صبحة المحرزي _ضحية الأحوال الجوية في تقنية الفجيرة

وسط تباين القصص والروايات حول الظروف التي أحاطت بوفاة الطالبة ( صبحة المحرزي ) 19 سنة وصدمة ذويها.

يتحدث الباحث إبراهيم الجروان في علوم الفلك والأرصاد الجوية والمشرف العام للقبة السماوية بالشارقة عن جملة من الافتراضات والتساؤلات ترد في حادثة وفاة الطالبة صبحة والتي سيكون معها وقفه للمناقشة والتحليل والتي أثارت وفاتها سرد الكثير من التفسيرات وإن اختلفت أقاويل وآراء الشهود في الواقعة.

ولكن تبقى حقيقة واحدة تتعارض مع الافتراضات الشائعة وتتمثل في وضع تصورين حتى يكون هناك تفسير علمي واضح لحادثة الصاعقة يتمثل في الأولى: الصورة المباشرة وهي تعرض الطالبة لصاعقة مباشرة تصاحبها إصابة وحروق من الدرجة الأولى.

والثانية: صورة غير مباشرة تتمثل بالتفريغ الناتج عن الصاعقة بموقع الحادث وتأثير الشحنات الكهربائية المارة منه على المتواجدين بالموقع مباشرة، وهنا الصاعقة سبب غير مباشر للوفاة، وقد تكون هناك أسباب أخرى تتعلق بالحالة الصحية ومدى قدرتها على احتمال الشحنات الكهربائية الواردة. لافتا إلى أن التقرير الطبي هو المحور الأساسي الذي يحدد التصور الصحيح لمجريات الواقعة.

وفي أجواء الصدمة والحزن الشديدين تتلقى عائلة الفقيدة واجب العزاء في ابنتهم البكر التي وافتها المنية إثر صاعقة قوية لامستها أثناء تواجدها في الدوام المدرسي بكليات طالبات التقنية بالفجيرة.

والدا الفقيدة لم يتمكنا من الحديث بسبب الحزن الشديد الذي ألم بهما لذا تحدث عم المتوفاة سالم المحرزي للبيان فقال: ألمت الصدمة بالعائلة وخاصة والدها الذي كان يطلع على مستجدات الأجواء في قريتهم أثناء هطول الأمطار الغزيرة وعندما تلقى نبأ اصابة ابنته هرع إلى مستشفى الفجيرة مع قريب له ، حيث فوجئ بخبر وفاتها عند وصوله للمستشفى.

وأضاف عمها: الفتاة صبحة، رحمها الله، هي الابنة البكر لشقيقه علي المحرزي وهي المعين الأول لوالدتها، كما وصفها بأن روحها تتحلى بالطيبة والحنان والخلق الطيب في تعاملها مع من يكبرها سنا، فضلًا عن كونها محافظة على الفرائض وأداء العبادات، مشيراً إلى رحلة السفر التي جمعته بها خلال زيارة بيت الله لأداء فرائض العمرة في الصيف الماضي والتي كشف عن حسن أخلاقها وتصرفها مع كل من حولها.

واشار إلى صعوبة الموقف الذي تعيشه أسرتها خلال أيام تلقي العزاء في ابنتهم مبدين تفهمهم للحادثة، حيث تتوافد ولله الحمد أعداد كبيرة من الأهالي والأقارب وحتى المواطنين لتقديم المواساة لأهلها في منطقة العجيلي والتي تبعد ما يزيد على 60 كيلو متراً عن إمارة الفجيرة وسط مرتفعات جبلية وعرة، إلا إن والديها مازالا يعيشان ذكرى اللحظة الأخيرة التي ودعا فيها ابنتهما في موقف حافلات التقنية في منطقة المنيعي القريبة منهم.

تلقي واجب العزاء

توافدت أعداد كبيرة من المعزين تقاطروا من مختلف المناطق وشاركوا في مراسم وداعها الأخير وسط حزن كبير لرحيلها في ظرف غير متوقع، فيما قدم مدرسو صبحه وأعضاء الهيئة التدريسية في كلية تقنية الطالبات بالفجيرة يتقدمهم د. طيب كمالي مدير مجمع كليات التقنية العليا واجب العزاء في منزل أسرتها بوادي العجيلي. وقد تلقى والدها علي المحرزي اتصالا هاتفيا مواسيا له من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي.

اللحظات الأخيرة

وفي مشهد من اللحظات الأخيرة للطالبة صبحة كما تحدثن به زميلاتها في الدراسة: كانت بشوشة وكثيرة المزاح في ذلك اليوم، وعن قيامها بوداع كل زميلاتها في الشعبة كل على حدة وهو ما لم تستغربه زميلاتها لطيبة قلب صبحة ولعفويتها في التصرف مع الناس.

