درهم واحد وكفالة يتيمين مهر عروسين …أقل ما سجل في محاكم دبي

موقع الطويين : الخليج

خلافاً للتوقعات، والدا فتاتين مواطنتين، يذهلان الحضور وأهل العريسين عندما جاءوا لخطبة ابنتيهما، والاتفاق على المهر، حيث إن أحدهما طلب مهراً لابنته عبارة عن كفالة يتيمين، والثاني طلب درهماً واحداً فقط، ما أصاب الحضور بحالة من “الصمت”، فمن يطلب في زمن سطوة “المال” هذه المهور الرخيصة .

ففي الزواج الأول، اشترطت العروس عنود القحطاني للموافقة على زواجها بأيمن السعدي “موظف”، أن يكون مهرها كفالة يتيمين، وأبلغت والدها بهذا الطلب، فيما ستقوم بمبادرة منها بكفالة يتيمين آخرين .

العروس تقول: في النهاية المال يأتي ويذهب وكفالة اليتامى أسمى، ولها معنى معنوي وروحاني، وهو أفضل وأجمل ما أبدأ به حياتي الزوجية، فرسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال “أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى”، وتضيف: “لم أجد أن هذا المهر رخصني، بل وجدت تأييداً من الجميع والقيمة المعنوية للمهر غالية” .

العريس كان متأثراً جداً من قيمة المهر عندما سمعه في جلسة تحديده، ويروي: عندما طلب والدها المهر أصابني الذهول، ووالدي تأثر، وعم الصمت أرجاء المكان، والدهشة حلت بجميع الحاضرين، وسط ترحيب أعمامها وأخوالها وإخوتها .

أما الزواج الثاني، فكان المهر درهماً واحداً فقط، فوالد “ع .ع” طالبة، أذهل الحضور يوم تحديد المهر بقيمته، فكانت صدمة العريس، “م .ع”، الذي أشار إلى أن “المليك” رفض في البداية كتب الكتاب، لشدة ذهوله، ولكنه عدل عن قراره، وعمت حالة من الاستغراب المكان .

العروس، تشير إلى أنها كانت تعلم منذ الصغر أن مهرها سيكون درهماً واحداً فقط، فجدها زوّج عمتها وخالتها بالقيمة نفسها، ووالدها يسير على خطاه، مضيفةً: “أشعر أني غنية بين الفتيات اللواتي يطلبن مهوراً غالية، وهذا المهر باركه الله” .

وتشير العروس إلى أن هناك أناساً علقوا على طلب عائلتها هذا المهر، حيث إنهم كانوا يقولون “إنكم تبيعون ابنتكم بالرخيص”، ولكن في المقابل هناك الكثيرون ممن أبدوا ترحيبهم الحار بهذا الخطوة .

ردة فعل

“بودي أن أضع درهماً كبيراً على سيارة، وأسير بها في أرجاء دبي، حتى أبلغ الناس أن المهور لا تقاس بقيمتها الكبيرة، بل بقيمتها المعنوية، والبركة سيطرحها الله في هذا النوع من الزواج”، تلك كانت أقوال عبد الرحيم غريب العضو في نادي محاكم دبي، في ردة فعله على هذا المهر .

أما الدكتور أحمد سعيد بن هزيم مدير عام محاكم دبي، فقد كرّم أمس، العريسين والعروسين، ضمن مبادرة هي الأولى من نوعها، تبناها نادي محاكم دبي بالتنسيق مع إدارة الأحوال الشخصية في المحاكم، للتشجيع على عدم مبالغة الأسر للمهور والطلبات .

ابن هزيم الذي كان سعيداً بهذين المهرين، علق قائلاً: نحن في محاكم دبي نبارك للعريسين وعروستيهما زواجهم، ونثني على موقفهم من تخفيض المهر، وعلى جرأتهم في تحديد المهر بدرهم، أو تحديده بكفالة أيتام، وهذا يدل على أن خلف هؤلاء العرسان آباء وأمهات واعون غير سطحيين، يقيّمون الأمور بمقياس الشرع أكثر من مقياس المظاهر . وأثنى على تصرف العرسان الذين استطاعوا التغلب على القيود والعادات الاجتماعية، مشيراً إلى أن ما يحدث مناسبة سعيدة قلّ أن تتكرر في محاكم دبي، خاصة أن المحاكم تجمع في أروقتها قاعات تنظر قضايا السرقة والقتل والاحتيال وغيرها، وكل ما فيها محزن، لافتاً إلى أن وجود هذه الأمور المفرحة شيء مميز يستحق التوقف عنده .

وتابع: أبارك للعرسان وأسأل الله لهم السعادة والتوفيق، وأعتقد أن الله تعالى سيبارك فيهم، وسيجدون ذلك في مستقبلهم وأبنائهم، وأدعو لهم بالرفاء والبنين” .

بدوره، أكد محمد عبد الرحمن، مدير إدارة الأحوال الشخصية بمحاكم دبي، أن المحاكم فخورة بهذه النماذج المشجعة، داعياً الشبان أن يحذوا حذو هؤلاء العرسان .

وأشار إلى أن إجمالي العقود التي نفذها المأذونون الخارجيون بلغت ألفاً و246 عقداً العام الماضي، فيما نفذوا 336 عقداً في الربع الأول من العام الجاري .

وأشار إلى أن فكرة تحديد المهر عالجت خلال السنوات الماضية مشكلة كانت طافية على السطح، وهي مشكلة ارتفاع المهور، وكان الشبان يعزفون عن الزواج بسبب هذه المشكلة، مشيراً إلى أن أعلى مهر يمكن أن تسجله محاكم دبي في عقد الزواج هو 50 ألف درهم .

وبيّن أن تحديد المهور بناء على التعليمات التي أصدرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بشأن تحديد المهور قبل عدة سنوات، بعد أن برزت ظاهرة الغلو في المهور التي كانت تشكل عائقاً في الزواج عند الشبان، مؤكداً أن تعليمات سموه أسهمت في حل تلك المشكلة بشكل كبير .

Related posts