أهلها أهل عز و كرم ينحدرون من أصل طيب ، قرية الصرم تقع على مسافة تربو 70 كم من الأرض الأم الفجيرة وسط جبال شاهقة الارتفاع و كأنها وجدت لتحرسها و تحميها و أودية ممتدة تضفي جمالاً أخاذاً على المنطقة .. إنها واحة خضراء جميلة وسط الصحراء، و الطريق إلى الصرم يبدأ من الفجيرة حتى ثوبان ثم يستقيم بنا شمالاً و كأننا نتجه إلى حبحب ثم ينعطف يميناً في اتجاه الطويين و الرويضة مروراً بمساحات واسعة من الأراضي السهلية المنبسطة حيث ترعى الأغنام و المواشي و الجمال في هذه المنطقة المحاطة بجبال مختلفة الألوان .

     

و الصرم أرض مشهورة بطقسها الجاف طيلة العام و ذلك بسبب ارتفاعها كثيراً عن البحر ، كما أنها تتميز بالبرودة النسبية في الشتاء ، وتشتهلر بزراعة أشجار المانجو و الليمون و الحلو و الحامض و النخيل و توفر العسل الجبلي الطبيعي كما توجد في جبالها أشجار طبيعية تستخرج منها بعض الأعشاب لعلاج الأمراض كالمغص و الإمساك و التقلصات المعوية و غيرها.

و تقع الصرم على مجرى وادي كبير هو وادي الصرم حيث كان يشكل هذا الوادي عند جريانه مشكلة لسكان الصرم الذين قد يجدون صعوبة في الترك أثناء انحدار المياه المتدفقة فيه.

     

و لكن الآن وفي ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة  رحمة الله و متابعة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة تم ربط جميع هذه المناطق بطريق معبد بمواصفات دولية يصلها بمدينة دبا الفجيرة .

وتتميز الصرم بكثرة الوديان المحيطة بها و من حولها كأودية الصرم و الرفض و الصاطف .

و في الصرم كان شباب القرية هم دليلنا و هم أيضاً رمز البلدة العريقة و طيب و كرم أهلها حيث اصطحبونا إلى طوي الصرم القديم حيث كان يقيم أهالي الصرم في السابق و كان يرد منها كل عابر طريق إلى منطقة الساحل ( دبي و الشارقة ).

     

و يبلغ عدد سكان الصرم أكثر من مائة و خمسون نسمة و أهم قبائلها الصريدات .

ويقول شباب القرية الذين تحدثنا إليهم أنه على الرغم منأنه لاتوجد بها مدرسة إلا أنهم التحقوا بالمدارس في مسافي و بعد أن تخرجوا ذهبواإلى جامعة الإمارات و غيرها. و يقولون نحن ندين بالولاء الشديد لصاحب السم الشيخ  زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة  رحمة الله و الحب و الولاء لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة و نحب دولتنا كثيراً و نعتبر بلادنا من أجمل بلاد الدنيا و لن نترك قريتنا هذه أبداً خاصة و لله الحمد و بفضل من صاحب السمو رئيس الدولة  أصبح بها بعض المرافق الضرورية .

     

فنحن لا ينقصنا شيء فلدينا الماء و الخضرة رغم هذه الصحراء الواسعة و رغم هذه الجبال شاهقة الارتفاع إلا أن أرضنا طيبة معطاء تعطينا ما نطلب منها من زرع و خضار و فاكهة و ماشية و جمال . فنحن نزرع الخضرة و الفاكهة بكل أنواعها و لاسيما المانجو و الليمون والحلو و الحامض و النخيل بكل أنواعه كما أننا نستخرج من الجبال العسل الطبيعي عالي القيمة الغذائية و السعرية حيث نبيع الزجاجة الواحدة سعة الكيلوجرام بنحو 500 درهم و يتزاحم الناس على شرائه لقيمته الغذائية المعروفة و قدره على معالجة العديد من الأمراض ، كما نزرع شجر الحرمل الذي يعطي دواء ضد المغص و الانتفاخ ، و شجر الجعدة الذي يشفي من أمراض الصداع ووجع الرأس و شجر الظفر لجبر الكسور و غيرها الكثير من النباتات البرية المفيدة صحياً و علاجياً .

     

و يؤكدون أن أرض الصرم لا تجف منها المياه طيلة السنة و ذلك لموقعها بين مجموعة من الجبال المشهورة جداً كجبل الهبوب الغربي و الشرقي و السودية و المربع و ليشيمات و قرن الغاف ( نسبة إلى شجر الغاف التي كانت تنبت أسفله )  و جبل المتهدم ، و هذه الجبال ينحدر الماء من أعلاها في موسم الأمطار في مشهد طبيعي رائع لتغذي آبارنا و أفلاجنا بالمياه العذبة التي لا تنقطع عنا طيلة العام .

 

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2006