
تحتفل دول العالم في الواحد والعشرين من شهر مايو من كل عام بـ”اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية” الذي تدعو إليه اليونسكو في إطار سعيها نحو رفع الوعي على مستوى العالم بشأن أهمية الحوار بين الثقافات، وأهمية التنوع والشمول.
ويحل هذا التاريخ وقد رسخت أبوظبي التزامها تجاه تعزيز مفاهيم تنوع الثقافات وانفتاحها على مختلف دول العالم وحضارته المتنوعة، خاصة أن الإمارة تعتبر مركزا عالميا للعديد من الأفراد من مختلف أنحاء الكرة الأرضية إذ يتواجد اليوم في الإمارة عدد كبير من مختلف جنسيات العالم.
وكانت دولة الإمارات انضمت إلى اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي، حيث أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في مارس من العام الماضي، مرسوما اتحاديا بشأن انضمام الدولة إلى هذه الاتفاقية.
وقد تبنت أبوظبي العديد من المشاريع والمبادرات التي تساهم بشكل فعال في تنمية وتعزيز التنوع الثقافي والحوار مع مختلف الحضارات العالمية وتعمق التواصل بين شعوب العالم، إذ باتت الإمارة اليوم مركزا للعديد من المشاريع الثقافية العالمية ومنها على سبيل المثال مشاريع المتاحف العالمية، التي ستقام في منطقة السعديات الثقافية، وهي متحف اللوفر أبوظبي الذي سيفتتح في 2015، ومتحف الشيخ زايد الوطني في 2016، ومتحف غوغنهايم أبوظبي في 2017. وتشكل هذه المتاحف ملتقى عالميا للثقافات والحضارات، بحيث ستصبح أبوظبي بافتتاح هذه المشاريع الكبرى منارة عالمية للثقافة والتراث، كما ستشكل هذه المتاحف رافداً أساسيا وداعما لرؤية الإمارة التي تعتبر الثقافة عنصراً فاعلاً وخلاّقاً في العملية التنموية الشاملة.
مبادرة «كلمة»
وتتضمن المبادرات الثقافية التي تبنتها الإمارة بهدف تعزيز حوار الثقافات ومفاهيم التنوع الثقافي، مبادرة “كلمة” للترجمة، والهادفة إلى ترجمة أرقى المؤلفات والأعمال الأدبية الكلاسيكية والمعاصرة من مختلف اللغات إلى اللغة العربية ومن ثمّ طباعتها وتوزيعها، وتنسجم هذه المبادرة تماماً مع عزم أبوظبي على تعزيز أسس الوعي الثقافي والانفتاح على العالم، والذي يقوم على أساس من الاحترام للإنجازات الثقافية للشعوب الأخرى.
جامعات ومراكز ثقافية عالمية
وتشكل مبادرات أبوظبي الثقافية، والتي يتميز معظمها بطابعها العالمي نموذجاً للموائمة بين التقدم الاقتصادي والنهضة العمرانية الحديثة وبين التطور الثقافي والتعليمي والفني المتنوع، حيث تضم الإمارة اليوم طيفاً واسعاً من المعاهد والجامعات والمراكز الثقافية العالمية، والتي تعزز من الانفتاح على سكان أبوظبي على مختلف الثقافات العالمية، ومن أبرز المؤسسات التعليمية التي تُعتبر عن التنوع الثقافي والانفتاح على الأخر جامعة باريس – السوربون أبوظبي المتخصصة في تدريس العلوم الإنسانية وعلوم الفنون واللغات وغيرها من التخصصات، وهي بذلك تعرض وجهة نظر ثقافية وتسهم في انفتاح طلابها على عالم واسع من ثقافات الشعوب الناطقة باللغة الفرنسية.
وفي ذات السياق الرامي إلى التنوع والانفتاح، تم إطلاق مهرجان أبوظبي في العام 2004، والذي يشكل منصة لعروض الفن العالمي، ويوفر فرصة مثالية للتفاعل الثقافي بين مختلف الفنون العالمية، وقد شارك في نسخة العام الحالي من المهرجان 18 دولة من مختلف قارات العالم.
ولم تكن رؤية أبوظبي الثقافية تجاه الانفتاح على مختلف الرؤى والأفكار من الثقافات والحضارات الأخرى حديثة العهد، بل تمتد لسنوات طويلة، حيث تم إطلاق الدورة الأولى من معرض أبوظبي الدولي للكتاب في عام 1986، والذي تعود جذوره إلى معرض الكتاب الإسلامي في العام 1981، ويشكل المعرض نافذة عالمية على مختلف الموضوعات الثقافية الفنية والأدبية والحضارية وغيرها.
ولترسيخ التنوع الثقافي بين الثقافات المتواجدة في الإمارة، عملت أبوظبي على تشجيع إصدار العديد من وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بلغات عدة منها العربية والإنجليزية والأوردو وغيرها من اللغات العالمية، مما أسهم في تشكيل ثقافة جمعية تحترم الرأي الأخر وتتقبله بكل تفاهم وتسامح.
وتزخر أبوظبي بالعديد من المشاريع والمبادرات الثقافية المتنوعة، والتي تشمل مختلف أوجه الإبداع الثقافي والفكري والفني، وهذا يدل بوضوح على النهج الذي تنتهجه أبوظبي في سبيل إيجاد قاعدة ثقافية عالمية منفتحة على كافة الحضارات والتوجهات مع الاهتمام الخاص بالثقافة والإرث الحضاري الإماراتي.