مواطنون يشكون غيـــاب « البرامج الانتخابية » عن مناطقــــهم

قال مواطنون مقيمون في مدن خارجية، في إمارة أبوظبي، إن معظم المرشحين الذين أعلنوا عزمهم خوض انتخابات المجلس الوطني الاتحادي لهذا العام، تجاهلوا في برامجهم الانتخابية احتياجات هذه المناطق، ولم يقم سوى عدد قليل منهم بلقاء المواطنين المقيمين فيها للاطلاع على أوضاعهم بشكل مباشر.

ومن جانبهم، أكد مرشحون استعدادهم للذهاب الى المواطنين حيثما كانوا، معربين عن رغبتهم في الاستماع إليهم، ومعرفة أبرز مشكلاتهم، وطبيعة احتياجاتهم ومطالبهم.

وأضافوا أن المرشح الجادّ لا يستطيع استثناء منطقة ما من برنامجه الانتخابي، بل يحرص على تسجيل حضوره القويّ في كل مكان، لأن انشغالات المجلس واهتماماته لا تقتصر على جانب دون آخر، بل تشمل الوطن كله.

وتفصيلاً، قال يوسف الحمادي، إن البرامج التي تم الإعلان عنها تتحدث في أمور عامة، وقضايا مجتمعية كبرى تشغل اهتمام الحكومة سلفاً، وقد اتخذت فيها خطوات مهمة، ووضعت خططاً وبرامج لمعالجتها. وفي الوقت نفسه، تتجاهل البرامج أن هناك مناطق نائية تحتاج إلى كثير من التطوير، حتى تكون على مستوى مدينة أبوظبي من حيث المرافق وغيرها، مثل السلع والنهضة ومدينة الرحبة ومدينة زايد، وأغلب أجزاء المنطقة الغربية.

وأكدت أسماء محمود أن السكان كانوا ينتظرون برامج انتخابية أكثر وعياً، لافتة إلى أن المدن الجديدة غابت عنها، وربما عن أذهان كثير من المرشحين، على الرغم من أن اهتمام الحكومة انصبّ في السنوات الأخيرة على زيادة هذه المدن، ومحاولة جعلها مناطق جاذبة للسكان.

وأضافت أن مدن خليفة الشمالية وخليفة الجنوبية ومدينة محمد بن زايد ومصفح، وهي من أقرب المدن إلى جزيرة أبوظبي، تحتاج إلى مزيد من المدارس، والمراكز الصحية، وزيادة خطوط المواصلات، كما تحتاج إلى مزيد من منافذ البيع والجمعيات.

وتساءل سالم الظاهري عن سبب اهتمام المرشحين بالدعاية الانتخابية داخل المدن، مع أنها مزدحمة بالعمال الأجانب والمقيمين، في حين أن المناطق الخارجية مكتظة بالمواطنين.

وأشار إلى أن مدينة خليفة التي تعدّ من أكبر المناطق الخارجية، إذ يسكنها عدد هائل من المواطنين، تعاني ظاهرة غياب المسطحات الخضراء بشكل ملحوظ، ولا يوجد فيها متنزهات أو أماكن ترفيهية أو مراكز تجارية. كما تعاني كثير من شوارعها الظلام، بسبب عدم وجود أعمدة إنارة، وهو ما ينطبق كذلك على مناطق الشامخة والشهامة والشوامخ والنهضة وبني ياس والسلع وغيرها من المناطق.

وأكّد خالد خوري أن المرشحين لم يعيروا اهتماماً بأصحاب المزارع في إمارة أبوظبي، خصوصاً في الأماكن البعيدة مثل الختم، التي يعاني أصحابها مشكلات كثيرة. وطالب بوضع المواطنين أصحاب المهن والحرف مثل الصيد والزراعة وغيرها في دائرة اهتمام المجلس الوطني الاتحادي، وتقديم الدعم اللازم لهم.

وفي المقابل، قال المرشح سالم بالركاض العامري، إنه أدرك أهمية المدن الخارجية والمناطق النهائية قبل بدء حملته الانتخابية، وأولاها أهمية خاصة في برنامجه، ولم يفرق في دعايته الانتخابية بين المدن الرئيسة وغيرها من المناطق، وأضاف أنه بدأ جولاته بزيارة المناطق الجنوبية والمناطق الشمالية في مدينة العين وبعض مدن أبوظبي، كما يتضمن برنامج حملته زيارات لمناطق الغربية كافة.

وأكّد العامري أنه اعتمد التواصل المباشر مع المواطنين وسيلة رئيسة في حملته، إلى جانب الوسائل الأخرى المساعدة.

وأوضح أن التأثير الإيجابي في الناخبين لن يكون بالدعاية فقط، وإنما سيكون للسيرة الذاتية دور كبير في اختيار المرشحين، مشيرا إلى أن طبيعة المرشح وشخصيته هي التي تفرض توجهه إلى نوع الدعاية المناسب لحملته، سواء كان بالتواصل الإلكتروني أو التواصل المباشر.

وقالت المرشحة هدى المطروشي، إن المرشح الجادّ لن يجهده الوصول إلى المواطنين في الأماكن كافة، وهناك وسائل متعددة للوصول إلى الناخب ومعرفة احتياجاته ومشكلاته كتنظيم الندوات والمؤتمرات والدعاية المباشرة.

وقالت إنها وجهت دعوة لمجموعة من الرياضيين الإماراتيين المشاهير لتنظيم زيارة إلى جزيرة السعديات، نظراً لما تضمه من معالم تراثية مرتبطة بالهوية الإماراتية.

ونفت المرشحة نورا النويس تجاهل أي منطقة، مضيفة أن المناطق النائية لها موقعها في البرنامج الانتخابي الخاص بها، بما يتماشى مع اختصاصات وصلاحيات المجلس الوطني الاتحادي، مشيرة إلى أن المرشح لعضوية المجلس سيكون نائباً وممثلاً لكل الشعب الإماراتي، ولا ينبغي أن يكون برنامجه مقتصراً على تطوير منطقة معينة وإغفال مناطق أخرى.

Related posts