حمدان بن محمد: مستقبل مشرق بقيادة خليفة ومحمد بن راشد

أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشــد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ثقته الكبيرة بمستقبل الإمارات تحت القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفــــــــة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشـــــــــد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وقال سموه: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مصدر إلهام مستمر، ومدرسة في الحياة، يتعلم من سموه كل يوم شيئاً جديداً، فضلاً عن حكمة سموه واهتمامه الشديد بشعبه وحبه الكبير لوطنه ورغبة سموه الدائمة في رفع اسم الإمارات عالياً.

وشدد سموه على أن الإمارات ستبقى أرض الفرص لأبنائها ولغيرهم، وواحة أمن واستقرار، بفضل رؤية القيادة الرشيدة والخطط الاستراتيجية المحكمة.

ورغم المدنية الحديثة والتطور الحضاري الكبير، إلا أن سموه شدد على التمسك بالتراث والثقافة، فضلاً عن الحفاظ على الصحراء كأحد أثمن الموارد الطبيعية.

وفي ما يخص دبي والأزمة المالية العالمية، قال سموه بثقة القائد لمجلة «فيجن»، الناطقة باللغة الإنجليزية: «لقد خرجنا من الأزمة أقوى مما كنّا عليه سابقاً». لافتاً سموه إلى أن التركيز ينصب على تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إضافة إلى تعزيز موقع دبي كمركز رائد للاقتصاد المعرفي. وتالياً نص المقابلة:

سمو الشيخ، ما الذي يحمله المستقبل برأيكم لدولة الإمارات العربية المتحدة بصورة عامة، ولإمارة دبي بصورة خاصة، خاصةً وأن دولة الإمارات احتفلت مؤخراً بعيدها الوطني الأربعين؟

كلنا فخر بما تم إنجازه خلال الأربعين عاماً الماضية من عمر دولة الإمارات، ويعود الفضل في كل الإنجازات التي تحققت على أرض الدولة إلى مؤسس دولة الإمارات العربية المتحــــــدة الشــيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، هذا بالإضافة للرؤية السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ووالدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

واليوم كلنا ثقة بأن دولتنا ستستمر في تقدمها وتطورها وإنجازاتها، لأن هناك رؤية واضحة وخططاً استراتيجية مفصلة لمواصلة هذا النمو وتحقيق المزيد من الإنجازات. وستبقى دولة الإمارات أرض الفرص لأبنائها ولغيرهم وستبقى أيضاً واحة للأمن والأمان والاستقرار. وثقتي كبيرة في الأربعين سنة المقبلة، لأن قادتنا ومواطنينا يحملون نفس الروح ونفس العزيمة، التي حملها آباؤنا المؤسسون والتي أوصلتنا لما نحن عليه اليوم.

سمو الشيخ، وصفت والدك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في وقت سابق بأنه بمثابة معلمك الأول ومثلك الأعلى في الحياة. ما الذي تعلمته منه؟

لعل شهادتي في والدي تكون مجروحة، لكن بالنسبة لي محمد بن راشد هو مصدر إلهام مستمر، وهو مدرسة في الحياة أتعلم منه كل يوم شيئاً جديداً. أنا أتابع حكمته في تناول مختلف القضايا، وحرصه الدائم على الاستماع والاستشارة قبل أي قرار يتعلق بأبنائه المواطنين، أتابع قدرته الكبيرة على التواصل مع مختلف فئات المجتمع وتواضعه، أتابع اهتمامه الشديد بشعبه وحبه الكبير لوطنه ورغبته الدائمة برفع اسم الإمارات عالياً، وأيضاً فخره الدائم وثقته بأبنائه المواطنين، كل هذه الصفات هي مصدر إلهام وتعليم مستمر بالنسبة لي.

لعلي محظوظ لقربي الدائم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ولعل أهم درس أتعلمه كل يوم من مدرسته هو العزيمة والإصرار وقوة الإرادة لتحقيق رؤيته، لم يثنه شيء عن تحقيق أحلامه لشعبه، حتى الأزمة المالية العالمية التي مرت بالعالم وتأثرت بها دبي لم تقلل من عزيمته أو إرادته، وفي الأزمات يبرز الرجال العظماء دائماً.

