سوق «البلاك بيري» تروج منتجات ترفضها الجهات الصحية ويباع فيها كل شيء من الحلويات إلى الأدوية

وجدت الطالبة الجامعية مريم ضالتها في مسنجر “البلاك بيري” أو ما يعرف باسم «بي بي أم» للقيام بالترويج لمنتجاتها من أصناف الحلويات المختلفة، خاصة أنها وجدت تشجيعا من صديقاتها لبدء رحلتها التجارية عبر هذا الجهاز الذي يمكن الوصول من خلاله إلى شريحة واسعة من المتسوقين.

وبالرغم من انتشار “بضاعتها” بين رواد سوق “البلاك بيري”، إلا أن هذه التجارة التي يمارسها كثيرون غيرها، تصطدم بتحذيرات الجهات الصحية من التعامل مع هذا المنتجات غير الخاضعة إلى رقابة، ويمكن أن تؤدي إلى مخاطر صحية على روادها.

وتقول مريم “لم اقتنع بهذه الفكرة في بداية الأمر لكنني بدأت ألاحظ اعتماد عدد من “التاجرات” عليها، بحيث يقمن بعرض منتجاتهن من خلال أعمالهن الخاصة، كالدخون والعطور، فقررت بعدها الاستفادة منه في الترويج، والحمد لله كان الإقبال على (حلوياتي) كبيراً”.

وحذرت هيئة الصحة في أبوظبي الجمهور من الانسياق لهذه الإعلانات، واستخدام المنتجات التي يتم ترويجها عبر هذه الوسائل، ومنها منتجات تخسيس الوزن والأطعمة وأنواع العطور المختلفة.

وقامت الهيئة بمعاينة وتحليل 60 عينة لمنتجات مختلفه قامت بتسلمها من قبل الجمهور طلبا للتحليل، والتأكد من سلامتها، منها 30 منتجا تستخدم لتخسيس الوزن، حيث تبين بعد تحليلها أن ما يقارب 15 منتجاً من منتجات تخسيس الوزن مغشوشة بمادة السيبوترامين، وهي مادة تستخدم كدواء لتخسيس الوزن، وقد تم سحبها من الأسواق بسبب مخاطرها الصحية.

وقال الدكتور علي عبيد آل علي، مدير دائرة التنظيم الصحي في هيئة الصحة بأبوظبي، إنه على الرغم من التحذيرات التي تطلقها الهيئات الصحية حول استخدام مثل هذه المنتجات غير معروفة المصدر وغير مأمونة النتائج إلا أننا نشهد وللأسف زيادة في استخدامها من قبل الجمهور، مما يسمح للنفوس الضعيفة بتسويق المزيد منها، من هنا نؤكد “أهمية التعاون من قبل الجمهور من أجل سلامتهم وسلامة المجتمع”.

وقالت أم هيام، بائعة، وهي إحدى رائدات “سوق البلاك بيري”، إن هذه التجارة هي أسرع طريقة لكل من يعشق التسوق، وأسهل وسيلة للترويج عن منتج أو تجارة، وأنا شخصياً أقوم بترويج منتجي عن طريقها، ولقيت إقبالاً كبيراً من قبل المشترين، على عكس استخدامي للإنترنت، وعرض بضاعتي عن طريق المنتديات والمواقع، لافتة إلى أن منتجاتها عبارة عن أغراض تخص أي سيدة كالحقائب وأدوات التجميل وأغراض الزينة والحلي والعطور”.

وتشارك فاطمة محمد التي تتعامل مع الخدمة سابقتها الرأي وتقول “أصبح البلاك بيري الحل الأسهل والسريع لعرض بضائع البائع، حيث أقوم من خلال خدمة البلاك بيري بإرسال برودكاست عام لمنتجي لجميع الجهات المضافة في قائمتي عن منتجاتي التي تحتوي على الفساتين والإكسسوارات والأحذية التي أقوم باستيرادها من الخارج وصور عنها، وكل الموجودين في القائمة يطلعون على بضاعتي، ووصلني قرابة 70 طالباً، خلال يومين من استخدام هذه الخدمة التي حققت لي أرباحاً كثيرة”.

الطالبة نورة رشدوة، المتسوقة عبر هذه الخدمة، تعتبر أنها من الطرق المثلى للتسوق التي أصبحت العديد من النساء، خاصة ربات البيوت تتعامل من خلالها للحصول على المنتجات بشكل سريع، حيث تقوم البائعة بعرض صور المنتج وأسعاره ومقاساته، وتقوم الزبونة باختيار ما يناسبها، ويستغرق وصول المنتج يوماً أو يومين من خلال مندوب يقوم بتوصيل الغرض إلى المشتري لبيته، وبذلك يوفر الجهد والعناء للزبون بدل الذهاب إلى المولات التي باتت أسعارها “عالية جداً”.

وتعارض عبده الشحي، موظفة، فكرة التسوق عبر البلاك بيري، وقالت “تعرضت للنصب من قبل إحدى التاجرات من خلال شرائي منها منتجات تجميلية، حيث إن التاجرة قامت بعرض صور عن منتجاتها، وقامت بإرسال صور للمنتج، مما نال إعجابي فقمت بشرائه، وعند وصول المنتج اتضح لي أنه غير المنتج الذي عرضته لي وكان مكلفاً جداً”.

وأشارت آمنة المزروعي، الطالبة في جامعة الإمارات، إلى أنها تؤيد فكرة التجارة عن طريق هذه الخدمة، وتقول “هناك منتجات تعرضها البائعات، وتكون غير متوافرة بالأسواق وبأسعار بسيطة، حيث قمت بشراء حبوب للتخسيس مستوردة من تايلاند، وتساعد على إنقاص الوزن خلال أسبوع، وحققت من خلال استخدامي لها النتيجة المرغوب فيها”.

وذكر عادل رزق، الخبير في مجال نظم المعلومات، بأنه من المؤيدين للتجاره الإلكترونية بشكل عام، ولكن مع وجود الضمانات لحقوق الأطراف المتعاملة، وتابع “توجد حالات نصب، كأن يكون المنتج المعلن عنه غير حقيقي ومختلف عند التسليم، وعدم وجود توثيق للطرف البائع”. وأضاف “هناك شركات تؤدي تجارة إلكترونية يكون فيها شهادة تعريف تمثل هويتها الحقيقية”.

وأكد رضا مسلم، مدير في شركة “Truth” للاستشارات الاقتصادية، أن دولة الإمارات تتطلع دائماً أن تكون لها مكانة متقدمة في مجال التجارة الإلكترونية، وتسعى إلى دعم وتعزيز التشريعات والقوانين المنظمة لهذه التجارة حتى تكون مواكبة لما هو موجود في دول العالم المتقدمة (أميركا – كوريا – اليابان)، لافتا إلى أن هناك دعوة إلى وضع التجارة على “الاون لاين”، وحمايتها مع وجود رقابه صارمة على هذه التجارة سواء كانت اقتصادية أو صحية أو فنية.

وقال حسن الكثيري، الخبير في قضايا المستهلك، يجب أن يكون هناك وعي بالتعامل مع هذه التجارة، وأن يتأكد الشخص من صدقية التجارة، هل هي موجودة فعلا؟ وهل لها ضمانات أولاً؟. وأضاف “أنا مؤيد إذا كان هناك وعي من قبل المتعامل، وإذا كانت لها تشريعات وقوانين، لأنها توفر على الشخص الكثير من المعلومات بأقل التكاليف، وتبعده عن الغبن والنصب والغش”.الاتحاد

Related posts