أبناء طنب يستعيدون ذكريات “ليلة الرحيل” الشتائية

بدموع الحسرة والألم، شاهدت كلثم علي محمد التميمي، المواطنة السبعينية من أهالي جزيرة طنب الكبرى، صور الجزيرة المحتلة، مساء أمس الأول، في التلفاز، في تقرير أعد على خلفية زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية المحتلة، وتذكرت ليلة الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني عام ،1971 حين هُجروا من جزيرة طنب الكبرى مكرهين بقوة السلاح . “الخليج” زارتهم في منازلهم برأس الخيمة، واستعادت معهم شريط الذكريات، الذي لايزال يتردد صداه في ذاكرة الوطن، ويفرض حضوره على وعي أبناء الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة .

وتقول كلثم، أرملة إبراهيم أحمد أبو القاسم، وهي في أواخر السبعين من عمرها: “كنت يوم التهجير أحمل ابني الرضيع سالم، كان يبلغ حينها عاماً ونصف العام، أتذكر حين خرجنا من منازلنا، التي بنيت من الطين والحصى والجص، أن الوقت كان شتاء، ولم نحمل سوى أطفالنا، على أن نعود مرة أخرى لمتاعنا ومنازلنا ومواشينا، لكننا لم نعد، ولانزال ننتظر العودة على أحر من الجمر” .

وتضيف كلثم: “كانت طنب الكبرى تضم 40 منزلاً، ومعظمنا من قبيلة واحدة، هي بني تميم، واستضافنا المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ صقر بن محمد القاسمي “رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”، هو وإخوانه وأبناؤه ليلتها عند الشاطئ، في (المضيف)، إلى أن خصصت لنا منازل، بعدها شيد لنا المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “رحمه الله”، شعبية كاملة لنا” .

وتردف: “تركنا جزيرة الأمان، كما كان الأهالي يطلقون على جزيرة طنب الكبرى، وأملنا أن نعود لها يوماً من الأيام، فيها درست على يد المطوع يوسف علي، وكان أولاد الجزيرة يذهبون إلى المدرسة، التي بناها الشيخ صقر القاسمي “رحمه الله”، لكن الاحتلال الإيراني لم يمهلهم لإكمال دراستهم فيها” .

آمنة حسن، 30 عاماً، إحدى بنات الجزيرة التي ولدت خارجها، تقول: “دائماً ما يحدثني والدي عن الجزيرة، وعن حياتهم فيها، ولاتزال أمي تتحسر على الأيام الجميلة، التي عاشتها هناك، والمذياع الذي تركته خلفها، الذي يمثل في تلك الحقبة أهم وسيلة للتواصل مع العالم الخارجي، ولاتزال تنتظر اليوم الذي تعود فيه إلى جزيرة الأمان” .

فاطمة محمد علي التميمي، 75 عاماً، من أهالي الجزيرة، غادرتها وهي تحمل معها مولودتها الصغيرة، التي لم تتجاوز آنذاك الأربعين يوماً، التي ولدتها بمستشفى في دبي، إلى جانب ابنها ذي العشر سنوات، تقول: “لم أستطع أن أنسى اللحظات المريبة، التي عشناها عشية دخول القوات الإيرانية إلى جزيرتنا الوادعة، حيث ألصقوا صور الشاه على جدران المنازل وهددونا بالسلاح، ودخل الجنود المنازل يبحثون عن الأسلحة، التي لم نتعامل معها قط، فيما أخرجنا لهم السكاكين، التي كنا نقطع بها السمك، وفي عصر ذلك اليوم حملتنا 4 قوارب إلى رأس الخيمة، حيث استقبلنا الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله” .

ومن الخوف الذي ألم بالأهالي من حجم القوات الإيرانية وسرب الطائرات والجنازير المتحركة، نسيت إحدى الأسر الإماراتية رضيعها ذي السبعة أشهر، في منزلها، قبل أن يتذكره الجد، ليعود الأب مسرعاً، لينتشل ولده من منزله، ويعود إلى “المحمل”، وهو القارب الصغير، الذي تمنى جميع راكبيه العودة إلى جزيرتهم قريباً، ولاتزال أمنيتهم معلقة، إلى أن تعود الأرض إلى أصحابها . الخليج

Related posts