بعد مرور 8 أشهر على اختفائه في بحر اليونان عائلة الغطاس عادل بو حليقة تنتظر قدومه يوماً

مرت ثمانية أشهر بالتمام والكمال على خروج المواطن عادل بوحليقة بطل الغطس الدولي من منزله في أبوظبي ميمماً نحو اليونان حيث غطس هناك غطسته الأخيرة ولم يخرج سوى بالونه ليحمل لمرافقيه وأهله ومواطنيه نبأ اختفائه المؤلم . . حينها ذرعت القوارب البحر جيئة وذهاباً وحلقت طائرة الهيلوكبتر تشق السماء بحثاً عن أي أثر بينما تولت غواصة مزودة بأحدث التجهيزات سبر أغوار القاع بحثاً عن أي أثر، تتابعها قلوب بانتظار الخبر الحاسم، لكن هيهات توقفت القصة عند هذا الحد منذ شهر يونيو/ حزيران 2011 .

كان آخر اتصال جمعني بشقيقه حسين الذي أمضى خمسة عشر يوماً وصل فيها الليل بالنهار بحثاً عنه في شواطئ وكهوف ومستشفيات وسجون وأزقة وفنادق ومراكز شرطة وموانئ وساحات وأزقة جزيرة سانتوريني اليونانية قبل أن أتصل به بعد ثمانية أشهر بحثاً عن الجديد واستفساراً عن ملف عادل هل أغلق أو ما زال للحكاية بقية؟

حسين بو حليقة شقيقه الأكبر وقائد رحلة البحث قال إن اتصالاته مع اليونان لم تنقطع منذ ذلك اليوم، حيث إن البحث في المستشفيات مستمر، إضافة إلى المعتقلات التي تأوي المهاجرين غير الشرعيين كاحتمال أن عادل خرج لكنه لا يملك أي إثبات على شخصيته .

وأضاف أنه قام بتوكيل محام لرفع قضية على الغواصين المرافقين لعادل، لفتح تحقيق جدي فيما حدث، ولا يخفي حسن شكوكه في القصة التي رواها مرافقو عادل قبل أن يغطس غطسته الأخيرة، لأن المجريات التي رووها لا تتفق مع المنطق ومع الخبرة التي يتحلى بها شقيقه كمدرب غوص محترف، حيث قالوا إن عادل قرر الغطس على عمق 70 متراً بينما سبق له الغطس في هذا العمق في اليوم السابق وكان الأحرى به أن يغطس على عمق أكبر أو أن يرتاح حيث كان هدفه الوصول إلى 100 متر .

وحول خروج بالون الإنقاذ الخاص به قال حسين إن خروج البلون كان بطريقة طبيعية، حيث إن عادل قام بنفسه بفتح الخيط، وبرر المرافقون ذلك بارتباكه المحتمل، وهو الأمر الذي عاد لينفيه حسين عن أخيه المتمرس في هذا المجال، والذي يستطيع التعامل مع أي طارئ قد يلم به حتى لو تعرض لحالة من عدم التوازن أو انفجار في الأذن أو عدم إدراك الاتجاه، ليعود حسين ويقول كلمته الحاسمة: “إنهم لم يقولوا الحقيقة”!!

وبكلمات إيمانية صابرة يقول: نحن عائلة كسائر العائلات لم يسبق لنا المرور بمثل هذا الموقف، لكننا صبرنا ولم نغلق الباب، فنحن بانتظار بريق أمل حتى لو كان ضعيفاً . . هناك أسرة وثلاثة أطفال في عمر الزهور ينتظرون عودة أبيهم . . نرحب بكل من يمد يد المساعدة بأي جهد لأن عادل ليس ابننا فقط، بل هو ابن الإمارات والساعي لرفع اسمها في المحافل الدولية، يكفينا التضامن المعنوي من الجميع الذي لمسناه من مختلف أطياف الناس من الإمارات وخارجها، وحتى المتطوعين هناك في اليونان الذين خرجوا للبحث عنه في قواربهم .

وكان مدرب الغطس المواطن عادل علي بوحليقة اختفى خلال رحلة تدريبية للغوص لمسافة 100 من متر من دون استخدام جهاز الأكسجين بما يعرف بالغوص الحر، استعداداً للمشاركة في المسابقة الدولية للغطس التي ستقام في اليونان، وعلى قارب يضم على متنه غواصين من الولايات المتحدة الأمريكية وهولندا واليونان من أجل الغوص بعمق 70 متراً، إلا أن عادل غطس ولم يخرج مجدداً إلى سطح الماء وبذلت السلطات اليونانية ممثلة في الشرطة وخفر السواحل والإنقاذ جهوداً كبيرة من أجل البحث عن عادل بمساندة متطوعين من أفراد أسرته وأصدقائه الخليجيين والأجانب، الذين خرجوا للبحث عنه، حيث تجددت آمالهم بعد العثور على البالون الذي يستعين به الغواص للخروج سريعاً في الحالات الطارئة مما يدل على أنه خرج من البحر وربما يكون في مكان قريب، وسبق لعادل أن حقق أرقاماً قياسية عدة في الغوص الحر على المستوى الإقليمي، وهو مدرب متمرس وصاحب خبرة كبيرة في مجال الغوص، كما يتمتع بأخلاق عالية وحب كبير للوطن وأفراده .

وتمت الاستعانة حينها بشركة متخصصة في البحث تملك سفينة مجهزة تقنياً، إضافة إلى جهود مجموعة من الغواصين المتمرسين الذين انطلقوا للبحث في الكهوف القريبة، بينما تابعت سفارة الإمارات في اليونان بالتنسيق مع حسين بوحليقة شقيق عادل توفير جميع المتطلبات التي من شأنها العثور عليه، بعد إطلاق السلطات هناك تعميماً بصورته من أجل حث المجتمع المحلي على المساعدة في معرفة مكانه .

وتحمل سيرة عادل علي بوحليقة من مواليد إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، الكثير من الانجازات، حيث سجل 11 رقماً قياسياً إماراتياً وآسيوياً في 8 طرق مختلفة للغوص الحر منذ عام 2008 وحتى 2010 وكان أقصى عمق غاصه بالنزول الشخصي والصعود بالمساعدة هو 77 متراً بشكل رسمي و85 متراً بشكل غير رسمي وأقصى عمق غاصه بالنزول الشخصي والصعود الشخصي 45 متراً كما أنه حاصل على شهادة مدرب معتمد في الغوص الحر من الاتحاد الدولي لتطوير الغوص الحر AIDA ببريطانيا وعلى دورة متخصصة في الغوص باستخدام الزلاجة مع المدرب العالمي اليوناني ستافروس كاستريناكيس، وحاصل على دورة متخصصة في التصوير الفوتوغرافي تحت الماء أثناء الغوص الحر مع المدرب العالمي البلجيكي فريد بويل إضافة إلى دورة متخصصة في الغوص الحر مع أسماك القرش من دون قفص مع المدربين العالميين، الكندي وليام وينرام والبلجيكي وفريدريك بويل، ودورة متخصصة في الغوص باستخدام الزلاجة مع المدرب العالمي البلجيكي باتريك موسيمو، إضافة إلى دورات متقدمة في الغوص الحر مع عدد من المدربين العالميين أمثال وليام وينرام، فريدريك بويل، باتريك موسيمو وقام بتأسيس نادي غيص الإمارات لتدريب الغوص الحر، مع زميله مدرب الغوص الحر البريطاني أليكس بولتينغ حيث يقومان بعقد دورات في الغوص الحر . الخليج – راشد النعيمي

Related posts