الفارس الذي ترجل وردود فعل الصحف الخليجية والعربية

 

صحافة البحرين تنشغل بالحدث الجلل وتعدد إنجازاته الكبيرة “الباقية إلى الأبد”
استحق بجدارة لقب حكيم العرب والأمة العربية والإسلامية ستظل تذكر مبادراته الأخوية الرفيعة

المنامة - فيصل الشيخ:
أبدت الصحافة البحرينية امس اهتماماً كبيراً ونوعياً بوفاة المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتمثل ذلك في الملاحق التي تم إصدارها لتغطية الحدث الجلل، والاهتمام البالغ ببيان مآثر فقيد الامتين العربية والإسلامية ومقدار الاسى والحزن اللذين في قلوب كل البحرينيين.
وتميزت صحيفتا “الايام” و”اخبار الخليج” اليوميتان بإصدار كل منهما ملحقاً خاصاً  حول الحدث، ركزت فيه على المصاب الكبير، وأفردت فيه الصور وتداعيات الحدث من ردود افعال عربية ودولية، كما خصصت صحيفة الأيام الرياضية اليومية صفحتها الاولى لصور الشيخ زايد تعكس اهتمامه بالرياضة الاماراتية والعربية وسعيها الدؤوب لدعمها وتطويرها.
 

الشايجي: لن ننسى الأخ الحكيم

وكتب رئيس جمعية الصحافيين البحرينية رئيس صحيفة “الايام” عيسى الشايجي في افتتاحية الصحيفة التي عنونها ب “الأخ الحكيم” ان الشيخ زايد يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته سيبقى في قلوب كل اهل البحرين الذين يبكون رحيله اليوم، حزنا وألما على فراق الأخ الأكبر الذي يستشعرونه دائما قريبا منهم ولصيقا بهم.
وأوضح الشايجي أن مسيرة الشيخ زايد هي مسيرة رجل زاخرة بالعطاء والحكمة ميزت هذا الرجل والقائد ولازمته في كفاحه الطويل من اجل بناء وطن سعيد، ومن أجل أمة مرفوعة الهامة والجبين عزيزة وكريمة.
وكتب انها الحكمة التي ظلت عنوانا لزايد، ارتبطت باسمه وكل جهوده وتحركاته ومواقفه والتي عبر بها دائما حدود الامارات الى حيث الاشقاء الخليجيون والعرب والمسلمون وهي المبادرة التي اتصف بها زايد، وهي ميزة القادة الذين يستشرفون المستقبل برؤى ثاقبة ويبادرون لما فيه خير أمتهم وتجنيبها أي مكروه وهي الشجاعة ايضا التي جعلت من الرجل لا يتردد أبدا في البوح بما يؤمن بكل صراحة ووضوح لينصر أمته دائما ويقف في طليعتها يدافع بكل حرص عن حقوقها، وأكد الشايجي أننا لن نوفي زايد حقه، ولن نقول وداعاً زايد، فهو حاضر فينا أبدا، ليس زايد الاخ الاكبر وليس زايد الانسان فقط، ولكن زايد سيرة رجل ايضا تشكلت في مشهد تاريخي يحكي قصة نجاح تروى للاجيال.
 

رجل الأقوال والأفعال المؤثرة

وذكرت صحيفة أخبار الخليج اليومية، وهي أقدم صحيفة في البحرين، في افتتاحيتها في الملحق الخاص الذي أصدرته أن الامة العربية والإسلامية، بل والعالم أجمع فقدوا زعيما تاريخيا ندر أن يجود الزمان بمثله، هو المغفور له، بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقد كان رجلا يمثل الحكمة والعقلانية والفطرة السليمة، وكان يمثل صوت الحق الذي لا يتردد في قول الحقيقة، ووضع النقاط على الحروف بلغة صريحة في أحلك الأزمات.
وأوضحت الصحيفة أن التاريخ سوف يسجل للشيخ زايد دوره التاريخي في إرساء قواعد تجربة وحدوية ناجحة، هي تجربة بناء دولة الإمارات، التي تعد أنجح تجارب الوحدة العربية في العصر الحديث، فقد كانت جهوده الدؤوبة والجبارة هي القاطرة المحركة لإتمام التجربة الاتحادية في الإمارات ورعايتها، وتنميتها على مدى أكثر من ثلاثين عاما، إلى أن أصبحت كيانا دوليا مرموقا يحظى بالاحترام والتقدير عربيا وعالميا.  وبينت الصحيفة أنه على الصعيد العربي، كان الشيخ زايد رجل التضامن العربي بلا منازع، ويمكن القول إن أكثر القضايا التي كانت تشغل باله باستمرار، وتشكل محور تحركاته ومواقفه وسياساته هي كيفية تحقيق أكبر قدر من التضامن العربي، باعتبار أن ذلك هو الطريق الأنجع لحماية المصالح العليا لأمتنا العربية، والدفاع عن حقوقها في كل المحافل الدولية. وأضافت ان  الشيخ زايد اكتسب مكانته الرفيعة وجماهيريته العريضة عبر سلسلة طويلة من المواقف الجريئة والصادقة التي تعبر عن مكنون الضمير العربي، بحيث كان رجل الشارع في عالمنا العربي يجد في مواقفه وتصريحاته تعبيرا صادقا وأمينا ونزيها عن أمانيه وتطلعاته الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية.

