قرية الجـروف

جمال الطبيعه يكمن هنا

بالقرب من منطقة وادي السدر أحد الوديان المعروفة بإمارة الفجيرة، تقع منطقة الجروف التي يقطنها عدد من الأهالي بمنازلهم القديمة والحديثة التي تحتضنها الجبال المتاخمة بمناطق غاية في الجمال . وعلى بعد 68 كيلومتراً من إمارة الفجيرة، وعلى الطريق المار بمنطقة مسافي ودبا الفجيرة تتربع تلك الواحة الخضراء الخلابة منطقة الحروف وسط سفوح الهضاب الخضراء وقمم الجبال في منظر ساحر . وتشتهر القرية بوجود عدد من بقايا البيوت القديمة التي عاش فيها سكانها قديماً وهم من قبائل الصريدات، نسبة إلى الصريدي، وقبائل اليمامحة، نسبة إلى اليماحي، وهما من القبائل ذات الجذور العربية الأصيلة التي شكلت مجتمعاً هادئاً يعيش على البساطة والطيبة والمحبة والعادات الأصيلة .

صورة من منطقة الجروف في إمارة الفجيرة
     
صورة من منطقة الجروف في إمارة الفجيرة

تتميز الجروف بأنها مليئة بالمزارع الخضراء حيث لعبت الأمطار السنوية على المنطقة ووجود الوديان والبرك والآبار الجوفية العذبة الدور الكبير في خضرتها وخصوبة أرضها .

واعتمد أهالي الجروف في معيشتهم قديماً وبشكل أساسي على تربية المواشي وجمع عسل النحل البري من الكهوف الجبلية بالإضافة إلى زراعة العديد من الخضراوات والفواكه .

ربيع سيف ربيعة الصريدي (95 عاماً) يقول: عاش أهالي منطقة الجروف في الماضي في منازل بدائية من الحجارة وجريد النخيل وبعض أخشاب الأشجار، وكانت هذه المواد تعد بطريقة هندسية مناسبة لبناء البيوت وكان الأهالي راضين في معيشتهم بما كانت تمنحهم إياه الجبال من عسل النحل البري وحطب الأشجار وما كانت توفره لهم كزراعة من التمور والمحاصيل المتنوعة، بالإضافة إلى ما كانت توفره لنا تربية الماشية بين الجبال والوديان .

     

ويضيف: كان الناس في الماضي يعتمدون في حياتهم اليومية وبشكل أساسي على جمع الحطب والعسل من رؤوس الجبال المجاورة للمنطقة وكانوا يذهبون إلى أسواق رأس الخيمة والشارقة لبيعها بعد تحويل الحطب إلى “سخام” أي فحم، بالإضافة إلى منتجات أشجار النخيل من التمور . وكانت هذه الرحلات تستغرق أياماً وليالي إما على الحمير أو الجمال أو على الأقدام . وكانت هذه الرحلات توفر للأهالي قوت يومهم أو أيام قليلة فقط . ويشير الصريدي إلى أن جميع الأهالي كانوا ولايزالون متكاتفين ومتعاونين ويعتبرون عائلة واحدة . ويشير عبدالله أحمد الصريدي (85 عاماً) إلى أن منازل أهالي الجروف قديماً كانت لا تتعدى 15 منزلاً منها المنازل الشتوية المبنية من الحجارة والطين والحصى ومنها الصيفية المبنية من الحجارة وخشب وجريد النخيل وكان عدد الأهالي في ذلك الفترة لا يتجاوز 35 فرداً .

صورة من منطقة الجروف في إمارة الفجيرة
     
صورة من منطقة الجروف في إمارة الفجيرة

وعن سبب تسمية الجروف بهذا الاسم يقول الحاج غريب علي أحمد (75 عاماً): الاسم متعارف لدينا منذ ولدنا ولكن هناك آراء تقول إن الأجداد والآباء اختاروه لوجود الجروف بكثرة، والجرف هو الغار الذي يسكن فيه الأهالي في الماضي ويشبه الكهف ولكنه محفور وسط الجبل له مدخل . ويضيف أن منطقة الجروف تتميز بالهدوء الشديد والطقس المعتدل في معظم أيام السنة بالإضافة إلى أنها مملوءة بالبرك والآبار العذبة التي يعتمدون عليها في ري المزروعات . كما تكثر في المنطقة زراعة العديد من النباتات والأشجار منها النخيل والمانجو والليمون بالإضافة إلى نباتات الغليون والطماطم والبطاطا الحلوة والبصل والذرة والشعير وحبوب القمح في معظم السنوات . كما يكثر في منطقة الجروف العديد من النباتات البرية التي يستخدمها العديد من أهالي المنطقة والمناطق المجاورة في علاج الكثير من الأمراض ومن أهم تلك النباتات نباتات العرجون والزبيدية والحرمل وأشجار السدر وعرق الغزال .

