تدرج من معلم إلى مدير منطقة الفجيرة … جمعة الكندي: التعليم قضية المجتمع كاملاً

موقع الطويين : الخليج – بكر المحاسنة

انخرط جمعة الكندي في سلك التربية والتعليم مبكراً وفي وقت كان فيه كثيرون يعزفون عن هذا المجال، وحتى يصل إلى عمله حالياً مديراً لمنطقة الفجيرة التعليمية، تدرج في مناصبه من القاعدة وصعد سلم المراكز القيادية بجهده ومثابرته، إذ بعد تخرجه في قسم الجغرافيا بجامعة الإمارات، بدأ حياته الوظيفية معلماً ثم إدارياً ثم رئيساً لقسم التعليم ثم تبوأ مركز نائب المدير قبل أن يصبح مدير المنطقة . وفي هذا الحوار، يسلط “بو خلفان” الأضواء على جزء من هذه المسيرة ويتحدث عن هموم المهنة وتطورها ومالها من دور في نهضتنا الشاملة .

ماذا عن الدراسة الجامعية؟

– بعد حصولي على الثانوية العامة التحقت بجامعة الإمارات قسم الجغرافيا رغبة مني في هذا التخصص الذى أحبه وكانت حياتي الجامعية تتميز بالحماسة والرغبة فى الحصول على المعرفة لتوظيفها فيما بعد فى خدمة وطني الذى أعتز بالانتماء إليه  .

 هل أضاف عملك كمدير منطقة الفجيرة التعليمية شيئاً إلى حياتك العملية؟

– بالتأكيد وبخاصة أنني تدرجت في عملي التربوى بدءاً من عملي كمعلم، ولكن أكثر الجوانب التي ترسخت في نفسي هي ضرورة الإنصات إلى المراجعين والزملاء العاملين في الميدان التربوى للتعرف إلى مشكلاتهم وفهم قضاياهم والمساهمة في حلها بشكل لا يتعارض مع التشريعات والمصلحة العامة، وكذلك العمل بروح الفريق فهذا يشعرني والجميع بالراحة النفسية والتقدير ويمنحنا جميعاً الحماسة للعمل والتعاون والمبادرة والتفاني في الأداء لتحقيق الأهداف التي تسعى دولتنا لتحقيقها .

 كيف تدرجت في المناصب والمسؤوليات في الحقل التربوي؟

– بعد تخرجي في جامعة الإمارات عملت مدرساً لمادة الجغرافيا بمدرسة الغرفة الابتدائية التي هي الآن مركزاً لتعليم الكبار (مركز أم المؤمنين) وبعد أربع سنوات انتقلت للعمل بديوان منطقة الفجيرة التعليمية ثم رشحت رئيساً لقسم التعليم الخاص ومن ثم رئيساً لقسم الشؤون التعليمية عام 1995 ثم نائباً لمدير المنطقة عام 2002 ثم رشحت مديراً لمنطقة الفجيرة التعليمية اعتباراً من عام 2003 فهذا التدرج الوظيفي منحني الخبرة والقدرة على المساهمة في هذا الحقل التربوي الذي يهتم ببناء الأبناء لحياة أفضل وفقاً للقيم والعقيدة الإسلامية السمحاء والثوابت الوطنية والتراث الوطني لأن الإنسان هو أغلى قيمة وأهم عناصر ثروة الوطن .

 بعد 25 عاماً من العمل واكتساب الخبرة الميدانية والمكتبية والإدارية، كيف تقيم تلك المسيرة؟

– الخبرة الميدانية التي اكتسبتها ساعدتني في تطوير العمل كما أعتقد وذلك من خلال الفريق الذي أعمل معه، فحسن التواصل مع العاملين في الميدان التربوي أوالعاملين في الإدارة أسهم في إنجاز الأهداف المرسومة التي تسعى مؤسستنا التربوية إلى تحقيقها .

والتقويم ضروري لكل عناصر العملية التعليمية وذلك بهدف التعزيز أو التعديل والتطوير .

وأعتقد أننا في منطقة الفجيرة التعليمية ومبساندة راعي العملية التربوية في الإمارة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وبمتابعة سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وبالتعاون مع الديوان الأميري ومختلف الدوائر والمؤسسات الثقافية والمجتمعية وبدعم لا محدود من وزارة التربية والتعليم تمكنا من الاقتراب مما نريد ونخطط له . ويمكن القول إننا نسير في الاتجاه الصحيح مسترشدين بتوجيهات قيادتنا الرشيدة لتحقيق الأهداف التي تضمنتها الخطة الاستراتيجية لمنطقة الفجيرة التعليمية، والنتائح العالية التي حققها أبناؤها الطلبة في تحصيلهم الدراسي وبخاصة في الصف الثاني عشر بقسميه بحصولهم في العام الماضي على ثمانية مراكز متقدمة على مستوى الدولة ضمن العشرة الأوائل، وكذلك الفوز في المسابقات والجوائز على مستوى الدولة دليل على صحة النهج الذي نسير عليه ويسير عليه ميداننا التربوي .

