قرية ضدنا

حيث الطبيعة والبحر يمتزجان

بين سحر الطبيعه البكر وحداثة الواقع المزهر، تمتد منطقة ضدنا كأميرة ناعسه على ضفاف البحر تداعب أمواجه قوارب الصياديين الراسية في ميناءها تنتظر في تحفز جولات جديده من الصيد يحمل الخير ونعم الرحمن التي أنعم بها على ضدنا وأهلها...وعلى مسافة 40 كيلومترا شمال مدينة الفجيرة تقع قرية ضدنا التي تتميز بموقعها الفريد على بحر العرب وتطل على الجبال التي تكسوها الخضرة على طريق “دبا  الفجيرة”. وتحمل القرية الكثير من عبق الماضي وهو ما يتجسد في علاقات الود التي ماتزال قائمة بين أهلها بجانب حرصهم على ممارسة مهنتي الصيد والزراعة بوصفهما من أهم مصادر الرزق لأبناء المنطقة.

قرية ضدنا في إمارة الفجيرة
     
قرية ضدنا في إمارة الفجيرة

محمد راشد رحمة الحساني يقول البيوت القديمة المبنية من الحجارة والطين والتي عاش فيها أهالي “ضدنا” قديماً وسكن أهالي ضدنا قديماً في نوعين من البيوت منها الشتوية المبنية من الحجارة والطين والصيفية أي العريش المبنية من سعف وجريد النخيل. وأوضح أنه يقع بجانب بقايا البيوت القديمة المقامة على الساحل البحري بقايا ابراج بنيت من الحجارة والطين وأشجار النخيل وكان الاهالي يستخدمونها في الماضي للمراقبة والحراسة ومراقبة الساحل البحري المجاور للمنطقة.

     

الحاج سالم راشد رحمة 90 عاماً: عايشنا ظروفاً صعبة وقاسية في الماضي قبل قيام دولة الاتحاد، وقبل ظهور النفط لأن جميع أهالي المنطقة والمناطق المجاورة كانوا يعتمدون بشكل أساسي على البحر والزراعة لسد احتياجاتهم اليومية من خلال صيد الاسماك بجميع أنواعها وزراعة النخيل والذرة والبصل والطماطم وغيرها من الخضروات التي كان يتم بيعها أو مقايضتها مع التجار الذين كانت قواربهم ترسو على الساحل البحري للقرية محملة بالزيت والدقيق والملح وغيرها من احتياجات الأهالي. ويشير رحمة إلى طبيعة الحياة في الماضي قائلاً: للماضي طعم حلو رغم الظروف القاسية وأجدادنا تحملوا مرارة الحياة وتأقلموا مع الظروف والأجواء سواء الحارة في الصيف أو الباردة في الشتاء.ويضيف: كانت المرأة في ذاك الوقت تلعب دوراً كبيراً وتساعد زوجها فكانت تقوم بجلب الحطب من رؤوس الجبال من المنطقة والمناطق المجاورة بالإضافة إلى أنها كانت تقوم برعي الأغنام ورعاية المزارع والاهتمام بتربية أولادها على أحسن وجه كما كانت تقوم بأعمال الرجل بشكل كبير كما كانت تعلم أولادها أصول العلاقات والعادات الاجتماعية والأخلاق.

قرية ضدنا في إمارة الفجيرة
     
قرية ضدنا في إمارة الفجيرة

أما الحاج سعيد عبيد 60 عاماً فيقول: كانت الحياة في الماضي بسيطة وسهلة قائمة على المحبة والبركة وبالرغم من وجود الظروف القاسية والصعبة التي كانت تواجه أهالي ضدنا إلا أنها كانت أياما جميلة لقوة العلاقات والروابط الاجتماعية القائمة على التعاون والمحبة بين الجميع الذين كانوا يدركون أهمية العمل والسعي من أجل كسب لقمة العيش. وأضاف: عشنا في الماضي ظروفا صعبة وقاسية إلى أن انتقلنا عام 1976 إلى البيوت الشعبية الجديدة التي بناها لنا المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله. وأضاف: تغيرت الحياة بعد ذلك على أرض ضدنا من الحياة الصعبة إلى حياة السعادة وانتقل جميع أهالي ضدنا من العيش في منازل بدائية قديمة إلى منازل حديثة غلب عليها الطابع المعماري الحديث. ويشير الحاج سعيد إلى أن منطقة ضدنا تميزت منذ القدم ومازالت بزراعة اشجار النخيل وبعض اشجار الصدر والمانجو بالاضافة إلى زراعة حبوب البر والذرة.

