«حفظ النعمة» في الفجيرة يُطعم مليونين من بقايا الحفلات

موقع الطويين : البيان – ابتسام الشاعر

 اليوم؛ وقد رسمت دولة الإمارات خطوطاً عريضة في سجل الخير والبذل والعطاء للإنسانية جمعاء، لم تكن تقصد من وراء ذلك، أن تصبح مثالاً أو رقماً صعباً، وقد صار لها ذلك وهو حق. الواقع يؤكد بالشواهد والحقائق.. ما أكثر مؤسسات الخير في إماراتنا السبع.

وما أوفر نصيب الإنسانية من عطاء رسمي وشعبي.. ذلك نهج لم يدرسه الطلبة أو يقرأه الآباء والأمهات، إنه فطرة وُجد عليها أهل البلاد حكومة وشعباً، فصار جسراً عالمياً يُضاء بنور أيادي العطاء البيضاء.. في هذه المساحة المتكررة في شهر رمضان المبارك، سنعرض غيضاً من فيض العطاء لمؤسسات الخير المنتشية بالولاء للإنسانية وحسب.

الجمعيات الخيرية على مستوى إمارات الدولة، تبذل جهوداً فائقة في سبيل تعزيز مرتكزات البناء الاجتماعي والحفاظ على تماسك نسيجه، عبر تنفيذ العديد من البرامج التي تحقق الاستقرار الأسري والتكافل الاجتماعي، فالعمل على مساعدة الغير مبادئ عظيمة أرساها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بوصفه الوالد والأب والمعلم.

وسار على خطاه الجميع، فصارت دولة الإمارات نسقاً فريداً في عالمنا اليوم بما تحتويه من مؤسسات خيرية تنتشر في أرجائها، وتمد أيادي العطاء إلى الجميع داخل الدولة وخارجها، ومن هذه المؤسسات جمعية الفجيرة الخيرية التي تزخر بالعديد من أنشطة البر والإحسان والعطاء.

عن الجهود والمنجزات التي تجسدها الجمعية، يتحدث المستشار سعيد بن محمد الرقباني رئيس مجلس الإدارة قائلاً: تولي الجمعية خدماتها لجميع فئات المجتمع من شباب وأطفال ونساء، وقد توسعت في نطاق الخدمات التعليمية التي تخدم الطلبة في مستويات الدبلوم والبكالوريوس بما يؤهل الشباب لاستكمال دراستهم الجامعية، وفق متطلبات وحاجة سوق العمل.

وبلغت نسبة النمو في حجم المساعدات المالية والعينية التي قدمتها الجمعية إلى مختلف الفئات المحتاجة، خلال العام الماضي 28%، وعدد المستفيدين من المساعدات المالية في العام نفسه 13545 أسرة، يبلغ عدد أفرادها 72739 فرداً، فيما بلغ عدد الأسر المستفيدة من المساعدات العينية 4202 أسرة وعدد أفرادها 29414 فرداً.

مساعدات دراسية

في مجال المساعدات الدراسية التي قدمها الصندوق، فقد استفاد 4336 طالباً وطالبة، وتنوعت المساعدات الدراسية للطلبة في مختلف المراحل الدراسية، وشملت الحقيبة المدرسية، وأجهزة الكمبيوتر، والدورات التدريبية، والمساعدة في المصاريف الدراسية.

كما أسهمت بمساعدة شريحة واسعة من الطلبة المحتاجين داخل الدولة، من ذوي الأسر أصحاب الدخل المحدود، فضلاً عن اتفاقية تعاون وُقعت العام الماضي مع وزارة التربية والتعليم تدعم النشاط الاجتماعي الخيري والتطوعي في المدارس، وحُصرت أعداد الطلبة المحتاجين للمساعدة، وألحقوا ببرنامج التقوية الدراسية الذي بدأ تنفيذه عام 2010 بالتعاون مع كلية الفجيرة.

والذي يتمثل في الدورات التدريبية والتقوية للصفين الحادي عشر والثاني عشر للطلبة المواطنين، بهدف رفع مستوى الطلبة وتنمية قدراتهم للحصول على نسب تفوق عالية في الثانوية العامة، تؤهلهم للالتحاق بالتخصصات المطلوبة في سوق العمل، وبلغ عدد الطلبة المستفيدين من تلك الدورات منذ بداية المشروع 590 طالباً وطالبة.