وأكدت “أخبار الخليج” أن الشيخ زايد استحق أن يطلق عليه وعن جدارة لقب (حكيم العرب)، فعبر سجله السياسي والإنساني والحضاري الحافل، كانت آراؤه ومواقفه تتسم بالحكمة وسداد الرأي والبصيرة الثاقبة القادرة على قراءة الواقع السياسي القائم على القراءة الصحيحة والنفاذ إلى الرأي السديد الواجب تبنيه من أجل الصالح الوطني والخليجي والعربي والاسلامي.  وبينت الصحيفة أنه مما لا شك فيه ان الأمة العربية سوف تظل تذكر للشيخ زايد موقفه العروبي النبيل الذي يعبر عن أنصع مواقف المروءة والنخوة والاخلاق العربية الأصيلة إبان حرب اكتوبر ،1973 حين أعلن بشجاعة واعتداد (ان النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي)، وقرن هذا القول بالعمل، حيث ساند قرار فرض حظر تصدير النفط العربي إلى الدول الغربية، وعلى رأسها أمريكا المساندة للكيان الصهيوني، فكان هذا موقفا مشهودا للشيخ زايد، يعبر عن قيم وأخلاقيات الإنسان العربي في النخوة والمروءة والتضامن ونصرة الأشقاء في ميدان المعركة بكل غالٍ ونفيس.
وأشارت الصحيفة الى الدور الكبير للشيخ زايد في تعزيز تجربة مجلس التعاون الخليجي بقوة سياساته التكاملية والوحدوية، ومبادرته باستضافة القمة الخليجية الأولى في ابوظبي في 1981. وأكدت “أخبار الخليج”: أن شعب البحرين سيظل يذكر للشيخ زايد مبادراته الأخوية الرفيعة في دعم جهود التنمية والنهضة على أرض البحرين، حيث ستظل مدينة زايد السكنية شاهدا حيا على روح التعاون والعطاء والمحبة الكبيرة التي كان الشيخ زايد يشعر بها تجاه شعب البحرين. وأكدت الصحيفة أن الأمة العربية والإسلامية ستظل تذكر للشيخ زايد روحه المعطاءة وسياساته الكريمة في دعم أنشطة الخير والتنمية في كل بلاد العرب والمسلمين، وستظل مواقفه في دعم القضايا العربية والإسلامية وخاصة القضية الفلسطينية وقضايا العراق وأفغانستان والصومال شاهدا على مواقف زعيم تاريخي آمن بعراقة هذه الأمة وضرورة نصرة قضاياها في كل مكان.
 

صحف قطر: قائد تاريخي وزعيم نادر

الدوحة  “الخليج”:
خصصت الصحف القطرية “الراية” و”الوطن” و”الشرق” التي أبرزت نبأ رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان على صدر صفحاتها الاولى العديد من الصفحات التي تناولت حياة الفقيد الكبير ومواقفه البارزة على الساحات الخليجية والعربية والدولية، وتحت عنوان “رحيل الشيخ زايد أبرز القادة وخير الرجال” كتبت “الراية” إن الفقيد قائد تاريخي صنع مجد الوطن، ورحيله خسارة كبيرة للأمة.
فيما أكدت “الشرق” أن مواقف الرجال لن تموت، وقالت إن المواقف التي التزم بها الشيخ زايد طوال حياته الحافلة لن تموت، بل ستكون دائماً مثالاً يحتذى به عند المصاعب والأزمات، وتمنت أن يكون خليفته خير خلف لخير سلف.
وتحت عنوان “في ذمة الله”، كتبت “الوطن” ان الشيخ زايد طراز نادر من الزعامة، وأضافت ان قليلين جداً الى درجة الندرة أولئك الزعماء العرب الذين أوتوا الحكمة والرصانة مع الأريحية والتواضع، فانعقد اجماع الأمة على محبتهم، ومن هؤلاء الشيخ زايد الذي رحل عن عالمنا تاركاً وراءه إنجازات لا تحصى، وشددت “الوطن” على أن الأمة فجعت برحيل زعيم من طراز فريد، كان يرى في السلطة تكليفاً وواجباً لا تشريفاً ووجاهة.
 