     
     

وقبيل الدخول إلى ضدنا يمر القادم إليها بمنطقة تسمى الرحيب (زكت سابقاً) يخترقها واد كبير يسمى وادي زكت تنحد مياهه من الجهة الغربية عبر الجبال ويستمر في مسارة حتى يصب في البحر ولكن منذ عام 1996م وبعد أن شيد سد وادي زكت أمكن لهذا السد احتجاز كل مياة الأمطار التي كانت تذهب سدى في البحر في الماضي، وحيث يختزن السد أمامة سنوياً كميات ضخمة من مياة التي يستفاد به سواء في الشرب أو تغذية المخزون الأرضي للآبار التي تستخدم في الزراعة.وحيث تدخل إلى ضدنا تلاحظ بسهولة أنطباق جبل على الطريق يكاد أن يخنقة ويسمى هذا الجبل جبل المخناق ويرجع سبب هذه التسمية إلى أنه كان في الماضي – وقبل شق الطريق الواصل بين البدية وضدنا – الجبل شبة مغلق ويحيط بالبلدة من جميع الجهات كالمخناق فسمي بهذا الأسم لهذا السبب وقد تم شق وتوسيع هذا الشق لعمل طريق عريض يصل بين البلدة وبقية المناطق التي تحيط بها.

قرية ضدنا في إمارة الفجيرة
     
قرية ضدنا في إمارة الفجيرة

كما يشتهر بضدنا جبل سمي جبل (أبوقرنيين) وسمي هذا الجبل بهذا الأسم لأن له قمتين متقاربين تبدوان كقرن الثور للصيادين الذين يشاهدونة من بعد عند عودتهم من رحلاتهم البحرية البعيدة فيحددوا مكان ضدنا بسهولة بمجرد ظهور هذا الجبل حيث يبدوا لهم من وسط البحر على شكل قرن ثور وكذلك هناك نخلة عالية جداً قريباً من هذا الجبل وتقع على ميناء الصيد نخلة أسمها (الحذامه) يسترشد بها الصيادون أيضاً وهم في عمق المياه حيث تظهر أطرافها العلوية للصياديين عن بعد فيحددون الميناء الخاص بهم وهناك جبل الحرية في جنوب القرية حيث تقع في بطنه مجموعه كبيرة من المزارع التي تعطي منظراً طبيعياً ساحراً للزائر.

     

وعن سبب تسمية ضدنا بهذا الاسم يقول سعيد الحساني 65 عاماً سميت كذلك لشهرة أهلها وتميزهم بالصبر والوقوف ضد الأعداء. ويضيف: بنى أهالي ضدنا البيوت من الحجارة الصغيرة والطين، بالإضافة إلى خوص النخيل وكانت حياة الأهالي بسيطة حيث كان أهالي ضدنا يعملون بالزراعة وكان البعض يعتمد في كسب رزقه على أعمال الصيد وركوب البحر.وكان طعام الأهالي في الماضي يعتمد على خيرات البحر من الأسماك وعلى التمر.

قرية ضدنا في إمارة الفجيرة
     
قرية ضدنا في إمارة الفجيرة

الحاج محمد راشد تحدث عن وسائل العلاج التي كان يستخدمها أهالي المنطقة قديماً ويقول: تميزت ضدنا بوفرة بعض الأعشاب الطبيعية الطبية التي تنمو على الجبال خلال موسم الربيع وموسم الأمطار ومن هذه الأعشاب عشبة الحرمل والجعدة والشرشيش والكرمل والحلول وغيرها من الأعشاب الطبية المعروفة لدى الأهالي واستخدم أهالي ضدنا والمناطق المجاورة هذه الأعشاب للتداوي من الأمراض، مثل الصداع والبرد والحمى وبعض الأمراض الجلدية كما كان البعض يلجأ إلى استعمال الوسم كأحد الحلول السريعة في علاج الكثير من الأمراض المزمنة كالأورام بأنواعها والطحال وبعض الالتهابات.