     

وعن العادات والتقاليد بمنطقة الجروف يقول محمد علي الصريدي (60 عاماً): حافظت القرية على عاداتها وتقاليدها على مر السنين، فعادات الاعراس لا تزال حاضرة في العرس التراثي الذي تغلب عليه الطقوس القديمة والتي تذكر الأجيال الجديدة بعادات الآباء والأجداد من خلال الأغاني والأهازيج الشعبية . وأضاف محمد أنه مازال هناك علاقات وطيدة بين أهالي المنطقة والمناطق المجاورة، خاصة العلاقات التي رسخها الآباء والأجداد مع أهالي مناطق وادي السدر والحلاه والطويين ووادي كوب حيث كانت تربطهم صلات الأنساب والمصالح التجارية ولا سيما خلال الرحلات التجارية إلى أسواق الشارقة ورأس الخيمة . الحاج راشد علي راشد اليماحي يقول: كنا نعيش في بيوت شتوية مبنية من الحجارة والطين المطمم بالحصى وبيوت صيفية مبنية من جريد وسعف النخيل وهي بيوت العريش وكان هناك بعض من البيوت الصيفية من الأحجار وخشب الأشجار فقط، كما كان بعض الأهالي يلجؤون إلى السكن في الكهوف الجبلية الكبيرة المنتشرة بكثرة في منطقة الجروف . وأضاف أن جميع أهالي الجروف في الماضي كانوا يدركون أهمية العمل والسعي من أجل تأمين لقمة العيش الكريم وذلك بالقيام بجميع الأعمال .

صورة من منطقة الجروف في إمارة الفجيرة
     
صورة من منطقة الجروف في إمارة الفجيرة

ويؤكد اليماحي أنه برغم وجود العديد من الظروف القاسية التي كانت تصاحب الأهالي صباحاً ومساء إلا أن الحياة في الماضي كانت أجمل وأبسط منها اليوم وكانت قائمة على التعاون والمحبة والبركة والطيبة بين جميع الأهالي . الحاج عبيد سعيد راشد اليماحي (55 عاماً) يقول: حياتنا في الماضي كانت صعبة حتى قيام الاتحاد، فبعده بينت المساكن الشعبية الحديثة بمنطقة الجروف والمناطق المجاورة لحماية الأهالي من كل الصعاب . وأضاف: كانت معيشة أهالي الجروف بسيطة وكانت المرأة تعمل بجانب الرجل في العديد من الأعمال مثل جلب الماء من الآبار، والحطب من رؤوس الجبال والمحاصيل الزراعية والتمور وتطعم وترعى الأغنام والأبقار وتحلبها . بالإضافة إلى هذا كانت المرأة تربي أبناءها تربية صالحة .

     

 

وعن الزراعة بمنطقة الجروف يقول حمدون بن راشد اليماحي (55 عاماً): أهالي المنطقة يهتمون بالزراعة بشكل كبير نظراً لخصوبة أرض الجروف وجودة مناخها، وكانوا ولايزالون يزرعون العديد من النباتات والأشجار . ويشير إلى أن الأهالي كانوا يعتمدون في غذائهم على الأرز والبر والتمر .

راشد عبيد علي يقول: شهدت منطقة الجروف نقلة نوعية كبيرة في كل الخدمات وأصبحت منطقة حيوية بعد قيام الاتحاد مع بناء المساكن المتطورة والمجهزة بكل الخدمات التي ربطت المنطقة وغيرها من المناطق التي كانت توصف بالنائية بما يجاورها .

صورة من منطقة الجروف في إمارة الفجيرة
     
صورة من منطقة الجروف في إمارة الفجيرة

أحمد محمد اليماحي يشير إلى تميز منطقة الجروف بما يحيط بها من مناطق، إذ يحيط بها من جهة الجنوب منطقة وادي السدر ومن جهة الشمال منطقة الحلاه ومن جهة الغرب منطقة وادي كوب ومن جهة الشرق منطقة الطويين وكلها مناطق حيوية ولكن تتميز الجروف بأنها شديدة الهدوء والخضرة الدائمة .

آخر تحديث: ابريل 2010 المصادر: موقع الطويين + جريده الخليج

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين 2002-2010