“الجزيرة” السعودية: فقيد العروبة والاسلام

الرياض  “الخليج”:
كتب رئيس تحرير صحيفة الجزيرة السعودية خالد المالك في صدر صفحتها الأولى مقالة بعنوان فقيد العروبة والاسلام.
وجاء فيها: ان الفارس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يغيب عنا بعد ان اعطى لدولته ولشعبه ولأمته كل ما اعطاه من جهد مميز، وعطاء لا يتكرر، ولا يقوم به، ولا يقدم عليه زعيم الا بمن هو بمثل مواصفات هذا الزعيم الكبير، وبقياساته في الحنكة والحكمة، وبعد النظر والاخلاص. وانه مع غياب هذا الرمز الكبير، وتواريه عن أنظارنا واختفاء رأيه ولمساته بما ستكون عليه دولة الامارات والدول العربية الأخرى في فتراتها المقبلة. سنظل نذكر بالخير لهذه القامة الكبيرة ولهذه القيادة التاريخية الحكيمة كل ما قدمته وتميزت به وتبنته وأسهمت من خلاله في تحقيق الرفاه وتكريس القيم وبناء مستقبل دولة بمثل ما هي عليه اليوم.
وأكد المالك انه ما من احد يمكن ان يختلف على تميز قيادة هذا الزعيم العروبي على مستوى دولته، وحيث ما كان يتطلب الموقف منه ان يقوم بدور لأمته العربية والاسلامية، مشيرا الى ان حكمته وتدخله كانت تذوب الخلافات العربية  العربية، وانه بدعمه ومواقفه  يرحمه الله  كان يحول دون الكثير من الأعاصير المدمرة التي كانت تستهدف مرتكزات القوة في دولنا. يده كانت ممدودة للجميع بسماحة ومحبة ورجولة وفروسية. مشيرا الى انه بذلك لا يعد ضرورة تتطلبها المصلحة العليا لدولة الامارات ولكنه كان المرجعية المناسبة لأمته العربية والاسلامية.
 

صحف الكويت: شخصية نهضوية وسيبقى فارس القلوب والأفئدة

الكويت  “الخليج”:
تصدر خبر رحيل الفقيد الكبير مانشيتات جميع الصحف الكويتية التي اصدرت “طبعة ثانية” لمواكبة هذا الحدث الجلل، وعنونت صحيفة “الوطن” ان اجواء من الحزن تخيم على الخليج العربي لوفاة قائد كبير.. رحل زايد الخير. وجاء في افتتاحية صحيفة “القبس” بعنوان “الأمانة باقية” أن الأمة خسرت بغياب الشيخ زايد شخصية رائدة ونهضوية أنجزت وحدة عربية رائدة وناجحة بين سبع من امارات الساحل المتصالحة، شخصية رائدة في نظرتها الوطنية الاماراتية والقومية العربية، شخصية نهضوية اعطت الامارات نموذجا لعملية تنمية خضراء وناجحة.
وكتبت ان كل كويتي أو عربي أو مسلم يحتفظ للشيخ زايد بفضل أو دعم أو اهتمام، فقد كان زعيما خليجيا بامتياز، وزعيماً عربياً تشهد له غيرته وأعماله، غيرته على العرب شعوبا وقضايا ومصالح، وأعماله التي تتمثل في مد يد العون الى كل عربي أو مسلم كان في عثرة او يعاني من محنة وأزمة.. لم تعد هناك ازمة عربية او اسلامية الا وكان له فيها اهتمام ومنها مبادرة سلام، لم تكن هناك محنة لأخ خليجي او شقيق عربي الا وللشيخ زايد يد خير في مساعدته ورعايته ومتابعة شؤونه من البداية حتى النهاية.
وكتبت صحيفة “السياسة” تحت عنوان “فارس الامارات يترجل”: “ان فارس العرب ترجل واسلم الروح الى خالقها.. وانطفأت احدى شموع القادة العظام.. ولبست الأمة العربية والاسلامية السواد .. ترجل الفارس عن صهوة الحكم والقيادة، لكنه سيبقى فارس القلوب والأفئدة ورمزاً عربياً مضيئاً في زمن حالك السواد”. وعنونت جريدة “الرأي العام” التي حملت صفحتها الأولى صورة كبيرة للقائد الراحل عنوانها الرئيسي “مسيرة امة في رجل”.
 