هو مثلي الأعلى، وهو مثل أيضاً لجميع أبناء الوطن في مواجهة التحديات، وفي التصميم على تحقيق الهدف، وهذا ما يمدني بالثقة بالمستقبل وقدرتنا على تجاوز أي تحدٍ، كل صباح جديد بالنسبة لوالدي هو فرصة جديدة لتطوير ما نقوم به، وهي فرصة أيضاً لفكرة جديدة تقربنا من تحقيق أحلامنا وطموحاتنا لإمارة دبي ولدولة الإمارات.

وانطلاقاً من موقعي ولياً للعهد ورئيساً للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، فواجبي هو تحقيق رؤيته والعمل ضمن فريق عمله لضمان مستقبل مستدام لإمارة دبي، وتعزيز مكانتنا العالمية كمركز مالي واستثماري وسياحي على مستوى العالم.

سمو الشيخ، شهدت مدينة دبي بصورة خاصة ودولة الإمارات العربية المتحدة بصورة عامة، تطوراً سريعاً خلال العقود الأربعة الأخيرة، حيث كانت البيئة التي نشأت فيها مختلفة تماماً عن البيئة التي نشأ فيها والدك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ماذا يعني لك التراث والثقافة الإماراتية، وكيف تؤثر في حياتك؟

للتراث والثقافة الإماراتية تأثير إيجابي ومستمر على جميع جوانب حياتنا اليومية. كان همّ آبائنا وأجدادنا الأول هو السعي لتأمين الغذاء والماء، وكان كل يوم بالنسبة لهم يمثل تحدياً قائماً بحد ذاته، وأصبحنا اليوم بفضل ماضينا هذا ندرك جيداً أنه يمكن التغلب على جميع التحديات والصعاب مهما كانت العقبات.

إن ثقافتنا وتراثنا الإماراتي، وقيمنا كشعب موجودة بقوة في حياتنا اليومية، فعلى سبيل المثال، لا تزال المجالس مكاناً مهماً للالتقاء والحوار بين أفراد المجتمع.

بالنسبة لي، لا يزال حبي للصقور، وصيد الأسماك، والإبل، والشعر النبطي، يمثل جوانب مهمة من ثقافتي وتراثي الإماراتي، وكذلك هو حبي للخيول وكل ما يتعلق بالفروسية، فهذه الاهتمامات نابعة من جذوري، وهي إلى جانب قيمي العائلية تشكل نقاط ارتكاز في حياتي.

ودعني أقل لك، إنه على الرغم مما وصلنا له من مدنية حديثة، إلا أننا لا نستغني عن الصحراء، بل دائماً نلجأ إليها ونتبادل معها الرعاية والاهتمام، ونحافظ عليها كأحد أثمن مواردنا الطبيعية.

نحن ندرك أهمية هذا التوازن وعلى الرغم من حداثة دبي تبقى الثقافة والتراث الإماراتي في صميم نبضها، وسيستمر صداها مع الأجيال القادمة بإذن الله.

سمو الشيخ، سرت على خطى والدك في تحصيلك الأكاديمي وأكملت دراستك في أكاديمية «ساندهيرست» الملكية العسكرية، ما أهمية الدراسة في مثل هذه الأكاديميات والكليات العالمية؟

نتفق جميعاً على أن التعليم هو مفتاح النجاح للفرد وللمجتمع، ودولة الإمارات أكبر دليل على ذلك، وأنا لست استثناء من هذه القاعدة.

تنقلي بين هذه الكليات فتح أمامي آفاقاً جديدة وأعطاني إمكانيات أكبر ومهارات أكثر في التعامل مع مختلف القضايا، كما أصبحت بفضل هذه التجربة أكثر وعياً لأهمية الدور الذي يجب أن تلعبه دبي، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة الخليج على الساحة العالمية، وما الذي يمكن أن نقدمه على الصعيد الدولي.

في أكاديمية «ساندهيرست» تعلمنا أهمية الانضباط، والالتزام، والثبات وتحمل المسؤولية أيضاً. بالإضافة لقيم العمل الجماعي والتخطيط الاستراتيجي.

والدرس الذي تعلمته من والدي أن الحياة كلها مدرسة وكلمنا تقدمنا أكثر اكتشفنا مدى حاجتنا للتعلم أكثر وأكثر.

سمو الشيخ، بالتوازي مع هذا التركيز على المعرفة، كيف تنظرون للنظام التعليمي والمعرفي الذي يتم تطبيقه في دولة الإمارات؟

ركز آباؤنا المؤسسون على وضع الأسس والدعائم للجيل الحالي، حيث يمكنك أن ترى من حولك حجم الإنجازات التي حققها هؤلاء، ولعل أكبر دليل على ذلك عدد الشركات العالمية العاملة في دبي.