     

علي عبدالله سعيد فتحدث عن أوضاع الزراعة في ضدنا قائلاً انصب اهتمام الأهالي قديماً على نوعين من الأعمال: ركوب البحر والزراعة، وكانوا يزرعون النخيل والمانجو وبعض أصناف الخضر واعتمدنا في ذلك بشكل أساسي على الأمطار وبعض الآبار المنتشرة في المنطقة، وكان يتم تبادل المنتوجات الزراعية بالأرز والقهوة والسكر وبعض ملابس النساء، بالإضافة إلى بعض أنواع الأقمشة. و شباب منطقة ضدنا يقول الشاب سليمان راشد الزحمي: المنطقة شهدت تحولات كبيرة في البنية التحتية عقب قيام دولة الاتحاد وتغيرت الحياة على ارض ضدنا كما بنيت المساكن الحديثة وتوفرت كافة الخدمات من مواصلات وطرق وكهرباء وغيرها من الخدمات التي جعلت المواطن يعيش حياة سعيدة.

قرية ضدنا في إمارة الفجيرة
     
قرية ضدنا في إمارة الفجيرة

ويقول عبيد الحساني تتميز قرية ضدنا بامتداد شواطئها البحرية الناعمة خاصة تلك الواقعه خلف الجبال المباشرة على البحر فتحصر بينهما مساحة من الرمال الصفراء الناعمة التي لم يغفل عنها السائحون واتخذوها مصيف شبة دائم لهم حيث يخيمون فيها ويقضون نهارهم وأحياناً ليلهم على هذا الشاطئ السحري الخلاب حيث تحتوي الجبال في هذا المكان الشاطئ لتشكل ما يشبة الشاطئ الخاص الذي يمكن الوصول إلية عبر ممر جبلي يرتفع وينخفض حتى يصل برواد الشاطئ إلية ويسمى هذا الجبل جبل الطُب ويتخذ أهل ضدنا منذ سكنوا هذه الأرض منذ قديم الأزل من مهنة الصيد والزراعة مهنتين أساسيتين حيث تتمتع ضدنا بخصوبة أرضها ووفرة مائها العذب مما شجع مواطنيها على إحتراف الزراعة منذ زمن طويل وساعد وجودها على شاطئ البحر السكان أيضاً غلى ركوب البحر وأقتحامة واستخراج نعمه التي أنعم بها الله على أهلها من باطنه وقيعانه فأشتغل معظم السكان في الصيد وكان لهم باع طويل في الماضي في استخراج اللؤلؤ وصيد الأسماك.

     

يسكن ضدنا بقسميها رول ضدنا وضدنا حوالي 4000 نسمة جميعهم من القبائل العربية الأصيلة، حيث يسكن ضدنا الزيود (الزيودي) وقبيلة الحساسنه و قبيلة الصريدات فالحناطيب وكذلك يسكنها أبناء قبائل الزحوم والقوايد والحموديين والشتيرات وكانت هذه القبائل فيما مضى منذ زمن بعيد جداً تسكن قمم الجبال والسهول الساحلية إلى أن قام الأتحاد المجيد بقيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة طيب الله ثراة فبدأت الدولة الأتحادية في شق الطريق وتسكن القبائل وإدخال كافة المرافق والخدمات العصرية للقرية التي تحولت بفضل جهود صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة إلى قرية عصرية نموذجية تضم كافة متطلبات العصر وشيدت بضدنا المدارس وفي كما شقت الطرق وتم تنظيمها وإنشاء الدوارات وبنى المواطنون في ظل رفاهيه الأتحاد التي غمرتهم الفلل الفخمة ذات الطراز الحديثة.

قرية ضدنا في إمارة الفجيرة
     
قرية ضدنا في إمارة الفجيرة

سعيد أحمد راشد قال: شهدت ضدنا تطوراً كبيراً في جميع الخدمات حيث بنيت المساكن الجديدة المجهزة بكافة الخدمات وتوفرت خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات وعُبدَت الطرق داخل المنطقة وخارجها. علي عبدالله سعيد أكد حدوث تطور هائل للمنطقة حيث انتشرت المدارس في المنطقة خاصة انه لم تكن هناك أي مدرسة في الماضي، كما انتشرت المراكز الصحية المتطورة من كل الجوانب بدلاً من العلاج بالطرق التقليدية.عبدالله سعيد الصريدي يقول: شهدت المنطقة تحولات كبيرة بعد قيام الاتحاد في كافة المجالات والجوانب الحياتية المختلفة في المنطقة كما زاد اهتمام الدولة بالشباب. ولا ننسى فضل قائد المسيرة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (حفظة الله) على حرصة الدائم وإهتمامة بتنمية هذه المناطق والمتابعة الحثيثة للرقي بشعبها وبشبابها والنهوض بالمواطن الذي يشكل الركيزة الأساسية للدولة.

   

آخر تحديث: ديسمبر 2010 المصادر: موقع الطويين + مجلة البلدية + جريده الخليج

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2002-2011