الإعلام السوري يربط الماضي بالحاضر عبر سيرة زايد

دمشق - يوسف كركوتي:
صورة الإمارات لدى المجتمع السوري هي صورة الشيخ زايد .. وصورة الإمارات أيضا هي ذكريات مرتبطة بالشيخ زايد. والإمارات كما عرفها السوريون هي مواقف اختبروها عبر أفعال متلاحقة كان للمغفور له الشيخ زايد اليد المباركة الأولى فيها.
وربما عرف السوريون قبل غيرهم أن الشيخ زايد هو التعبير الأول للموقف العربي خلال حرب تشرين، ويذكر السوريون أن العرب لم يحاربوا بمعنويات أقوى مما قاموا به خلال حرب تشرين، وبالطبع فإن صورة التضامن العربي كانت جملة من المواقف المستمرة في الذاكرة، وعلى الأخص ما قدمه وقام به الشيخ زايد.
وكتبت صحيفة “تشرين” مقالة استهلتها بقول للراحل الكبير جاء فيه: اذا كان الله عز وجل قد منّ علينا بالثروة، فإن اول ما نلتزم به لرضاء الله وشكره، هو ان نوجه هذه الثروة لاصلاح البلاد ولسوق الخير الى شعبها، وإذا كان الله تعالى قد وهبنا الثروة، فإن واجبنا الاول في الاقرار بنعمته، هو توجيه هذه الثروة لبناء الوطن وتحقيق الرفاهية للمواطن).
وأشارت “تشرين” الى ان زايد جعل من نفسه القدوة والمثل الأعلى للمسؤولين وذلك في نطاق حرصه على المتابعة الميدانية لمواقع العمل والإنتاج، والتلاحم المستمر مع المواطنين لتحسين رغباتهم واحتياجاتهم، بعيداً عن المكاتب والدواوين الحكومية والتقارير الرسمية.
وكتبت الصحيفة ان الشيخ زايد رحمه الله حرص على بناء الإنسان بصورة موازية لبناء الوطن، الإنجاز الأهم لدولة الإمارات، انطلاقاً من قناعة أن الإنسان محور كل تقدم حقيقي وأن الإنسان المتعلم هو الدعامة الأساسية التي تعتمد عليها دولة الاتحاد.وكتبت صحيفة البعث عن الشيخ زايد انه عرف بالحكمة والاعتدال في منطقة تمزقها النزاعات، وانه يتمتع بشعبية كبيرة، خصوصا بعد ان تمكن من رفع مستوى معيشة سكان البلاد بشكل كبير.
وأفادت ان التاريخ يذكر بالفخر والاعتزاز الموقف الشجاع للشيخ زايد في حرب تشرين ،1973 عندما خرج على العالم، وقال إن البترول العربي ليس أغلى ولا أثمن من الدم العربي، وسخر كل امكاناته وثرواته تحت تصرف الجيوش العربية في تلك الحرب ليتحقق النصر. واختزل الشيخ زايد بهذه العبارة تحليل دور البترول كما وعاه، وكتبت “البعث” انه ليس غريبا ان يكون زايد هو صاحب المبادرة التاريخية بقطع النفط عن الذين يدعمون الكيان الصهيوني، إبان اندلاع حرب تشرين، تلك المبادرة التي ترددت اصداؤها لا في العالم العربي وحده، وانما في العالم اجمع. .
قالت وكالة الانباء السورية (سانا): ان الامة العربية والإسلامية فقدت واحداً من اهم الشخصيات القيادية البارزة، والتي عرفت عبر تاريخها بانتمائها القومي الراسخ لامتها العربية وقضاياها العادلة انه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث كان له الفضل الكبير في تطوير دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة وبنائها على اسس متينة وثابتة، وترسيخ علاقاتها مع الدول العربية والاسلامية ومختلف دول العالم طيلة فترة حكمه لدولة الامارات العربية المتحدة التي امتدت ثلاثة وثلاثين عاما.
وذكرت “سانا” ان التضامن العربي الوثيق بين البلدين الشقيقين والأمة العربية تجلى في أبرز صوره خلال حرب تشرين التحريرية في 1973 التي تجسد فيها التضامن، وشهدت المرحلة خلالها موقفا مشهودا في استخدام سلاح النفط العربي، وقد أعلن الشيخ زايد حينذاك مقولته المأثورة ان النفط العربي ليس اغلى من الدم العربي.
 