أسر منتجة

أما مشاريع الأسر المنتجة، بحسب سعيد الرقباني، فقد بدأت عام 2004 بأسرتين فقط، وبفضل تضافر جهود أهل الخير والإحسان وصل عدد المستفيدين من المشاريع التي تنتج وتبيع إنتاجها وتعتمد على نفسها إلى 130 أسرة، تمتلك وتدير مشروعها بنفسها، والعدد في ازدياد مستمر، وتركز الأسر المنتجة بدرجة أساسية على صناعة البخور والعطور، والحناء والزينة، والملابس الجاهزة.

والأشغال اليدوية، وإنتاج وبيع العسل، والمأكولات المحلية. كما أن العمل الانتاجي لا يقتصر على ربات البيوت فقط، بل المجال مفتوح أيضاً للشباب للاعتماد على أنفسهم في تأسيس مشروعاتهم الصغيرة بدعم ومساندة من الجمعية، إلا أننا في الوقت الحالي نركز على الفئات المحتاجة مثل أسر الأيتام وأسر المسجونين، والأرامل والمطلقات، والأسر التي تعاني من عجز مادي، والمتعففة ممن لديها الرغبة في العمل.

كما أطلقت الجمعية في بداية عام 2011 ملتقى «التطوع السنوي» سعت من خلاله إلى نشر ثقافة العمل التطوعي في المجتمع عموماً وفي أوساط الشباب خصوصاً، وشهد الملتقى الأول إقامة ندوة بعنوان «العمل التطوعي.. المفهوم والآليات»، وذلك لزيادة الوعي عن العمل التطوعي لفريق المتطوعين والمتطوعات في الجمعية، الذي يسهم بشكل فعال في خدمة وتنفيذ البرامج والمشاريع الخيرية والتنموية في الجمعية.

حفظ النعمة

ويضيف الرقباني أن مشروع «حفظ النعمة»، بدأت الجمعية تنفيذه منذ العام 2004، للاستفادة من وجبات الطعام الزائدة في الأعراس، وتوصيلها إلى الفقراء، بعد أن تجهز ويغلف الطعام بصوره صحية، وقد أبدى الأهالي صدق تعاونهم واستحسانهم للفكرة، ويجري التعاون في هذا المشروع مع صالات الأفراح والفنادق في الإمارة، وجهزت لهذا الغرض ثلاث سيارات مبردة ومخصصة لحفظ الطعام.

وبعد أن لاقى المشروع قبولاً طيباً في المجتمع، تزايد عدد المستفيدين منه بشكل لافت، وبلغ حتى الآن مليوناً و968 ألفاً و324 فرداً، بالتعاون مع 14 قاعة أفراح في كل من مسافي والفجيرة وكلباء وخورفكان، فضلاً عن حفلات الأعراس التي يقيمها المواطنون في مناطقهم، وينفذ المشروع من قبل فريق من المتطوعين.

ومنذ بداية العام الحالي وحتى الآن، تم توزيع 198510 وجبات طعام، ونأمل مستقبلاً في تفاعل أكبر من أبناء الفجيرة والطلبة الذين شاركوا بإيجابية وطرحوا الكثير من الأفكار الجديدة والمقترحات المتميزة على إدارة الجمعية، والتي تهدف إلى زيادة الأنشطة الخيرية في المجتمع.

13510 أسر تستفيد من أموال الزكاة

تنفذ جمعية الفجيرة، المشاريع والبرامج الخيرية والإنسانية التي تخدم كافة مناطق إمارة الفجيرة، وتشمل فئات متنوعة من المحتاجين والأيتام والأسر المتعففة، من خلال التزاماها الإنساني تجاه ذوي الدخل المحدود، وتعمل على تغطيه بعضاً مما تحتاجه الفئات الأقل حظاً، وتعطى الأولوية للفقراء والمحتاجين داخل الدولة في مجالات متعددة، تشمل مساعدة طالب العلم ورعاية الأيتام والأرامل وكفالة الأسر المحتاجة والمتعففة والأسر المنتجة.

كما تحرص الجمعية على أن تصل أموال الزكاة إلى مستحقيها وفق المحددات الشرعية من خلال نظام البحث الاجتماعي، الذي يساعد على اختيار الأسر الأكثر حاجة. وتبادر الباحثات الاجتماعيات في زيارات ميدانية للأسر المحتاجة للاطلاع على أوضاعها المعيشية، ويتم صرف المساعدات لمستحقيها في الوقت المناسب.