واليوم يمكنك أن تتلمس قوة الرغبة في الجيل الحالي لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، هذا الجيل يتمتع بالعزيمة والنشاط، والقدرة على توظيف مهاراته التي اكتسبها جنباً إلى جنب المعرفة التي ورثها من الجيل السابق، فهم ملتزمون بالاستمرار في دفع عجلة التقدم والتطور في الدولة، وتقديم صورة مشرفة عن الشباب الإماراتي، حيث أصبحت لهم اليوم بصمات واضحة في العديد من المجالات مثل الأعمال والتجارة والرياضة. كما أننا نفخر بالعديد من الشركات التي نشأت في دبي مثل طيران الإمارات ومجموعة جميرا، والتي استطاعت بما تعكسه من قيم وتراث إماراتي أن تصبح واحدة من أفضل الشركات عالمياً.

ولا يخفى عليك مدى اعتزازنا بماضينا، ولكننا في نفس الوقت نعتز بحاضرنا، وسنستمر بالعمل على ما أنجزه آباؤنا وأجدادنا لضمان مستقبل أفضل.

ونحن على يقين من أن هذا النوع من المبادرات سيعمل على تحفيز العاملين في القطاع العام لتحقيق أفضل النتائج، مع التركيز في نفس الوقت على تطوير الخدمات التي تقدم للأفراد والشركات، الأمر الذي يعزز من مستوى تنافسيتنا العالمية.

سمو الشيخ، كان للأزمة الاقتصادية الأخيرة أثر في مدينة دبي وبقية دول العالم، والآن بعد أن تعافت دبي من هذه الأزمة، ما أهم الدروس المستفادة من هذه التجربة؟

– لا يخفى عليك أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة كان لها تأثير في مدينة دبي على غرار جميع الاقتصادات في العالم، حيث أصبح العالم اليوم ليس قرية معرفية صغيرة فقط بل قرية اقتصادية مترابطة أيضاً، ودبي بطبيعة الحال جزء من هذا الاقتصاد العالمي، ولكن بفضل حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وما بناه من أسس راسخة لدبي، أثبتنا للعالم أنه يمكن تجاوز الأزمات والتحديات بالاعتماد على الرؤية الواضحة، والتخطيط الدقيق، والعزم والمثابرة.

وكما ترى اليوم، لقد خرجنا من الأزمة أقوى مما كنّا عليه سابقاً، وأصبحنا مستعدين لمواجهة المستقبل بثقة أكبر، معتمدين في ذلك على ركائز اقتصادنا المتمثلة في التجارة والتمويل والسياحة والخدمات اللوجستية، مستفيدين من موقعنا الجغرافي المتميز بين الشرق والغرب، ومدعومين ببنية تحتية قوية تؤهلنا للمزيد من التقدم والازدهار في ضوء التحولات الجذرية التي نشهدها في موازين القوى الاقتصادية العالمية حالياً.وسنظل نعمل على تعزيز دورنا العالمي في الأعمال والتجارة، وكوجهة رئيسية للسياحة، وتوفير الشبكات والمرافق والخدمات ودعم وتشجيع المواطنين، هذا بالإضافة إلى ترسيخ موقعنا كنافذة تطل المنطقة من خلالها على العالم أجمع.

رؤية محمد بن راشد مرجع لاستمرار عملية النمو

أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن على رأس أولويات المجلس التنفيذي وضع الأسس لتطبيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث تعد هذه الرؤية مرجعاً لتحقيق واستمرار عملية النمو والتطور في إمارة دبي، كما يقوم المجلس بالإشراف على الخدمات الحكومية في الإمارة وتحفيز أداء الجهات الحكومية لتحقيق النتائج المرجوة، حيث نعمل على تطبيق أساليب قياس مميزة للأداء ورصد لمستوى الخدمة في مختلف الجهات الحكومية، التي يتم قياسها مقارنةً بأفضل الممارسات العالمية.

ولفت سمو ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي أنه على يقين من أن هذا النوع من المبادرات سيعمل على تحفيز العاملين في القطاع العام لتحقيق أفضل النتائج، مع التركيز في الوقت نفسه على تطوير الخدمات التي تقدم للأفراد والشركات، الأمر الذي يعزز من مستوى تنافسيتنا العالمية. البيان

Related posts