صحف فلسطينية: نعزي انفسنا بموت رجل ليس مثل كل الرجال

أبرزت الصحف الفلسطينية مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. وكتب رئيس تحرير صحيفة “الحياة الجديدة” الفلسطينية حافظ البرغوثي انه برحيل الشيخ زايد تكون مرحلة القادة المؤسسين قد انتهت، مؤكداً ان هذا الرجل الذي بلورته الصحراء وصقلته مياه الخليج نذر نفسه لبناء دولة عصرية قلما جادت به الايام.
وأضاف في افتتاحية الصحيفة أمس بعنوان “رحيل آخر الحكماء”: إن فقيد الوطن اعطى لأمته ما لم يعطه زعيم آخر، لأن مكرماته شملت البعيد قبل القريب، وهو الذي نطق بفطرة الصحراء وعروبتها، وكأنه ورث التقاليد الحميدة لأجيال من الأعلام العرب القدماء، وكان دائما في الصف الاول المدافع عن كرامة الأمة والدافع عنها شر البلاء.
وكتب البرغوثي ان فقيد الوطن الشيخ زايد هو زعيم قد لا يتكرر، لأنه ولد من رحم التجربة، وأوجد لنفسه هامشا واسعا بين القادة الذين يفعلون ولا يتقولون، فكانت الحكمة على لسانه والعطاء على راح يده والجرأة في قلبه دائما. زعيم اتخذ كثيرا من المواقف الجريئة التي تقاعس عندها الآخرون وندموا لأنهم لم يأخذوا بها في حينه وكأنه سابق لعصره، أو لأنه لا يخشى في الحق لومة لائم.
وكتب مدير اذاعة فلسطين باسم ابوسمية في مقال له تحت عنوان “شيخ العرب” انه برحيل الزعيم العربي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات وبانيها لا ننعى موت الجسد لرئيس دولة شقيقة، بل رحيل شخصية قومية لم يعرف العالم العربي مثيلا له فكان رحمه الله مقداما فاضت اياديه البيضاء قبل ان تفيض روحه الى العلي بالأصالة والكرم، وبعد النظر والعطاء تجاه شعبنا الفلسطيني وقضيته وقيادته.
وأضاف: ان كان علينا واجب العزاء لشعب الامارات الشقيق بفقدانه قائد نهضته وباني دولته الفتية، فإننا نعزي أنفسنا بموت رجل ليس مثل كل الرجال، وإنسان لم يبخل بوقت او جهد او مال وقف معنا، حين اشتدت بنا الخطوب، وألمت بشعبنا المحن والكروب. وأضاف: كنتَ نعم الأخ والصديق والأب والزعيم الذي آلمته انات الجرحى والثكالى والمأسورين من ابناء فلسطين، فترجمت احاسيسك ومشاعرك القومية والإنسانية، ليس بالخطب الحماسية والتضامن الكلامي، بل بما زرعته على ارضنا من مستشفيات وعيادات طبية في رفح ورام الله وجنين ونابلس وبيت لاهيا، وما شيدته من مساكن تؤوي الذين دمر الاحتلال “الاسرائيلي” بيوتهم، تجسيدا لموقف عربي اصيل في الوقت الذي عزت فيه المواقف وطغت عليه المزاودات.
وكتب الصحافي يوسف القزاز في مقاله: “ذلك الانسان الحضاري”: إن آثار الراحل الكبير الشيخ زايد ستبقى بيننا في حياتنا وفي أيام اجيالنا والقادم منها، من مشفاه في رام الله الى مدينته ذات الابراج في بيت لاهيا الى مسجد يحمل اسمه على شاطئ غزة الى عيادات تحمل اسمه في محافظاتنا الجنوبية.
وأضاف ان هذه المعالم الانسانية دلتنا على بعض من معاني الشيخ زايد، فمن كان انسانيا تجاه اشقائه في فلسطين فهو حقق شرط ان يكون الانسان حضاريا، ذلكم هو الشيخ زايد، مشيراً الى عشرة آلاف مواطن فلسطيني في شمال غزة، وآلاف ممن عولجوا في عيادات حملت اسمه وآلاف ممن صلوا في مسجد حمل اسمه، وآلاف ممن تلقوا البلسم في مستشفى زايد في رام الله.

صحف عراقية تبرز انجازات الفقيد الكبير

بغداد  وسام سعد:
تصدر معظم الصحف العراقية أمس خبر وفاة فقيد الأمتين العربية والاسلامية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ووصفت صحيفة “العدالة” الناطقة باسم المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، الفقيد الكبير بأنه كان رمزاً للحكمة والعدالة، وعرضت الصحيفة جزءاً من سيرة الفقيد، بالاضافة إلى مشاريع أقيمت في عهده في العراق، ومن أهمها مستشفى الشيخ زايد التخصصي. وتناولت صحيفة النافذة المستقلة عرضاً سريعاً لسيرة حياة الراحل الكبير وكفاحه من أجل جعل دولة الإمارات دولة تتمتع بسيادة واستقلال سياسي واقتصادي قوي في المنطقة العربية والعالم. وعرضت صحيفة “المشرق” المستقلة، وعلى صفحتها الأولى خبر رحيل الشيخ زايد، ووصفته بأنه خسارة للعالمين العربي والاسلامي، ونشرت صحيفة “الصباح” خبر رحيل الفقيد، وعرضت جزءاً من سيرة حياته وانجازاته على صعيد دولة الامارات ودول المنطقة العربية.
وتناولت صحف “المؤتمر” و”الشرقية” و”الفرات” و”الوطن” و”الشراع” خبر رحيل الفقيد بشيء من التفصيل عن سيرة حياته الزاخرة بالانجازات على الصعيدين المحلي والعربي.

صحف اليمن: فاجعتنا أكبر من غيرنا

صنعاء  “الخليج”:
حفلت الصحف اليمنية بالمقالات والكتابات عن مناقب الفقيد الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتحت عنوان “ورحل حكيم العرب” كتبت صحيفة “الثورة” الرسمية في افتتاحيتها قائلة: رحل عن دنيانا القائد العربي والإسلامي المحب لأمته المخلص لقضاياها، المتفاني في تبني تطلعاتها والعامل في سبيل كل ما من شأنه النهوض بأوضاعها والإعلاء من شأنها حكيم العرب المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. ورأت الصحيفة أن فاجعة اليمن قيادة وحكومة وشعباً بهذا الرحيل هي الأكبر بين غيرها من الدول والمجتمعات. وإن الحزن والوجع اليمني على أشده على فراق الشيخ زايد لمواقفه الأخوية المساندة لشعبنا اليمني في مختلف الظروف، وللرجل والقائد الشهم مواقفه المساندة للأمة العربية وجهوده الخيرة التي بذلها في سبيل خدمة قضاياها والدفاع عن مصالحها وحماية حقوقها.

