أريد أن أمشي على قدمي 19 عاماً على كرسي متحرك وأسرته في دبا الفجيرة تتشبث بأمل علاجه – صورة

موقع الطويين : الخليج – عبدالحكيم محمود

“أريد ان أمشي على قدمي، الله يخليكم، ساعدوني” بهذه الكلمات المعبرة والمؤثرة في النفس حدثنا الشاب المواطن طارق علي سليمان (29 عاماً) من سكان منطقة العكامية في مدينة دبا الفجيرة، بصوت متقطع والدموع تملأ عينيه بعد ان علم بقدومنا للتحدث معه بشأن حالته الصحية السيئة التي لازمته منذ ولادته حتى هذه اللحظة .

19 عاماً قضاها طارق على الكرسي المتحرك بعدما قدمت أسرته ذات الدخل المحدود، المكونة من 12 فرداً كل ما تملك من أجل أن يتشافى ابنها، حتى ارهق جميع أفرادها من فرط تكاليف العلاج والدواء، لدرجة جعلتها باتت عاجزة حتى عن توفير تكاليف العلاج والدواء له، لكن ومع كل هذا فالأسرة لم تفقد الأمل بالله، ولازالت تعقد آمالاً كبيرة في علاجه بعدما ابلغتها إدارة أحد المشافي الموجودة في تايلاند بإمكانية علاجه وتماثله للشفاء .

“الخليج” زارت منزل الأسرة والتقت عدداً من افرادها، وحدثنا هارون شقيق طارق عن أوضاع أخيه الصحية قائلاً: ولد أخي وهو يعاني مشكلات خلقية، حيث لا يستطيع المشي أو التحرك، كما انه يعاني التشنج وصعوبات في النطق، اضافة الى اصابته بتقلصات عضلية سببت له اعاقة في النمو .

وتابع قائلاً: طرقنا أبواب عدد كبير من المشافي في الدولة، وتم تنويمه لمدة 7 سنوات تقريباً في أحد المشافي في إمارة أبوظبي، وبعد مضي فترة قررنا السفر به للخارج، وبالفعل توجهنا في شهر فبراير/ شباط الماضي الى تايلاند، وهناك تم إخضاعه لمجموعة من التحاليل والفحوص الطبية الدقيقة، وأخبرنا الطبيب المتابع للحالة ان حالة طارق من الممكن علاجها، لكن الصدمة كانت لنا في تكاليف العلاج المرتفعة، الأمر الذي دفعنا الى العودة ثانية الى البلاد والقبول بالأمر الواقع إلى ان يقضي الله أمراً كان مفعولا .

وأوضح ان حلم أخيه هو متابعة العلاج في الخارج حتى يتمكن من السير وممارسة حياته بشكل طبيعي .

وقالت أم طارق وعلامات الحزن تكسو وجهها: ابني بدت عليه علامات هذا المرض وهو في سن الخامسة تقريباً من عمره، وحينها عرضناه على الأطباء لكن كانت حالته تسوء يوماً بعد آخر، إلى أن قررنا أن نتوجه به إلى الخارج للعلاج وتحديداً في تايلاند، وهناك أخبرنا احد الأطباء المعالجين بإمكانية تماثله للشفاء، مشيرة الى ان تكاليف العلاج والدواء حالت دون بقائهم في تايلاند لمتابعة البرنامج التأهيلي الذي حدده الطبيب .

وحول كيفية الاعتناء بابنها ومتابعته في المنزل قالت: “كنت أقوم حتى وقت قريب بمتابعته والاهتمام به شخصياً، لكن مع تقدم العمر وظروف المرض التي ألمت بي، طلبت من اخوانه استقدام مرافق آسيوي يتولى تدبير بعض الأمور الشخصية له، وبالفعل قمنا باستقدام عامل وهو يلازمه حالياً باستمرار” . وأشارت إلى ان طارق يحدثها على نحو مستمر برغبته في الخروج والمشي على قدميه، الأمر الذي  يجعلها تعتصر ألماً وحزناً عليه .

توجهنا إلى غرفة طارق وهي عبارة عن ملحق بالمنزل جلسنا إليه وحدثنا بصوت متقطع والدموع تنهمر من عينيه، وقال: “أريد أن أمشي على قدمي، وأخرج وأمارس حياتي الطبيعية كسائر من هم في مثل عمري، الله يخليكم ساعدوني” .