ومن جهة أخرى، أشار الجروان إلى ثلاثة أنواع من البرق كلها ناتجة عن السحب الركامية مصحوبة بعواصف ورياح شديدة قد تكون مصحوبة ببرد، الأولى يصل البرق للأرض مباشرة ويؤثر مباشرة على الأجسام التي تلامسه وهنا تسمى الصاعقة، مبينا في شرح واف إلى أن الغيوم تمر عبر مناطق جافة بسرعة عالية بسبب الرياح وبالتالي تكتسب شحنات وتصبح أجساما مشحونة تمشي فوق الأرض وعند اقترابها من الأرض يحدث لها تفريغ للشحنات بالأرض وعند مرورها بالقرب من أجسام أو سيارة أو حتى عمارة عالية تحدث صرخة لها وبالتالي على الإنسان عدم تعرض نفسه ليكون ممرا لتفريغ هذه الشحنات، مشيرا إلى أن قوة التفريغ عالية فهي كافية لحرق الإنسان والأشجار وتقدر بملايين الوحدات من الطاقة في زمن قصير جدا. إلى جانب وجود نوعين آخرين قد يعتبران آمنين ويتمان في أعلى السماء وهي تبادل الشحنات الكهربائية بين سحابتين قريبتين من بعضهما، أما الأخرى بين قمة السحابة وقاعدتها.

 تحذير من استخدام الهاتف الجوال في الأماكن المكشوفة أثناء البرق

 أوضح الباحث في علوم الفلك ابراهيم الجروان وجود عوامل مساعدة لاستقبال الشحنات الكهربائية من البرق: وهي استخدام أجهزة اللاسلكي جهاز الهاتف الجوال التي تبث وتستقبل موجات كهرومغناطيسية. مشيرا إلى أنه من غير المستبعد أن يتم تفريغ الصاعقة الكهربائية من خلاله عبر جسم الإنسان الذي يحمله خصوصا إذا كان هناك مواد تساعد على مرور التيار الكهربائي وتفريغه بالأرض مباشرة، مؤكدا أن نسبة الوفاة تصل إلى 90٪ أثناء إصابتها الإنسان.

وأشار إلى أن الصواعق قد تمر عبر جسم أي إنسان إذا كان في أعلى نقطة عن مستوى الأرض وبمساحة فضاء لا تقل عن ميل على أن تكون أقصر الطرق الموصلة لتفريغ الشحنة، كما أن الأماكن المكشوفة أو الرطبة تعتبر أماكن بالغة الخطورة.

 خطر الهاتف الجوال

 وأوضح الجروان في حالة تجنب خطر الصواعق الرعدية يجب عدم استخدام الهاتف الجوال في الأماكن المكشوفة أثناء العواصف الرعدية لتجنب احتمال الإصابة بصاعقة البرق، وأن لا يكون في أعلى نقطة من مستوى الأرض بأن يكون موصل لتفريغ الشحنة. إلى جانب محاولة اجتناب أماكن وجود الصاعقة حيث الفرق الزمني بين حدوث البرق والرعد يعطي تقديرا لموقع حدوث التفريغ الكهربائي بمعدل ميل لكل ثانية، أي أنه عند سماع الرعد بعد رؤية البرق بخمس ثوان يعني أن موقع التفريغ الكهربائي على بعد 5 أميال. إذا الفرق بين زمن الرعد والبرق أقل من ثانية ينصح بعدم التعرض للأماكن المكشوفة. لافتا إلى أن الإمارات من الدول غير المعرضة لصواعق خطيرة مقارنة ببلدان أخرى.

رصد خطط للطوارئ والتوعية

 ومن جانبه، أشار الباحث الجيولوجي المهندس يوسف عبدالرحمن المرزوقي الى معلومات تتعلق في طبيعة التغيرات المناخية والتقلبات غير المتوقعة والتي لم تشهدها المنطقة سابقا وخصوصا في الجانب الشمالي الشرقي، والذي سيشهد مستقبلا على حد وصفه – ظواهر مناخية جديدة على المنطقة يكون مصدرها تكوينات ومنخفضات جوية محلية وليس خارجية مثل ما حصل الأسبوع الماضي. فالذي حدث ينم عن قلة الوعي فقط إذا ما اعتبارنا هذا الوقت هو فصل الخريف، بحيث يتطلب ضرورة تنمية جوانب رصد التغيرات المناخية من الجهات المسؤولة عن التنبؤ في الجو ووضع خطط واضحة للطوارئ والتوعية دون أن تنحصر في التنبؤ فقط، وهو ما يؤثر على مسار الشفافية في توجيه الأفراد في النظر لتلك التغيرات بصورة أكثر إيجابية وتفهما، فالجهود المبذولة مسؤولية مشتركة.

واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية تأمين المباني والمنشآت من الصواعق بتركيب هواء الصواعق الموصل إلى أرضية المبنى بحيث يوفر المسار اللازم لتيار الصاعقة عند إصابة المبنى وكل ما يمكن أن يؤمن من مخاطر الطبيعة المتغيرة.

حملة ضد خطر السيول والأمطار

وأشارت المحامية موزة مسعود رئيس جمعية الحقوقيين – فرع الفجيرة: إلى أهمية تضافر الجهود من مختلف الجهات المعنية والمؤسسات والأفراد في إقامة حملة في توعية الناس بخطر السيول والأمطار والتغيرات الجوية المفاجئة والتي تشهد سنويا حوادث متكررة ومؤسفة، إلى جانب حملة لا للبلاك بيري أثناء القيادة ، ما يساعد الناس على الفهم الصحيح بأهمية المحافظة على أرواحها وعدم تعرض حياة الآخرين للخطر وجهود الجهات المعنية للتقصير والمحاسبة لأنه الأمر في نهاية الحال مسؤولية شخصية قبل أن تكون رسمية.البيان

Related posts