الصحافة الأردنية تستعرض سيرة فقيد الأمة الحافلة بالعطاء

عمّان  “الخليج”:
تصدرت الصفحات الأولى للصحف الاردنية امس نبأ رحيل المغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإعلان الحداد لمدة اربعين يوماً في البلاط الملكي الهاشمي، وتنكيس اعلام الدولة لمدة ثلاثة ايام، مع تعطيل لدوائر الدولة ومؤسساتها الرسمية والمدارس والجامعات.
وأفردت الصحف صفحات للحديث عن مسيرة سمو الشيخ زايد تحت عناوين: “الشيخ زايد مؤسس انجح مشروع وحدوي عربي في التاريخ المعاصر”، “الموت يغيب القائد العروبي زايد بن سلطان”، تحدثت عن مسيرة القائد ومساهماته ومواقفه العربية والدولية.
وقالت صحيفة “الغد” فقدت الامة واحداً من رجالاتها الكبار وأحد الرجال القوميين الذي نذر نفسه لوطنه ولأمته، وكان رجل الوحدة بلا منازع، فقد اثمرت رؤيته المستقبلية بذلك عن اهم مشروع عربي في التاريخ المعاصر، بل المشروع العربي الوحدوي الوحيد الذي ثبت، وبقي متحدياً الاعاصير وتقلبات السياسة والاحداث الجسام التي مرت بها المنطقة العربية.
كما استعرضت سيرة حياة الراحل الحافلة بالعطاء، وأفردت عناوين بارزة لاقواله وللانجازات التي حققتها دولة الامارات العربية المتحدة على مختلف الصعد الاقتصادية والتجارية والتنموية ونضاله من اجل الحرية والسلام، الى جانب الحرص على صيانة حقوق الانسان، ومساعيه الدؤوبة للم شمل الامة العربية وتعزيز دورها ومكانتها على الساحة الدولية.
 

حاكم عادل وشيخ حكيم

وكتبت “الرأي” تحت عنوان “حاكم عادل وشيخ حكيم”، حجز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقعدا في التاريخ منذ ثلاثة عقود ونيف عندما استطاع بحكمته وبعد نظره وتجرده ان يقنع امراء الساحل المتصالح (وفق تسميته المرحلة التي سبقت رحيل الاستعمار البريطاني) بتكوين اتحاد يضم شتاتها لأن لا قدرة لكل واحدة منها ان تصمد في وجه الرياح العاصفة التي كانت تهب في ارجاء منطقة الخليج العربي في ظل وجود قوات اقليمية قوية ومتنفذة وأخرى دولية تسعى بأساطيلها وتحالفاتها الى ايجاد موقع لها ملئا لنظرية الفراغ التي كانت ما تزال صالحة منذ عزيمة الامبراطوريتين البريطانية والفرنسية قبل خمسة عقود ومباشرة بعد العدوان الثلاثي الذي حدث في مثل هذه الايام في 1956.
وأضافت الصحيفة: كان تحديا قاده الشيخ زايد بن سلطان بكل حنكة وتريث وصبر في ديمقراطية فريدة تمنح الجميع حق المنافسة وطرح الآراء ولا تلزمهم الا بمراعاة مصالح المواطنين وتطوير المرافق والخدمات وعصرنة الادارة بدون صدامات او تهور والاستعانة المكثفة بالخبراء والكفاءات الادارية والتربوية والعسكرية بدون تحفظ مع منح الاولوية المطلقة للعرب.
كانت مغامرة وكانت دخولا محسوبا ليس في المجهول، بل رهانا على المستقبل وكانت امارة ابو ظبي الامارة الاكبر والاغنى وذات الادارة الاكثر تطورا والاكثر خبرة لكنها لم تهيمن ولم تتجبر وتعاملت مع “الامارات الاخرى” بروحية الاخ الكبير الواسع الصدر والحليم وكانت القفزات المذهلة والتحديث والعمران والصمود في وجه الاعاصير التي بدأت تهب تارة من ايران الجارة الامبراطورية الكبرى التي احتلت بعد سنتين فقط من قيام الاتحاد ثلاث جزر اماراتية هي طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى فرفض الشيخ هذه الغطرسة ولغة القوة وأبى ان يفاوض على السيادة او يخضع للابتزاز وفي خلال حرب رمضان (تشرين) 73 كانت وقفته مشهودة وجريئة داعما بالمال والسلاح وملبيا نداء حظر البترول في موقف مع الجماعة على رغم حاجة بلاده الفقيرة الى المال وبخاصة انها لم تقف بعد على رجليها.
وأضافت “الرأي”: برحيل الشيخ زايد يفتقد العرب حكيما من حكمائهم وشيخاً كرس حياته لخدمة أمته وكان صوتا وحدويا لا يترك اية فرصة تتوافر لرأب “الصدوع” والانقسامات العربية وتقديم المال والدعم المعنوي لكل العرب في فلسطين كما في العراق والسودان والجزائر ونهض ببناء المساكن والمشافي وفتح المشروعات وإغاثة المرضى والمنكوبين فوجدت هناك مدينة زايد في غزة ومدينة زايد في القاهرة وكانت بعثات الاغاثة الاماراتية في افغانستان وفي ايران وفي رام الله وفي البوسنة والهرسك.
وتحت عنوان “رحيل فارس عربي” كتب محمد كعوش في صحيفة “العرب اليوم” رحل الشيخ زايد مرتاح البال مطمئناً على سلامة الدولة ومؤسساتها بعد ان حقق العيش الرغيد لشعبه الوفي الذي يعيش في دولة تتحصن داخل هيكل سياسي واقتصادي واجتماعي متين.
كان عربياً أصيلاً في طباعه وقيمه وتواضعه وتقاليده ومحبته للناس ليس في داخل حدود الامارات فحسب، بل احب الراحل الكبير ابناء امته العربية والتزم بقضاياهم كما اقام علاقات متوازنة وطيدة مع كافة الدول العربية وارتبط بعلاقة صداقة ومحبة مع كل القادة العرب، فأخذ الاردن حيزاً كبيراً في قلب الشيخ زايد وحصة اكبر من اهتمامه وتقديره للقيادة والشعب.. رحل الفقيد العربي الكبير حاملاً روح الفارس الشهم وجسد المحب الصادق.. فهو الذي لم يعرف الحقد او الكراهية طريقاً الى فؤاده ووجدانه، وظل صاحب نخوة ملتزماً بثوابته العربية متمسكاً بدعم الشعب الفلسطيني في نضاله وصبره وصموده في وجه الاحتلال “الاسرائيلي”، كما قدم كل العون والمساعدة لاكثر من دولة عربية وأقام مشروعات اسكانية وانتاجية وصناعية في اكثر من بلد عربي دعماً لاقتصادها.