وبفضل الله تعالى شهدت البرامج الخيرية والمشاريع التنموية التي قدمتها الجمعية توسعاً كبيراً في العام 2011، غطت كافة الفئات المحتاجة، إذ وصل عدد الأسر المستفيدة من أموال الزكاة إلى 13510 أسر، وتواصل الجمعية بنجاح تنفيذ برنامج الأسر المتعففة الذي يهدف إلى التعرف على أكبر عدد ممكن من الأسر، لمد يد العون لها، ونتيجة لتلك الجهود انضمت 130 أسرة متعففة جديدة من مختلف مناطق الفجيرة، إلى الجمعية حتى أغسطس عام 2011، وقُدمت مساعدات مالية وعينية لها، عن طريق القسائم الشرائية التي تتفاوت حسب عدد أفراد الأسرة، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية والعينية.

«إفطار الصائم» لـ 140 ألفاً في الداخل والخارج

تخصص جمعية الفجيرة الخيرية سنوياً مجموعة من الأنشطة والفعاليات الخاصة بشهر رمضان المبارك، وهذا العام توفر عدداً متنوعاً من المشاريع الخيرية تتضمن توزيع المير الرمضاني، وأموال الزكاة، وإفطار الصائم، وتوزيع زكاة الفطر، وكسوة العيد.

وما يميز مشروع المير الرمضاني هذا العام، الزيادة الملحوظة في أعداد المستفيدين مقارنة مع العام الماضي، نظراً لزيادة عدد الأسر المستحقة للمساعدة، وكذلك مختلف شرائح المجتمع، إذ بلغ عدد الأسر المستفيدة 1317 أسرة في مختلف مدن ومناطق الإمارة.

ويأتي مشروع إفطار الصائم كواحد من أهم مشاريع شهر رمضان المبارك، وازداد هذا العام عدد الخيام ومواقع الإفطار بحسب المناطق المكتظة بالتجمعات العمالية، ليصل عددها إلى 21 موقعاً في مختلف مناطق الفجيرة ودبا.

والعدد قابل للزيادة، كما تنفذ الجمعية سنوياً في هذا الشهر الفضيل مشروع زكاة الفطر، واستفاد منه العام الماضي 19000 محتاج، ومشروع كسوة العيد استفاد منه 7250 طفلاً يتيماً، ويجتمع على موائد الخير طوال الشهر المبارك من الفقراء والمحتاجين حوالي 100000 صائم، فقط داخل الدولة، وعلى المستوى الخارجي يستفيد من المشروع 40000 صائم، ليصيح بذلك إجمالي المستفيدين من مشاريع الإفطار 140 ألف صائم في الداخل والخارج.

«اللجنة النسائية» خلية نحل فعالة في قلب الجمعية

يقول المستشار سعيد بن محمد الرقباني رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، إن العام 1987 شهد انطلاقة الجمعية، وذلك بفضل من الله تعالى، وبفعل تضافر جهود المخلصين والخيرين، واستطاعت الجمعية أن تحقق نجاحات كبيرة في ميادين العمل الخيري والتنموي من خلال القيام بواجبها في التخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين في المجال الخدمي والتعليمي ورعاية الأيتام والأرامل وكفالة الأسر الفقيرة.

وتميزت مسيرتها بتبنيها الكثير من المشاريع النوعية التي تضع على رأس أولوياتها الاهتمام بالإنسان، لأنه أساس التنمية وهدفها، مثل مشاريع تنمية الأسر وتأهيلها بهدف النهوض بالأسر المحتاجة للاعتماد على نفسها، وتفعيل دور المرأة في التنمية.

وكل هذه الإنجازات هي حصاد جهود بذلت بفضل الرعاية والتوجيهات السامية التي تحظى بها كافة مؤسسات العمل الخيري والتطوعي في الدولة، من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيهما صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وأصحاب السمو حكام الإمارات الأخرى.

ويضيف ان اللجنة النسائية في الجمعية، تعد من الفعاليات النشطة والرئيسية، وقد وضعت لها أهدافاً محددة، من أبرزها زيادة الوعي بالعمل الخيري والتطوعي بين النساء حتى يتمكنّ من المشاركة في الأنشطة والأعمال التطوعية، وإعداد فريق نسائي قيادي من السيدات النشيطات في مجال العمل وجمع التبرعات، والعمل على إنشاء مشاريع وبرامج متخصصة من خلال إعداد برامج تدعم مشاركة النساء والفتيات والأسر، وتقوية العلاقة بين الجمعية والمتبرعين والمتبرعات.

Related posts