نصَّاب يمنح “جنسية مزورة” لرجل و32 من أفراد أسرته مقابل 90,4 ألف درهم ودرع

الطويين  : الخليج

أوهم شاب في أواخر العقد الثالث من العمر، رجلاً عربياً مقيماً بالدولة، بأنه شخصية قادرة على إصدار جنسية دولة الإمارات له ولبقية أفراد أسرته، وحصل منه على مبلغ 90 ألفاً و400 درهم، مستعينا بشخص آسيوي الجنسية تبين فيما بعد أنه يعمل بمهنة فراش في الجهة التي يداوم فيها النصاب .

بعد أن اكتشف المجني عليه بأنه وقع ضحية نصب واحتيال، لجأ إلى الجهات المختصة والتي بدورها اتخذت الاجراءات اللازمة ليتم بعدها تحويل المتهم إلى النيابة العامة التي وجهت له تهمة الاستيلاء على مال الغير عن طريق الاحتيال .

توجه الرجل العربي بعد ان اكتشف انه وقع في فخ النصب والاحتيال إلى مخفر شرطة الجيمي بمدينة العين للابلاغ عن شخص تواصل معه عن طريق الهاتف، وادعى أنه عقيد في الجوازات الاتحادية، ليبشره بأنه تمت الموافقة على منحه جنسية الدولة له ولبقية أفراد أسرته المكونة من 32 فرداً، وطالبه بتجهيز صور جوازات الأسرة ومبلغ قيمته 72 ألفاً و900 درهم .

وفي صباح اليوم التالي، وبحسب الموعد المحدد من قبل النصاب لحضور المندوب من طرف لواء بإدارة الجوازات، قام بالتواصل هاتفياً مع المجني عليه ليخبره بضرورة التوجه لجوازات العين لمقابلة موظف برتبة ملازم وتسليمه الأوراق، وبعد توجهه فوجئ باتصال آخر من النصاب يخبره أن الملازم “وهو شخصية وهمية” ذهب في مهمة وسوف يقابله شخص آسيوي الجنسية عند بوابة جوازات العين .

وبالفعل، وجد الرجل الآسيوي ينتظره داخل سيارة، وسلمه الأوراق المطلوبة والمبلغ المالي المحدد، وفي اليوم نفسه قام صاحب الشخصية الوهمية بارسال رسالة نصية للرجل العربي، يثني فيها على طريقة ترتيب الأوراق ونظافة التقرير الأمني، ويرحب به كمواطن من دولة الإمارات العربية المتحدة .

وفي اليوم التالي عاود النصاب الاتصال بالشخص نفسه وطالبه بتجهيز صور شخصية للأسرة، واستكمال بعض النواقص، إضافة إلى رسوم خلاصات القيد التي حدد قيمتها ب12 ألفاً و500 درهم، ومبلغ 5 آلاف درهم كتأمين يسترد بعد عام .

وبعدها تم تحديد موعد آخر لمقابلة الشخص الآسيوي الذي تواجد أمام مقر جوازات العين حاملاً معه درعاً أدعى إنه هدية للمجني عليه من إدارة الجنسية والإقامة .

وخلال ذلك وعند محادثة النصاب هاتفياً ساور الضحية شك بصوت المتهم الذي كان يعرفه مسبقاً ليبادره بالاستفسار منه عما إذا كان هو الشخص الذي يعرفه من عدمه، وأجاب النصاب بالنفي القاطع، وبرر ذلك بالشبه الذي يخلق منه ،40 ليواصل بعدها حديثه بأنه سيرسل المندوب في يوم تم تحديده حتى يوقع على تعهدات تخص الجوازات، وأنه سيسلمه الجوازات عند منتصف شهر مارس .

وأنكر المتهم في محضر جمع الاستدلالات ما نسب إليه من اتهام، وقال ان المجني عليه صديق له، وكان طلب مساعدته في وقت سابق للحصول على الجنسية، وأنه قام بالتواصل معه هاتفياً معرفاً نفسه باسم وهمي، وانه يستطيع ان يساعده في الحصول على الجنسية .

وبرر المتهم فعلته في محضر تحقيق النيابة بأنه قام بهذا العمل لحاجته للمال وليس بنية الاحتيال، وأنه كان ينوي ان يعيد المبلغ للمجني عليه، إلا انه تم إلقاء القبض عليه عند عودته من السفر عبر أحد المنافذ الجوية في الدولة، بسبب وجود تعميم على الاسم .

وأقر ان الاسم الذي استخدمه كان مستعاراً لشخصية وهمية، وان الشخص الآسيوي الذي استعان به كمندوب لاستلام الأوراق يعمل فراشاً في الجهة التي هو موظف فيها .

محكمة العين في جلستها المنعقدة علنا بمقر دائرة جنح العين الأولى برئاسة القاضي علي راشد الشامسي وبحضور وكيل النيابة خالد علي التميمي وأمين السر الحاج أدريس بركة، أصدرت حكما بحبس المتهم ثلاث سنوات حبساً نافذاً عن التهمة المنسوبة إليه .

Related posts