الصحف اللبنانية تستعرض مآثر الراحل

بيروت  “الخليج”:
 شكل نبأ وفاة المغفور له بإذنه تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان العناوين الرئيسية للصحف اللبنانية أمس، والتي اجمعت على مآثر الراحل زعيماً تاريخياً وحكيماً للعرب، ورجل الوحدة والاستقرار.
وكتبت صحيفة “السفير” إن رحيل الزعيم التاريخي لدولة الامارات الشيخ زايد أمس الاول شكل نبأ محزناً لشعبه الذي لم يعرف غيره موحداً ومؤسساً، ثم رئيساً للبلاد طيلة 33 عاماً عرفت خلالها الامارات نهضتها ورفاهيتها الحديثة.. ولم يقتصر الحزن على الداخل بل تعداه ليشمل انحاء العالم العربي الذي اعلن الحداد.
وعلى صدر الصفحة الاولى أيضاً، كتب ناشر “السفير” طلال سلمان تحت عنوان “رحيل زايد الذي لم تفسده السلطة”: ليس مبالغة القول إن كل عربي شعر بأنه قد فقد بعض أهله، بل لعل الكثير من العرب أحسوا انهم فقدوا ملاذاً وملجأ يمكن ان يقصدوه في وقت الشدة. وخصت “السفير” الحدث الجلل ببعض صفحاتها الداخلية، فعرضت في مقالات وتقارير لسيرة حياة الراحل والتحولات التي تركها على المستوى الداخلي لدولة الامارات التي غدت دولة حديثة رائدة.
وعلى صدر صفحتها الأولى، اوردت صحيفة “النهار” خبر “غياب الشيخ زايد”، وأفردت صفحة داخلية للحدث، ضمنتها اضافة الى خبر الوفاة اضاءات على سيرة “الراحل الذي كان بحق المهندس الاول لاقامة دولة الامارات”، كما كان شخصية مميزة لها تجربة فريدة في الحكم. وذكرت أن هناك ثلاث خصال تاريخية كبرى تدون للراحل في السجل الخليجي خصوصاً، والعربي عموماً.
وتحت عنوان “حزن وحداد في العالم العربي.. رحيل الشيخ زايد مؤسس الامارات” أوردت صحيفة “المستقبل” نبأ الوفاة، وتقارير عن “رجل الوحدة الذي بدأ بالامارات ويمم شطر كل العرب”.

