«الفخار» يزدهر بأياد محلية في الفجيرة

تشهد صناعة الفخار في إمارة الفجيرة ازدهاراً غير مسبوق بسبب قيام المصنعين باتباع أساليب جديدة في حرق منتجاتهم من الفخار، وتوسعة وتطوير مصانعهم بالشكل الذي يسهم في تطوير عملية الإنتاج.

وقال علي راشد اليماحي “52 عاماً” صاحب مصنع بثوبان: “لا شك في أن صناعة الفخار في الفجيرة في ازدهار مستمر، حيث بدأت العمل في هذا المصنع في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي بمفردي”.

وتابع “ولم يكن هناك أي مصنع مشابه ليس في الفجيرة فحسب، ولكن -بحسب علمي- في الإمارات جميعها، فهذا هو المصنع الأول في الدولة في وقت يتراوح فيه عدد المصانع في الفجيرة وحدها بين 40 إلى 50 مصنعاً”.

 وأضاف: “وجاءت فكرة العمل بصناعة الفخار عندما كنت أبحث عن (جحلة) و(خرس)، وهما وعاءان فخاريان ذوا أشكال مختلفة لحمل المياه ولم أجدهما متوافرين في السوق، فقمت بزيارة عُمان وبحثت فكرة إمكانية إقامة مصنع للفخار هنا في ثوبان في بداية عام 1981”.

وأوضح علي راشد اليماحي: نقوم بإحضار المادة الخام الخاصة بصناعة الفخار من الهند وباكستان وإيران لعدم توافرها في البيئة المحلية؛ لأن بها نسبة من الأملاح مما يعرض قطعة الفخار للكسر أثناء إتمام مراحل صناعتها في الأفران الحرارية.

ويشرح اليماحي طريقة العمل، قائلاً: “ونقوم بشراء الصلصال بأسعار مقبولة من تلك الدول، حيث يصل سعر الطن الواحد إلى ألف درهم، بالإضافة إلى ألف درهم أخرى للشحن والجمارك.

والصلصال نوعان أحمر وأبيض، ونعتمد أكثر شيء على اللون الأحمر لكونه يدخل في صناعة الأشكال التراثية بأنواعها المختلفة مثل القلاع والحصون وغيرها”، واستطرد اليماحي: “كنا في البداية، نستخدم الأفران التقليدية في صناعة الفخار، مستخدمين الحطب العادي، وكانت عملية الحرق تتم مرتين أسبوعياً، وفي كل مرة يكون داخل الفرن من 40 إلى 50 قطعة فخار، بحسب الحجم، وكنا ننتج حوالي 300 قطعة في الأسبوع الواحد، وكانت تكاليف الإنتاج مناسبة ومشجعة بعكس اليوم، حيث نضطر إلى استخدام الغاز غالي الثمن في عملية الحرق”.

ومن الأشياء المهمة التي يجب أن نستخدمها في عملية الإحراق هي الأفران الكهربائية، ولكنها غالية الثمن، إذ يفوق سعر الفرن الواحد مليون درهم تقريباً.

وقال اليماحي: “أطالب بدعم تلك الصناعة من قبل المؤسسات المعنية محلياً واتحادياً حتى يتم تشجيع المواطنين لمواصلة العمل بها واجتذاب مواطنين آخرين وتجويد العمل بها بالشكل العملي المتطور، وإن كانت المهنة تشهد بالفعل ازدهاراً كبيراً في الفجيرة تحديداً”

المصدر : الاتحاد 24 اكتوبر 2010

Related posts