إهمال المدرسة ولا مبالاة البيت يعرضان الموهبة للخطر

من مدرسة محمد بن حمد الشرقي في الفجيرة، أوضح مدير المدرسة عبيد اللاغش، أن المدرسة تعتمد برنامجاً محدداً لاكتشاف المواهب الطلابية تحت مسمى «محكات الكشف عن الموهوبين». ويعد هذا البرنامج أساساً ومرجعاً لعملية الكشف عن المواهب داخل المدرسة، حيث حرصت إدارة المدرسة على توفير أفضل البرامج التي تلبي احتياجات الطلبة وإثراء مواهبهم نحو التميز والتطور.

مشيراً إلى أن ثمة خطوات منظمة تتبعها إدارة المدرسة لاكتشاف أبنائها الموهوبين، حيث تعمل على تشكيل فريق الإثراء المدرسي الذي يضم في عضويته معلم الموهوبين (معلم التربية الخاصة)، والاختصاصي الاجتماعي، ومجموعة من معلمي المواد الدراسية المختلفة.

أضاف اللاغش أن واجبات الفريق تتحدد في الكشف والتعرف على الطلبة الموهوبين، وتقديم أفضل البرامج التي تثري وتنمي مواهبهم وخبراتهم، وتوفير غرفة دراسية خاصة للكشف، والعمل على تذليل العقبات التي قد تعوق الكشف عن الموهوبين، سواء من جانب المعلمين أو أولياء الأمور، وتحرص المدرسة على تزويد معلم الموهوبين بالمواد والوسائل التعليمية المتوفرة فيها، والتي يمكن أن تساعده في تسهيل مهمته.

سرية المقاييس

وعن دور المعلم المسؤول عن اكتشاف الطلبة الموهوبين، أوضح أن هناك مقرراً لفريق الإثراء بالمدرسة، ومنفذاً لإجراءات الكشف والرعاية ومسؤولاً عن سرية المقاييس وبيانات الطلاب، يقوم بالترشيح والكشف عن الطلاب الموهوبين باستخدام المحكات والمقاييس المعتمدة للبرنامج، ويجتمع بأولياء الأمور ويشرح أهمية الكشف لهم، كما يجتمع مع معلمي المدرسة.

ويشرح بطاقات السمات السلوكية لهم، إلى جانب إعداد الأوراق الرسمية وأوراق المقاييس والمحكات اللازمة لعملية الكشف. ومن الأدوار المهمة التي يقوم بها أيضاً، التهيئة النفسية والعقلية للطلاب قبل الكشف عنهم، وبالتأكيد يتم ذلك بعد موافقة أسرة الطالب على خوضه هذه الخطوات ودخوله برنامج الإثراء المدرسي.

محكات الاكتشاف

وعن ماهية المحكات التي يتم من خلالها اكتشاف الطلبة الموهوبين في المدرسة، قال اللاغش إن معلم الموهوبين وفريق الإثراء المدرسي، يقومون باتباع إجراءات عدة لضمان إنجاز هذه المهمة، أبرزها الرجوع إلى السجل التراكمي والنمائي للطالب، للوقوف على مستواه الإدراكي ومعرفة قدراته الإبداعية والابتكارية، واعتماد مقياس السمات السلوكية، من خلال أربع قوائم (الدافعية، والقيادية، والإبداعية، والعلمية).

وكذلك تطبيق مقاييس التقدير واستبيانات الميول الخاصة بكل طالب. كما يتم الاعتماد على التحصيل الدراسي للطالب، كمحك للكشف عن التفوق الدراسي، وفي هذا السياق، تلجأ المدرسة إلى ترشيحات المعلمين لاختيار الموهوبين، وكذلك ترشيحات أسر الطلبة وزملائهم في الصف والمدرسة.

تعثر الموهبة

وفي سياق متصل قال أحمد عيد موجه أول الرعاية النفسية بوزارة التربية والتعليم، إن هناك بعض المشكلات والعقبات التي تواجه الموهوبين، وتكون سبباً في إحباطهم وفشلهم أحياناً أو تعثر موهبتهم، وهي مشكلات ذاتية شخصية تتعلق بالموهوب نفسه، فالموهوب قد يعاني من مشكلات نفسية تؤدي به إلى سوء التوافق النفسي والاجتماعي، فعلى الرغم من تميزه بدافعية عالية نحو التعلم والرغبة في البحث والاستطلاع.

إلا أنه في حالة مروره بمواقف مؤلمة، خاصة في مراحل حياته الأولى، وإخفاق البيئة المحيطة في إشباع حاجاته، فقد يصاب بالإحباط والفشل وينتابه القلق والتوتر، وتتحول حياته إلى صراعات نفسية داخلية تدمر ذاته وتقتل الإبداع لديه، فإما القبول بهذا الواقع الذي لا يتوافق مع ذاته وتطلعاته، أو التخلي عن تلك الأنشطة الإبداعية، ويحدث ذلك في جميع المراحل العمرية، وفي كل الأحوال تكون الخسارة فادحة للفرد المبدع وللمجتمع بكامله.

الفشل المتكرر

وأضاف أن الموهوب قد يواجه بعض المشكلات أو العقبات التي يكون مصدرها المباشر الآباء أو الأقارب، ولعل أهمها: عدم اكتراث الأسرة بمواهب الطفل العقلية أو الفنية، فتتجاهل نشاطاته، بل تكرهه أحياناً على عدم ممارسته لها، ولا توفر له الإمكانات المادية والمعنوية مهما كانت بسيطة.

وهكذا قد تعمل الأسرة على وأد الموهبة في مهدها، فالأطفال الموهوبون غالباً ما ينسحبون ويتخلون عن مواهبهم وممارسة هواياتهم في حالات الفشل المتكرر، خاصة في المراحل الأولى، وإلى جانب ذلك، هناك مشكلات وصعوبات تتعلق بالبيئة المدرسية، حيث تحتوي البيئة المدرسية على متغيرات متعددة ووسائط متنوعة تلعب دوراً مهماً في تنمية الإبداع وصقل الموهبة لدى الطلبة في المراحل الدراسية الأولى، إذ تم استغلالها لصالح الطالب.

إثارة المشكلات

وأشار إلى أن الموهبة قد تكون مصدراً لإثارة المشكلات لدى الموهوب، فتعرقل نموه وتحد من مواهبه، حيث تثار الكثير من المشكلات في الفصل الدراسي بين الموهوبين والمعلمين بسبب أن الموهوبين كثيراً ما يبحثون عن فرديتهم الخاصة التي تميزهم عن زملائهم في الفصل، فقد يكثرون من الأسئلة حول القضايا والموضوعات التي يدرسونها.

أو حول الأفكار والحلول التي يطرحونها لمعالجة المشكلات، أو أنهم يطرحون حلولاً وبراهين مختلفة غير مألوفة لدى المعلمين، أو يسألون أسئلة صعبة ومعقدة، فيضيق المعلمون والمديرون بهم ذرعاً، فيلجأون إلى قمعهم أو الاستهزاء بأفكارهم وآرائهم، وقد يصفونهم بالمشاكسين والمتخلفين ومثيري الفوضى في الفصل الدراسي. البيان

Related posts