كُحل يُطلق “رصَاصَه” على دم امرأة في أبوظبي

تلقى مركز معلومات الأدوية والسموم في هيئة الصحة في أبوظبي، منذ مطلع العام الجاري نحو 2000 استفسار وسؤال عن معلومات دوائية، مثل الجرعة المناسبة من الدواء في حالات استثنائية مثل الفشل الكلوي والكبدي، والاستعمال أثناء الحمل والرضاع، وأعراض جانبية لبعض الأدوية، وكذلك معلومات عن فاعلية وسلامة استعمال المكملات الغذائية للتخسيس، ولسقوط الشعر، ولبناء العضلات والضعف الجنسي .

تلقى مركز معلومات الأدوية والسموم في هيئة الصحة 85 طلباً لمعلومات تتعلق بمعالجة العديد من حالات التسمم نتيجة تناول جرعات زائدة من المسكنات وأدوية البرد والسعال، أو التعرض للتسمم بالمنظفات المنزلية أو المبيدات الحشرية . 

وأشارت مصادر المركز إلى أنه منذ مطلع العام الجاري تلقى 257 استفساراً من مختلف افراد الجمهور عن الجرعات وطريقة استعمال الأدوية، و205 استفسارات عن الاعراض الجانبية المصاحبة لاستعمال الدواء، و322 عن استخدام الدواء وموانع استعماله و312 عن توفر الأدوية داخل الدولة وبدائلها في حال عدم وجودها، و93 عن معلومات عن فاعلية وسلامة مكملات غذائية، و126 عن استعمال الدواء اثناء الحمل والرضاعة، و114 عن التفاعلات الدوائية، و30 عن التعرف إلى دواء مجهول، و456 لطرق تخزين الدواء وتاريخ انتهاء الفعالية وتحضير مستحضر صيدلاني في صورة شراب للأطفال من الأقراص، و85 استفساراً عن معلومات لعلاج التسمم .

وعن أهم الحالات التي تعامل معها المركز خلال العام الحالي بالتعاون مع المستشفيات وتم انقاذها بعد تدخل مركز معلومات الأدوية والسموم، أكدت مصادر المركز، أن هناك العديد من الحالات التي تعامل معها هذا العام، إحدى الحالات المثيرة للاهتمام هي اتصال طبيبة بالرعاية الأولية لعرض حالتين لشقيقتين تأكلان أشياء غير طبيعية مثل دهان الحائط، قطع معدنية، واجسام أخرى غريبة، وهي حالة معروفة طبياً باسم (pica)، وبمساعدة المركز بتقديم المعلومات اللازمة، تبين أن هناك ارتفاعاً في نسبة عنصر الرصاص السام بالدم لدى إحدى الشقيقتين، ولمعرفة مصدر عنصر الرصاص تم التنسيق بين المركز وقسم الأبحاث بقطاع الصحة العامة في هيئة الصحة أبوظبي لإرسال فريق عمل لجمع عينات من منزل العائلة وتحليله وتبين وجوده في الكحل المستخدم للزينة لإحدى الشقيقتين .

وأضافت المصادر أنه من الحالات الأخرى والتي أسهم المركز في اعطاء المعلومات اللازمة لعلاجها تتعلق بتكرار حوادث الاستخدام غير الواعي نتيجة للمفهوم الخاطئ للبنات في سن المراهقة عن استعمال المسكنات المحتوية على الباراسيتامول على أنها لا تمثل خطورة، وما يرسخ هذا المفهوم الخاطئ هو توفر الباراسيتامول بالعديد من الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية، خاصة أنها تتوفر في المحلات التجارية أيضاً، والخطأ هنا هو أن الباراسيتامول إذا تعدى الإنسان جرعة معينة منه ولم يتم علاجها في الوقت المناسب قد يؤدي إلى تلف الكبد، ما قد يستدعي عملية نقل كبد أو الوفاة، وقد قدم المركز المعلومات اللازمة المتعلقة بوقت أخذ عينة الدم لمعرفة إذا كان المصاب يحتاج للترياق وكذلك جرعته المناسبة لو لزم الأمر .

وقام المركز بتقديم المعلومات اللازمة للاطباء عن مدى سمية بعض المنظفات المنزلية أو الأشياء التي تتواجد داخل المنازل وكيفية التعامل معها، ما أسهم كثيراً في التعامل مع الحالات الخطرة وغير الخطرة بطريقة سليمة .

وأكدت مصادر المركز أنه تم اجراء العديد من الدراسات المختلفة منها دراسة للوقوف على مدى الاستعداد داخل المستشفيات التي تحتوي على غرفة طوارئ داخل إمارة أبوظبي للتعامل مع كافة حالات التسمم، والمقصود بالاستعداد هنا هو توفر الترياق المناسب لكل حالات التسمم، وبالوقوف على الوضع تبين أن نسبة لا تتعدى ال10% من المستشفيات هي التي تمتلك الأدوية الموجودة بما يسمى القائمة الأساسية وهي تحتوي على الترياق لعلاج حالات التسمم الأكثر شيوعاً فقط وليس كل الحالات .

وأشارت إلى أن نتائج الدراسة استدعت تطبيق سياسة توفير جميع الأدوية المضادة للتسمم في جميع الأوقات، وقد تم العمل بها العام الجاري، حيث يتعين بموجبها علي كافة المستشفيات التي تمتلك غرفة طوارئ، أن توفر القائمة الأساسية، وأن توقع على اتفاق مع مستشفى آخر بتوفير القائمة المتقدمة عند الحاجة لها، وبعد تطبيق هذه السياسة فإن تعاون جميع المستشفيات مع المركز قد وصل إلى 100%، ما يضمن للمصاب بالتسمم داخل إمارة أبوظبي توفر الترياق واستعماله بالوقت المناسب عند الحاجة له .

وكشف المركز عن خطة، تجري دراستها الآن من أجل تقديم الخدمة من خلاله على مدار الساعة في القريب العاجل وذلك بعد زيادة عدد الجمهور المتصل للاستفادة من خدماته، حيث كانت تمثل اسئلة الجمهور نسبة غير كبيرة عند بدء العمل بالمركز ولكن بمرور الوقت أصبحت تمثل أكثر من 30% من حجم الوارد بالنسبة غير العاملين في المجال الصحي .

وتوافقا مع أهداف ورؤية هيئة الصحة في أبوظبي فإن خطط مركز معلومات الدواء كلها تركز على تحسين المردود الصحي والصحة العامة لسكان امارة أبوظبي، ومن أهم ما يطمح إليه المركز هو زيادة الوعي بين الجمهور من اجل حمايتهم من خطر التسمم وتقليل تعرضهم للمواد السامة، لذا سيقوم المركز ببدء أسبوع أبوظبي للوقاية من السموم في شهر ديسمبر/كانون الاول المقبل يتضمن محاضرات وندوات وتوزيع نشرات لرفع درجة الوعي عند أفراد المجتمع .الخليج

Related posts