زايد والأمة العربية


كان زايد ولا يزال الداعي نحو لم شمل الأمة العربية الممزقة والتي تتطاحنها الحروب وتتنازعها الأزمات والحوادث فلا تشتعل نيران فتنة جديدة حتى يخرج الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان داعياً إلى إنهائها بالطرق السلمية بدلاً من اللجوء إلى لغة القوة والعنف والتي توسع الخلاف وتزيد من هوة الشقاق ولسموه المواقف المشهودة في دعم الوحدة العربية وذلك من خلال دعوته لاتحاد الإمارات السبع لتتشكل دولة جديدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة ومن ثم دعى سموه إلى تعاون خليجي يكون ثمرة لاتحاد جديد ليتشكل مجلس التعاون الخليجي وتستضيف أبوظبي القمة الأولى فيه ومن ثم كان للإمارات دور فاعل ونشط في جامعة الدول العربية وساهمت في إقامة العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية في الكثير من الدول العربية مثل ترعة الشيخ زايد في مصر وبناء سد مأرب في اليمن وبناء مدينة الشيخ زايد في غزة .

ولا يخفى على أحد الدور الذي تلعبه الإمارات لتعميق الروابط بين مختلف الدول العربية حيث أن وطننا من المحيط إلى الخليج وهدفنا هو أمة عربية واحدة ولذلك سارعت الإمارات أولاً إلى حل مشاكلها الحدودية مع باقي جيرانها وبالطرق السلمية ومن ثم سارعت إلى إطلاق المبادرات نحو حل أمثال هذه النزاعات بين باقي الدول العربية مما كان له كبير الأثر في زرع الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.

ويذكر التاريخ بالفخر والاعتزاز الموقف الرجولي الشجاع لصاحب السمو الشيخ زايد الذي أعلنها صريحة في حرب أكتوبر 1973 عندما خرج على العالم وقال بأن البترول العربي ليس بأغلى ولا أثمن من الدم العربي وسخر كل إمكانياته وثرواته تحت تصرف الجيوش العربية في تلك الحرب ليتحقق النصر ويفرح زايد كما لو كان هو من خاض الحرب .. كيف لا والإمارات هي ابنة الأمة العربية وهي ثمرة من ثمرات أمة تدعو إلى الاتحاد والتعاون وتحارب التفرق والتشتت ولذلك يذكر التاريخ أن الإمارات بقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت أول دولة عربية تعيد علاقاتها مع جمهورية مصر العربية بعد المقاطعة العربية عقب اتفاقية كامب ديفيد.

ولا يخفى على أحد الدور الإنساني الذي تلعبه الإمارات عند وقع أي كارثة إنسانية في أحد الدول العربية أو عندما تعاني أحد الدول العربية من وقوع مشاكل أو أزمات فعلى سبيل المثال مازلت قوات الإمارات تساهم في نزع الألغام من الجنوب اللبناني حتى يومنا هذا بالإضافة إلى ما قامت به من دور ناجح وعظيم في الصومال وكوسوفو وكذلك في زلزال المغرب ومد يد الخير والعطاء نحو الفقراء والجوعى في الصومال والسودان كما لا ننسى الوقفة الإماراتية العظيمة في تحرير دولة الكويت من العدوان العراقي الغاشم سنة 1990عندما سارعت الإمارات إلى إدانة الغزو وحاولت بالطرق السلمية إلى إنهائه ومن ثم أرسلت قواتها مع قوات التحالف وساهمت في تحرير الكويت.

وكذلك لا بد أن يذكر التاريخ أن صدام حسين رفض المبادرة العظيمة التي أعلنها الشيخ زايد بن سلطان في الوقت العصيب وقبل الاحتلال الأمريكي للعراق والتي كانت ستحفظ العراق وأهله وجيرانه والأمة العربية والإسلامية من مصائب وويلات مازال الجميع يعاني منها حتى يومنا هذا حيث بادر الشيخ زايد إلى إعطاء صدام الأمان والحفظ والسلامة والحياة الرغيدة في الإمارات بدلاً من إزهاق أرواح الأبرياء وتدمير العراق وإذلال شعبها تحت وطأة الاحتلال ولكــن صدام حسين أعطى أذناً من طين وأخرى من عجين لهذه المبادرة الشجاعة ورفضها وقد رأيتم بأنفسكم ما صار في العراق بعدها !!
 

© جميع الحقوق محفوظة لموقع قرية الطويين