الإمارات بقيادة خليفة داعم رئيس لمسيرة العمل الخليجي المشترك

موقع الطويين : الاتحاد

تحتفل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية غداً الجمعة بالذكرى الـ 31 لانطلاقة مسيرتها المباركة من العاصمة أبوظبي في 25 مايو عام 1981، وقد ترسخت مبادئ العمل الجماعي المشترك، وتأصلت مسيرة التعاون والتنسيق والتكامل وتكرس مفهوم المواطنة الخليجية.

وحققت دول المجلس على مدى 31 عاماً من العمل المشترك، الكثير من الإنجازات والمكتسبات الماثلة للعيان في شتى المجالات السياسة والاقتصادية والصناعية والعسكرية والأمنية والاجتماعية والإعلامية والتعليمية والثقافية والبيئية والقانونية والشبابية والرياضية وغيرها من المجالات.

واكتسبت منظومة المجلس وزناً وثقلاً كبيرين على الصعيدين الإقليمي والدولي بحضورها المؤثر والفاعل كلاعب بارز في الأحداث والتطورات الدولية، بعد أن عملت منذ تأسيسها على تنسيق مواقفها وسياساتها الخارجية وعلاقاتها الاقتصادية مع كافة دول العالم بما يحقق مصالحها القومية وطموحات شعوبها في الاستقرار والرخاء والازدهار.

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، في كلمته في اليوم الوطني الأربعين للدولة في الثاني من ديسمبر عام 2011 مواصلة النهج الذي تتبعه دولة الإمارات لدعم العمل الخليجي المشترك، وقال سموه “إننا حريصون على مواصلة العمل مع إخواننا في مجلس التعاون الخليجي لاستكمال التكامل السياسي والاقتصادي والأمني والاقتصادي”.

القادة الرواد

ويعيد الاحتفال بذكرى هذا اليوم إلى الأذهان الدور الرائد للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وإخوانه الرواد من قادة دول المجلس الذين كان لهم بجهودهم ومثابرتهم فضل تأسيس وبناء هذا الصرح ورعايته ودعم مسيرته.

واتجه المغفور له الشيخ زايد بعد نجاح جهوده المخلصة في بناء اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وإعلان قيامها في الثاني من ديسمبر 1971إلى إخوانه قادة دول الخليج العربية، انطلاقا من رؤيته الثاقبة وقناعته الراسخة بأن أبناء الخليج ينتمون إلى أسرة واحدة تربطهم أواصر العقيدة والتاريخ المشترك وصلة الرحم والآمال والطموحات المشتركة.

وهكذا انطلقت أولى دعوات زايد إلى عقد لقاء قمة بين قادة دول الخليج العربية في حديث لصحيفة “الأضواء” البحرينية في 24 يونيو 1973وبعد أقل من عام من قيام اتحاد دولة الإمارات حين أكد وقتها “أن هناك مصالح اقتصادية مشتركة وجوانب أخرى من المستحسن تبادل الرأي فيها تتعلق كلها بأمن الخليج واستقراره، وأعتقد أن لقاء القمة لو قدر له أن يتم فإنه يمكن أن يحقق أجماعا خليجيا على خطة سياسية واحدة وفوائد ومصالح اقتصادية يفيد منها الجميع بما في ذلك الدول العربية غير الخليجية”.

تحرك سياسي

وقرن المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، دعوته بالعمل حين انطلق في تحرك سياسي نشط في وقت مبكر من مطلع السبعينات لتبادل الآراء والتشاور مع إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، مؤكداً خلال زيارته لمملكة البحرين في السابع من نوفمبر عام 1974، أن الوقت حان كي تعمل دول الخليج العربية على تعزيز التعاون بينها في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية”.

وقال”إن دولة الإمارات تعتبر هذا التعاون أصبح أمرا ضروريا وحيويا للمنطقة، كما تعتبره مكملا للتعاون الشامل الذي نتطلع إليه مع الدول العربية الشقـيقة ونعـمل بكــل إخـلاص من أجــل تحقيقه”، بل إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد حمـل لواء هذه الدعوة إلى أكبر تجمع إقليمي بإعلانه أمام أقطاب مؤتمر قمة دول عدم الانحياز الذي عقد في الجزائر في العام 1973 المساعي التي تقوم بها دول الخليج العربية لتحقيق الوحدة فيما بينها.

