«طبيبة الذيد» مصابة بثقب في عينها اليسرى«حمامة» فقدت بصرها ولاتزال تعالج المرضى -صورة

بعد أن كانت تعاني ضعف البصر، تدهورت الحالة الصحية للمعالجة الشعبية حمامة الطنيجي، المعروفة بـ«طبيبة الذيد»، إذ فقدت البصـر تماماً، خـلال الفترة الماضية، وعلى الرغم من ذلك تواصل استقبال ضيوفها من المرضى الباحثين عن الشفاء.

وأفاد ناصر سعيد الطنيجي، حفيد «حمامة»، لـ«الإمارات اليوم»، بأن «جدته كانت تعاني من قبل ضعف البصر، نتيجة التقدم في العمر، وزادت الحالة سوءاً بعد إصابتها بثقب في العين اليسرى، وهي العين التي تعتمد عليها في الرؤية، نظراً لإصابة عينها اليمنى، منذ زمن طويل، ما دفع الأطباء إلى إجراء جراحة لها منذ ما يقرب من عامين، وتحسنت بعدها حالتها الصحية، واستعادت جزءاً من القدرة على الإبصار». وأشار إلى أن «الثقب عاد مرة أخرى ليصيب العين اليسرى في الفترة الأخيرة، وعندما تم عرضها على الطبيب، أكد أنه لا يمكن إجراء جراحة جديدة في العين نفسها، خصوصاً مع التقدم في العمر، إذ يقارب عمرها الـ90 عاماً».

وأضاف الطنيجي أن «الأسرة عرضت (حمامة) على أكثر من طبيب، وجميعهم اتفقوا على عدم إمكانية إجراء جراحة جديدة، وحتى السفر للعلاج في الخارج لن يكون مجدياً».

وعلى الرغم من فقدانها البصر وسنوات عمرها المتقدمة، مازالت «طبيبة الذيد» تفتح أبوابها أمام المرضى الذين يقصدونها للعلاج من أمراض مختلفة، إذ اشتهرت بقدرتها على علاج الربو والحُمى وآلام الكُلى، وحتى الكبد الوبائي (بوصفار) والسرطان، إذ حازت «حمامة»، التي تقطن على أطراف إمارة الشارقة، شهرة واسعة منذ سنوات طويلة، بفضل قدرتها على شفاء الأمراض، من خلال تدليك جسد المريض، إضافة إلى معرفتها الواسعة بالوصفات الشعبية وطب الأعشاب.

ولا يقتصر نشاط «حمامة» على استقبال وعلاج المرضى، ولكنها تحرص كذلك على متابعة مزرعتها، والاطمئنان على سير العمل بها، فهي ترفض الاعتماد على الآخرين في قضاء احتياجاتها وأعمالها، بالإصرار نفسه الذي ترفض به رصف الطريق الرملي أمام بيتها، لئلا تفقد الهدوء والسكينة والخصوصية التي تتمتع بها في جلستها أمام منزلها.

ما تتمتع به «حمامة» من شهرة كمعالجة وأهميتها في المجتمع، كانت الدافع للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم، لتقدم فيلماً وثائقياً طويلاً عن هذه المرأة، وهو الفيلم الذي حصل على أفضل فيلم وثائقي في مهرجان «مالمو للأفلام العربية» بالسويد في ،2011 وعلى الجائزة الأولى في مهرجان «الخليج السينمائي 2011»، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «دبي السينمائي الدولي 2010».

وأشارت إلى أن هـذا الفيلم يمثل «خطوة ضرورية من أجل توثيق الحياة التقليدية في الدولة، وتسليط الضوء على جوانب مجهولة، وتفاصيل دقيقة في الحياة اليوميـة لشخصيات مـن قلب المجتمع والتاريخ الإماراتي، وتحمل بين طيات حياتها الشخصيـة الكثير مـن ملامـح التراث الإماراتـي التي لم توثق بعد، ويجب الإسراع في توثيقها لحمايتها من الإهمال والاندثار». الامارات اليوم

Related posts