 ماذا عن الصعوبات والمعوقات التي واجهتكم في هذه المسيرة؟

– هموم العمل ومشكلاته موجودة وبخاصة أننا في ميدان التربية الذي يعني بتنشئة الأجيال وإعدادها للمستقبل لمواجهة مشكلات الحياة، وبالهدوء والحكمة والدراسة والمشورة والتعاون مع مختلف الأطراف التربوية والمجتمعية والديوان الأميري والوزارة والإدارات المدرسية ومجالس الآباء والمعلمين ومجلس رعاية التعليم والتوجيه التربوي كل حسب تخصصه يمكننا تجاوز الصعاب والمعوقات لما فيه خير الجميع . وما توفره لنا الوزارة من إمكانات ودعم يعد الأساس في نجاح عملنا إضافة إلى الدعم من الديوان الأميري ومجالس الآباء والمعلمين . والتعليم قضية مجتمعية، فلابد من مساهمة كل القطاعات وتشجيع برامج التواصل المجتمعي وتنمية المشاركة في التعليم تخطيطاً وإدارة لبناء شراكة حقيقية لتوفير البيئة التربوية والتعليمية الجاذبة للمتعلمين والمعلمين .

 المعلم واحد من أهم عناصر العملية التربوية والتعليمية، فكيف يمكن جعل المهنة جاذبة للمعلم بعدما كانت طاردة له باتجاه وظائف أخرى؟

– تتطلع وزارة التربية والتعليم من خلال رؤيتها واستراتيجيتها التعليمية 2010/2020 إلى توفير وإعداد معلمين مؤهلين علمياً وتربوياً ملتزمين مهنياً يؤدون أدواراً فاعلة لا تقف عند تعليم المتعلم المعرفة بل إلى إعداده للمستقبل ليتمكن من مواجهة الحياة ومشكلاتها المستقبلية باقتدار واتزان وعلم .

واستراتيجية التعلم 2010/2020 التي أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإدراجها على الموقع الالكتروني لسموه تهدف إلى جذب الكفاءات واستقطاب العناصر المؤهلة وبخاصة من المواطنين للانخراط في التعليم ومساعدتهم على التكيف والرضا الوظيفي والاستمرار لمدة أطول في التعليم . إضافة إلى ذلك، هناك العديد من الجوائز والمسابقات التي تحتضن المعلم مثل جائزة الشيخ خليفة التربوية، وجائزة الشارقة للتفوق والتميز التربوي، وجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز . وبدورنا طرحنا منذ عامين جائزة تميزك يميزك لعدد من الفئات التربوية مثل (التحصيل الدراسي، والقيادي المتميز، والتميز في الإشراف التربوي والمشروع المتميز، والموظف المتميز) . ونقيم سنوياً حفلاً لتكريم المتميزين . ونوفر إضافة إلى الدعم المادي، الدعم المعنوي من خلال منح شهادات التقدير والشكر والترشيح للوظائف القيادية .

 كيف تقيمون مستوى التعاون بين البيت والمدرسة؟ وهل لايزال دون الطموح؟

– زيادة التواصل والتلاحم بين البيت والمدرسة ضرورة قصوى لتحقيق الأهداف المنشودة للوصول بالتعليم إلى مخرجات عالية الجودة، فالأسرة لها دورها في تنشئة الأبناء والأجيال، ولا تنحصر وظائف البيت والأسرة في تربية الأبناء فحسب، بل تتكامل أدوارها مع المدرسة والمؤسسات المجتمعية والثقافية الأخرى الموجودة بالمجتمع للوصول إلى مجتمع متلاحم محافظ على هويته وهذا ما ورد في استراتيجية التعليم للدولة 2010/2020 في المحور الرابع الذي تضمن 6 مبادرات تتعلق بأولياء الأمور والهوية .

وعموماً، فإن مدارس المنطقة وإدارتها، تسعى إلى مزيد من التواصل البناء والشراكة الحقيقية مع الأسرة بالتعاون مع مجالس الآباء والمعلمين أو من خلال النظام الإلكتروني حيث يمكن لأولياء الأمور الاطمئنان على تحصيل أبنائهم وسلوكياتهم من خلال قنوات عدة منها التواصل المباشر مع المدرسة أو من خلال النظام الإلكتروني أو من خلالهما معاً .

 من الشخصيات التي تأثرت بها ولها بصمات في حياتك؟

– المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي تعلمنا منه الكثير مثل الحكمة والصبر والمحبة والتسامح والعطاء وغرس فينا حب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه، وعلمنا الاعتزاز بالآباء والأجداد والتفاني في العطاء والإحساس بالمسؤولية، وأن الحياة هي عملية تعلم مستمرة كل يوم يجب أن نتعلم شيئاً جديداً فلا حدود للعلم ولا سقوف للمعرفة .

 ماذا عن هواياتك؟ وماذا تقرأ؟

– أحب القراءة والإطلاع على كل جديد في عالم المعرفة ومتابعة الجوانب التراثية والتاريخية والجغرافية والتربوية .

 ماذا تتمنى في المستقبل لك ولأسرتك؟

– أتمنى لوطني دوام الازدهار والرقي والأمن والاستقرار بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله واتمنى أن يوفقنا الله لخدمة وطننا ومجتمعنا وأدعو لأسرتي بالصحة ودوام التوفيق والنجاح لأبنائي وبقية أبناء الوطن .

Related posts