وقال في خطابه أمام القمة،”إن الدول العربية في الخليج تسعى جاهدة لتوثيق التعاون فيما بينها وإرساء قواعد وحدتها الشاملة التي نرجو أن تتحقق قريبا استجابة لرغبة شعبها العربي الواحد وتطلعاته وآماله وطموحاته”، وأضاف “أنني على يقين من أن خطواتنا في هذا المجال ستلقى تجاوبا لأن نجاحنا في الحفاظ على استقلالنا وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار في منطقتنا هو خدمة للسلام ولمبادئ عدم الانحياز وأهدافها”.

تجاوب صادق

ووجدت دعوات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجهوده تجاوبا صادقا من أشقائه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج العربية، حيث شهدت المنطقة سلسلة من الزيارات المتبادلة بين قادتها بعد أن التقت إرادتهم وعزيمتهم السياسية على ضرورة التنسيق والتكامل، كما أكد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ذلك “أن نتائج اللقاءات الأخوية بين قادة دول الجزيرة والخليج تدعو إلى الفخر والاعتزاز من أجل تثبيت الاستقرار في المنطقة وتحقيق رفاهية شعوبها”.

وانتظم عقد الدورة التأسيسية الأولى للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية يومي 25 و26 مايو 1981 في أبوظبي بحضور جميع قادة دول الخليج العربية، وهي الدورة التي أجمعت آراؤهم فيها على إنشاء مجلس التعاون وقاموا بالتوقيع على النظام الأساسي الذي يهدف إلى تطوير التعاون بين الدول الأعضاء وتنمية علاقاتها وتحقيق التنسيق والتكامل والترابط وتعميق وتوثيق الروابط والصلات القائمة بين شعوبها في مختلف المجالات.

حتمية التكامل

وأقر أصحاب الجلالة والسمو حتمية التكامل الاقتصادي بين دولهم والاندماج الاجتماعي بين شعوبهم، وأكدوا بعد استعراض الوضع في المنطقة أن أمن المنطقة واستقرارها إنما هو مسؤولية شعوبها ودولها وأن مجلس التعاون، إنما يعبر عن إرادة هذه الدول وحقها في الدفاع عن أمنها وصيانة استقلالها، كما أكدوا رفضهم المطلق لأي تدخل أجنبي في المنطقة مهما كان مصدره، وطالبوا بضرورة إبعاد المنطقة بأكملها عن الصراعات الدولية.

وأكد أصحاب الجلالة والسمو التزامهم بميثاق جامعة الدول العربية والقرارات الصادرة عن مؤتمرات القمة العربية مجددين دعمهم لمنظمة المؤتمر الإسلامي والالتزام بقراراتها وعبروا عن تمسكهم بمبادئ عدم الانحياز وميثاق الأمم المتحدة.

وأصدرت الدورة الأولى للمجلس الأعلى إعلان أبوظبي الذي أكد أن قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو استجابة للواقع التاريخي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والسياسي والاستراتيجي الذي مرت وتمر به منطقة الخليج العربي، وأن التضامن الطبيعي الذي يربط البلاد العربية في الخليج حري به أن يظهر في إطار مشترك يجسد كل الخطوات الإيجابية والفعالة الثنائية والجماعية التي اتخذت حتى الآن لصالح شعوب المنطقة.

وتضمن إعلان قرارات المجلس الأعلى تشكيل عدة لجان وزارية لتحقيق التعاون والتنسيق بين دول المجلس، وهي لجنة التخطيط الاقتصادي والاجتماعي ولجنة التعاون المالي والاقتصادي والتجاري ولجنة التعاون الصناعي ولجنة التعاون النفطي ولجنة الخدمات الاجتماعية والثقافية ولجنة النقل والمواصلات.

تحقيق التكامل

وبحث المؤتمر التأسيسي وثيقة الاتفاقية الاقتصادية الموحدة التي أقرها مؤتمر القمة الثانية الذي عقدت بمدينة الرياض يومي 10 و11 نوفمبر عام 1981 وعملت دولة الإمارات بتوجيهات مستمرة من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وأسهمت مع شقيقاتها منذ إعلان ميلاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية في أبوظبي في الخامس والعشرين من مايو عام 1981 في تعميق روابط التعاون والتآزر بين دوله وشعوبه، وتحقيق التكامل فيما بينها في مختلف الميادين وتنسيق مواقفها وسياساتها الخارجية والاقتصادية وعلاقاتها الإقليمية والدولية مع كافة دول العالم بما يحقق مصالحها القومية ومنفعة شعوبها.

القمم الخليجية

وكان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، دعا في حديث هام بمناسبة انعقاد القمة الخليجية في دورتها الثانية والعشرين خلال شهر ديسمبر عام 2001 في مسقط إلى تفعيل آليات المجلس لتنفيذ القرارات التي تتخذها القمم الخليجية، وقال” إن أحلاما كثيرة تراود شعوب دول مجلس التعاون خاصة بعد أن أصبح هذا المجلس حقيقة واقعة وبعد أن قطع خطوات ملموسة على طريق تلبية طموحات وتطلعات هذه الشعوب”.

