«سعيد» يتحدّى 4 إعاقات ويتفوّق في الرياضيات

الطويين : الامارات اليوم

تحدّى الطالب سعيد حميد العليلي، من منطقة فلج المعلا (16 عاماً)، ويدرس في الصف الأول الثانوي في مدرسة الذيد للتعليم الثانوي، ظروفه الصحية الصعبة، التي نتجت عن ضعف نمو الأطراف، وانسداد قنوات تصريف السوائل في الدماغ، وأصرّ على إكمال دراسته في مدرسة حكومية، وتفوق بحصوله على نتائج متقدمة، خصوصاً في مادة الرياضيات، وتأهل للمشاركة في مسابقة أولمبياد الرياضيات على مستوى منطقة الشارقة التعليمية.

وتأثر جسد (سعيد) بإصابته بتأخر نمو الأطراف، فنجمت عن ذلك إعاقة في الحركة وصغر حجم جسده وضعفه، ما يجعله يعاني أربع إعاقات متنوعة، لكنه مع ذلك تغلّب عليها جميعاً، وأصبح من الطلبة الموهوبين في مادة الرياضيات، وحقق مراكز أولى في مشاركته بمسابقات محلية عدة نُظمت لهذه المادة. وقال (سعيد) لـ«الإمارات اليوم»، إنه ولد طفلاً طبيعياً ولم يكن يعاني أية مشكلات في النمو، لكن عند بلوغه سن الرابعة لاحظت أسرته أن لديه مشكلة في التعرّق، وضعفاً في عظام اليدين والرجلين، وأجريت له فحوص طبية كثيرة داخل الدولة وخارجها، وسافر والده به للعلاج في دول عدة، بينها فرنسا وشرق آسيا، لكن لم يتخلص من المرض نهائياً، فقرر التغلب عليه بالتفوق دراسياً.

وأضاف أن والدته ووالده منذ اكتشفا المرض، أحاطاه باهتمام كبير، وأصرا على أن يدخل المدرسة، ويتعلم بشكل طبيعي، وشجعاه على التفوق على زملائه. وتابع «قررت تحدّي مرضي وضعف بنيتي الجسدية والالتحاق بمدرسة أصحاء، وممارسة حياتي بشكل طبيعي، وأن أختار لي هواية، فأحببت مادة الرياضيات، ولاحظ مدرس المادة تفوقي وقدرتي على حل المسائل في مدة قصيرة، وحصولي على نتائج ممتازة في الاختبارات»، وأضاف «أصبحت أحب المادة، وأكثرت من حل تمرينات المسائل الرياضية الجديدة التي تحتاج إلى تركيز، ومع استمراري في حل التمرينات، اكتشفت إدارة المدرسة موهبتي، فقررت إدخالي في مسابقة أولمبياد الرياضيات على مستوى منطقة الشارقة التعليمية».

وأضاف (سعيد) أنه أجريت له ثلاث عمليات في المخ والعمود الفقري، وعلى الرغم من تعقيدات وخطورة تلك العمليات، لم يتأخر دراسياً ولم يهمل هوايته في حب الرياضيات، والتعمق في دراستها، وأشار إلى أنه يحرص على الذهاب لإجراء الفحوص والتحاليل الدورية، حتى تنمو أطرافه بشكل أسرع ويحمي جسمه من الهزال وضعف العظام.

ويطمح (سعيد) إلى أن يكمل تعليمه الجامعي، ويحصل على شهادات عليا في تخصص الهندسة، مشيراً إلى أنه يهيئ نفسه لذلك، إذ يقضي أوقات فراغه في قراءة الكتب العلمية، خصوصاً المتعلقة بالفيزياء والرياضيات.

وأفاد مدير مدرسة الذيد للتعليم الثانوي، صديقي بن رشيد، بأن (سعيد) يعد حالة نادرة الوجود في المدارس الحكومية، لافتاً إلى أنه لم يتوقع حين رآه للمرة الأولى، أن تكون لديه القدرة على إكمال الدراسة في مدرسة عادية، لكنه فوجئ بموهبته في الرياضيات، وتفوّقه في المواد العلمية، وقدراته الذهنية التي سبقت أقرانه الأصحاء، وأشار إلى أن الاختصاصي الاجتماعي في المدرسة والمعلمين يهتمون بـ(سعيد)، ويحاولون تنمية موهبته بتشجيعه على الدراسة والاندماج مع أصدقائه الذين يساعدونه على حمل حقيبته، وتزويده بالدروس التي نادراً ما يتغيب عنها بسبب مراجعاته الطبية.

Related posts