الصحافة السودانية: مبادراته وأدواره مشهودة

الخرطوم  “مكتب الخليج”:
أفردت الصحافة السودانية صفحاتها الأولى لنبأ وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وتصدرت الصفحات صور وسيرة ذاتية للفقيد الكبير، وأشارت الى فجيعة الأمة العربية والإسلامية برحيل الزعيم الراحل، ومبادراته وأدواره المشهودة والمعروفة تجاه القضايا المحورية على الصعيدين العربي خصوصاً والدولي عموماً.
وكتبت صحيفة “الأيام”: بقي الزعيم العربي الكبير، وأبقى معه دولة الإمارات فوق الخلافات التي أصبحت سمة عربية، ما أهله ليكون سباقا ومبادرا في جمع الصف العربي وتوحيد كلمة الأمة، غير أن أهم إنجاز للشيخ زايد هو إسهامه في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والمحافظة على هذه التجربة الوحدوية في زمن الشتات، وقيادة مسيرتها بنجاح قل لنظيره لما يقارب أربعة عقود من الزمان. وكتبت صحيفة “الرأي العام” ان الشيخ زايد الذي عرف بزايد الخير كانت له مبادرات وأدوار مشهودة ومعروفة تجاه القضايا المحورية على الصعيدين العربي خاصة والدولي عامة مما كرسه ليكون حكيم العرب في وقت يعج فيه المشهد العربي بالخلافات والتناحرات وشتى أشكال الصراع .
وكتبت صحيفة “الحياة”  أنه بوفاة الشيخ زايد وهو في قمة عطائه تكون الأمة العربية قد فقدت أحد أهم ركائزها وأركانها في وقت هي أكثر ما تحتاج إلى عقل رصين تلوذ إليه وقلب كبير، تستظل في رحابه في ظل نائبات الدهر المتتالية وأطماع الحاقدين والمتربصين التي لا تعرف حدودا ولا تقر بوجود.
وكتبت صحيفة “ألوان” ان الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2004 لن ينظر إليه في التاريخ بوصفه يوما عاديا، ليس لأنه يشهد أهم انتخابات رئاسية أمريكية تعني العالم كله بل لأنه اليوم الذي فاضت فيه روح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وأضافت: لعلنا لا نبالغ أبدا إذا وصفنا الشيخ زايد بأنه كان آخر الحكام العرب الذين يحظون بشعبية وكاريزما نادرة.
وكتبت صحيفة “الأنباء” انه برحيل الشيخ زايد تفقد دول مجلس التعاون الخليجي والأمة العربية والإسلامية أحد أسباب تماسكها وصمودها أمام عواتي المحن وجلائل المصائب، فالشيخ زايد الذي انفرد بإنجاح مشروع سياسي وحدوي وأكبر مشروع تنموي اقتصادي حيث جعل من أشتات القبائل الدينية من منطقة الخليج كيانا سياسيا متماسكا ارتقى تحت قيادته بالشورى والتكاتف والتآزر فخرجوا بدولة لا تتطرق إليها الفتن السياسية ولا تخترقها دوائر العمالة أو الارتزاق واستطاع أن يجعل من الصحراء القاحلة بقعة تأوي إليها أفئدة الناس من جميع أنحاء العالم ينشدون خيرها وبرها الذي لا ينضب ولا ينقطع. وكتبت صحيفة “الخرطوم” انه برحيل الشيخ زايد أسدل الستار على حياة قائد عربي سعى منذ تسلمه السلطة للم الشمل العربي، وخصوصا في منطقة الخليج. وأنه لعب دورا في تشكيل مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ عمله رسميا في أبوظبي 1981م.
وكتبت صحيفة “أخبار اليوم” انه ما اجتمع وأجمع على عظمة سيرة حاكم، كما فعل تجاه الزعيم زايد الذي التصقت باسمه كل السمات والصفات الجميلة، فما ذكر اسم هذا القائد الفريد إلا وكانت مفردات الخير والحكمة من المتلازمات، وكان زايد الخير وزايد الحكيم المعين الذي تنهل منه الامتان الإسلامية والعربية بل والإنسانية قاطبة.
وأضافت الصحيفة ان دولة الإمارات تقف شاهدا على عظمة الإنسان الشيخ زايد بن سلطان شاهدا على العبقرية الإنسانية التي جسدها هذا الزعيم النادر، حتى صيرها زايد، فالدولة الإماراتية المتحدة التي أسسها الراحل الجليل تحتل في خارطة عالم اليوم موقعا متقدما، جعل منها قبلة تهفو إليها القلوب، للنظر في جمالها وللتمتع بخيراتها، لقد جعل الحكيم الراحل منها دولة لكل الناس الذين نفروا إليها من كل البقاع والصقاع ونالوا مما فيها من خيرات لحمها وسداها عبقرية الشيخ زايد في تأسيس الدولة النموذج في التقدم والتطور.

المصدر جريدة الخليج

© ÌãíÚ ÇáÍÞæÞ ãÍÝæÙÉ áãæÞÚ ÞÑíÉ ÇáØæííä