وأضاف “أن أبناء المنطقة يتطلعون لأن يتم اتخاذ خطوات عملية لتنفيذ القرارات التي اتخذتها القمم الخليجية المتعددة والتي تمس بصورة مباشرة حياتهم ومستقبلهم”، مؤكداً “أن تفعيل ودعم مؤسسات مجلس التعاون وتطوير أدائها وبلورة استراتيجية مشتركة تشمل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية، وغيرها من شأنها إعطاء دور أكبر لدول المجلس على الصعيدين الإقليمي والدولي يتناسب وحجمها الاقتصادي والسياسي وموقعها الاستراتيجي الهام”.

وقال “لقد استطاع مجلس التعاون خلال مسيرته المباركة أن يحقق بفضل الله جلّت قدرته وبروح الأسرة الواحدة، الهدف المشترك الذي سيستمر ليكبر هذا الكيان وأن كل من ساهم في تأسيس هذا البناء وتدعيمه للوصول إلى أهدافه سيسجل له التاريخ ذلك ونحمد الله تعالى على ما نحن فيه من خير وسعادة، وإننا ننظر إلى المجلس على أنه مكسب كبير وكيان له وزن في العالم وزاد من رصيد الأمة العربية”.

تعزيز العمل الخليجي

وواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله دعم مسيرة التعاون، حيث عاصر إلى جانب والده القائد والمؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” كافة مراحل الاتصالات والمشاورات التي انطلقت بين أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج العربية منذ مطلع السبعينات والتي أثمرت اتفاق “وثيقة إعلان قيام مجلس التعاون الخليجي” الذي أعلن عنه في 14 فبراير 1981 في الرياض، وتوج باللقاء التاريخي لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في مؤتمر قمتهم التأسيسية الأولى في أبوظبي يومي 25 و26 مايو عام 1981 والتي أعلنوا فيها ميلاد وانطلاق منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية”.

وأعرب سموه حينها في 26 مايو عام 1981 عن ارتياحه بالنتائج الإيجابية التي حققها قادة دول مجلس التعاون في مؤتمرهم الأول، وقال “إن القرارات التي توصل إليها المؤتمر جاءت تجسيدا لطموحات شعوب المنطقة، كما عكست الرغبة المشتركة في دعم التنسيق والتعاون الجماعي بما يعود بالخير والنمو والاستقرار على المنطقة”.

جولة مكوكية

وحرص صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بعد أن انتخبه المجلس الأعلى للاتحاد في الثالث من نوفمبر 2003 بالإجماع رئيساً للدولة، على أن تكون أولى زياراته الخارجية لدول مجلس التعاون حيث قام بجولة مكوكية شملت جميع دول المجلس للتشاور مع إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حول السبل الكفيلة بدعم وتعزيز مسيرة المجلس في المرحلة المقبلة وزيادة صلابته لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تلبي طموحات شعوبه.

وأكد سموه في أول خطاب له في الأول من ديسمبر 2004 بعد توليه رئاسة الدولة، حرص سموه على مواصلة العمل مع إخوانه في مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتعزيز العمل الخليجي المشترك، وزيادة فاعليته في استكمال بناء صروح التكامل الاقتصادي والأمني والاجتماعي.

وأكد معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في تصريحات في السابع من مايو 2012 في مدينة العين، الدور الذي تلعبه دولة الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في تنفيذ كافة قرارات التعاون المشترك بين دول المجلس وحرص سموه على دعم وتعزيز التكامل الخليجي ودفعه إلى الأمام من أجل مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل وأشاد بالدعم الذي يوليه صاحب السمو رئيس الدولة لمسيرة مجلس التعاون الخليجي المباركة لما فيه خير ورفاه مواطني دول المجلس.

قمة زايد

خلد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في قمتهم الخامسة والعشرين التي عقدت في المنامة في مملكة البحرين يومي 20 و21 ديسمبر 2004، ذكرى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” بأن أطلقوا على هذه القمة اسم “قمة زايد” وذلك عرفانا وتقديرا، كما قال جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة” لما عرف عن الراحل الكبير من إيمان عميق بوحدة الهدف والمصير حيث عمل على تعزيز التعاون الخليجي وأسهم مع إخوانه قادة دول المجلس منذ الإعلان عن ميلاد المجلس في أبوظبي في مايو عام 1981 في تعميق روابط التعاون والتآزر بين دول المجلس وشعوبه.