آمال العبدولي.. قصة نجاح كتبتها الإرادة… المركز السادس على أوائل القسم الأدبي على مستوى منطقة الفجيرة التعليمية والمركز الأول على مراكز تعليم الكبار

موقع الطويين : البيان

اختبأ الطموح الدراسي للطالبة آمال عبيد سالم العبدولي خلف عباءتها لسنوات، قاصدة مراكز تعليم الكبار بعد أن تزوجت دون أن تستكمل بمقاعد الدراسة كسائر الذين كانوا من سنها، وبمساعدة إخوتها ووالدتها استطاعت مواصلة دراستها إلى أن غدت اليوم من أوائل المتفوقات في تحصيل شهادة الثانوية العامة حالها في هذا حال العديد من طلبة التعليم الصباحي.

قصة نجاح هذه الطالبة ترويها لـ”البيان” بمناسبة تفوقها وإحرازها مركزا متقدما على مستوى الدولة والمنطقة التعليمية بالفجيرة، محتلة بذلك المركز السادس على أوائل القسم الأدبي على مستوى منطقة الفجيرة التعليمية والمركز الأول على مراكز تعليم الكبار. حيث زارتها في قريتها “الطيبة” الواقعة بين أحضان الجبال شمال غرب الفجيرة، وهي قرية بعيدة عن مدينة الفجيرة بمعدل الساعة مسيرا بالسيارة، والمعروفة بالعادات والتقاليد السائدة والمتشابهة في المجتمع الإماراتي. فبعد أن فقدت أن يكون لها مقعد دراسي في التعليم الصباحي، أصرت بكفاحها أن لا تضيع فرصتها بتفوقها في الحصول على شهادة الثانوية العامة الآن، واستكمال دراستها العليا بعد ذلك.

فلا يعد مدهشا وفق والدة الطالبة (أم صقر) أن تحقق هذا النجاح، مشيرة إلى أن إبداع ابنتها لم يكن وليد اللحظة، فهي التي برعت في الدراسة منذ صغرها كحال أخواتها الكبار الذين تخصصوا في الطب والهندسة، إضافة إلى تفوق أخوتها الصغار، وقد درست حتى مرحلة الحادي عشر في القسم العلمي ونالت نسبة 91.5% فيه وبعد أسبوع واحد فقط من إعلان النتائج العام الماضي تزوجت مباشرة، إلا ان الإرادة والمثابرة، حسبما تقول “شكلا دافعين رئيسين لتحصيلها هذا، فإن ما توافرت الدوافع للانجاز فلا عوائق أمامه”. لافتة إلى أنها خرجت من دراستها الأولى في القسم العلمي إلى باب الزوجية ودخلت من باب الزوجية مرة أخرى قبل أسبوعين لامتحانات الثانوية العامة في القسم الأدبي لتنال نسبة عالية.

قصة تفوق

وأوضحت مديرة مركز أم المؤمنين لتعليم الكبار صبيحة أحمد محمد: أن قصة تفوق آمال قل نظيرها في مراكز تعليم الكبار، ففد سطرتها كمثال صادق في لواء باب فيه الزواج والإنجاب وظروف أخرى قاهرة معلما أساسيا. فيما ظلت النسب المتدنية والنجاح فقط عنوانا لمرتادي هذه المراكز من الدارسين، ولكن رغم الظروف والإمكانات التعليمية البسيطة، والسن الصغيرة لآمال، لم تقف حائلا دون تحقيق مبتغاها، وهذا ما يؤكد التطور في تحسن الأداء ونتائج المسار التعليمي للمركز عاما بعد آخر ولجميع مراكز تعليم الكبار.

سباق التميز

من جانبها، تتابع آمال: “الاعتماد على الذات هو الأساس في تحصيلي، وكان تمسكي الدائم برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في جعل التحديات في سباق التميز، فالتدريس ذو مستوى عال في مركز أم المؤمنين لتعليم الكبار، حيث ان المعلمين من الكفاءات الكبيرة والتي صقلت وعينا الدراسي والثقافي في آن واحد، وساهمت قدر الإمكان ووفق الإمكانات المتاحة والتجهيزات البسيطة بشكل عام أن تجعلنا لا نقل قدرا أكاديميا عن نظرائنا في التعليم الصباحي، وإلى جانب إدارة المنطقة التعليمية وتحديدا الأستاذ مشعل الخديم”. لافتة إلى تحقق حلمها أن تتابع المرحلة الثانوية في القسم الأدبي، بالرغم من تخصصها السابق في القسم العلمي ومشوار التخصص العلمي لجميع أخوتها الكبار.

بضعة شهور كانت كافية، كما تقول آمال، لتقف جنبا إلى جنب مع طلبة الثانوية العامة، وليقف الدافع والرغبة في التقدم وراء ما حققته وتصبو إليه من مستقبل أكاديمي، وتؤكد العبدولي ” لم يقعدني الزواج عن مواصلة حلمي بل كان حافزا وإن أبعدني عن الدراسة لفترة، لكني استنهضت همتي من جديد، رغم إجهادي من ذهابي وإيابي في الحافلة التابعة للمركز مساء حيث تبعد المسافة 45 كيلومترا عن مدينة الفجيرة. ورغم تعبي أقوم بمساعدة الوالدة وإخوتي الصغار في استذكار دروسهم، إضافة إلى مراجعة دروسي عبر زيادة ساعات الدراسة وتقسيم الوقت على المواد بالشكل الصحيح دون اللجوء للدروس الخصوصية في الوقت الذي وقف فيه زوجي وأهلي إلى جانبي لمساعدتي لأحقق معدلا بلغ 99.11%”. وترنو إلى الدراسة في كليات التقنية العليا.

Related posts

One Thought to “آمال العبدولي.. قصة نجاح كتبتها الإرادة… المركز السادس على أوائل القسم الأدبي على مستوى منطقة الفجيرة التعليمية والمركز الأول على مراكز تعليم الكبار”

  1. سميرة العبدولي

    لن تستطيع أن تمنع طيور الهم أن تحلق فوق رأسك، ولكنك تستطيع أن تمنعها أن تعشش في رأسك!
    والله كفوووووووو عليج وان شاء الله فالمقدمة دائما يالغلا ..

Comments are closed.