قمة المنامة تقر الاتفاقية الأمنية والقيادة العسكرية وترفض تدخلات إيران في شؤون دول المجلس وتأكيد سيادة الإمارات على الجزر الثلاث

1949796063

موقع الطويين : البيان

اختتم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اعمال دورتهم الـ33 للمجلس الأعلى التي عقدت برئاسة العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة رئيس الدورة الحالية، في قصر الصخير امس، وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإقرار الاتفاقية الأمنية والمصادقة على قرارات مجلس الدفاع المشترك، ومباركة انشاء القيادة العسكرية الموحدة، مع التأكيد على المضي في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، الهادفة إلى الوصول للاتحاد الخليجي، في حين رفض القادة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المجلس، وأكدوا سيادة الإمارات على جزرها المحتلة الثلاث.

وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والوفد المرافق امس، رحب قادة دول مجلس التعاون الخليجي في البيان الختامي، الذي تلاه الأمين العام للمجلس د. عبد اللطيف الزياني، بدعوة امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لعقد الدورة الـ34 للمجلس الأعلى في الكويت العام المقبل.

كلمة البحرين
وألقى العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة كلمة خلال الجلسة الختامية قال فيها ان «النجاح الكبير الذي تحقق، يأتي تعبيراً عن تطلعاتنا جميعاً من أجل دعم وتعزيز العمل الخليجي المشترك لتحقيق طموحات مواطني مجلس التعاون، وتفعيل دور مجلس التعاون على نحو يستشعره المواطن الخليجي خلال حياته اليومية، وإيمانه بأن مصالحه لا يمكن أن تصان وتتحقق إلا بالتماسك والتكامل والاتحاد، حماية لأمنه واستقراره ومكتسباته».

الجزر المحتلة
وجدد المجلس الأعلى لقادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التأكيد على مواقفه الثابتة والرافضة لاستمرار احتلال ايران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى، والتي اكدت عليها كافة البيانات السابقة. كما اكد حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث وعلى المياه الإقليمية والإقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث، باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الإمارات العربية المتحدة. وعبر المجلس الأعلى عن الأسف لعدم احراز الاتصالات مع ايران أي نتائج ايجابية من شأنها التوصل الى حل قضية الجزر الثلاث، بما يسهم في تعزيز امن المنطقة واستقرارها.

واعتبر أي ممارسات او اعمال تقوم بها ايران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة، ولا تغير شيئا من الحقائق التاريخية والقانونية، التي تجمع على حق سيادة الإمارات على جزرها الثلاث. واكد اهمية النظر في كل الوسائل السلمية التي تؤدي الى اعادة حق الإمارات في جزرها الثلاث، داعيا ايران الى الاستجابة لمساعي الإمارات لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة او اللجوء الى محكمة العدل الدولية

العلاقات بإيران
كما أعرب المجلس الأعلى عن رفضه واستنكاره لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، مطالبا طهران بالكف فورا ونهائيا عن هذه الممارسات وعن كل السياسات والإجراءات التي من شأنها زيادة التوتر وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة. واكد ضرورة التزام ايران التام بمبادئ حسن الجوار، والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم استخدام القوة او التهديد بها.

برامج نووية
وحول البرنامج النووي الإيراني، ذكر البيان الختامي ان المجلس الأعلى تابع مستجدات البرنامج النووي الإيراني، الذي لا يهدد امن المنطقة واستقرارها فقط، بل الأمن والاستقرار العالمي، مشددا على اهمية التزام ايران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وجدد التأكيد على مواقفه الثابتة بشأن اهمية التزام طهران بمبادئ الشرعية الدولية وجعل منطقة الشرق الأوسط، بما فيها منطقة الخليج العربي، منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية،

 مشيدا بالوقت ذاته بالجهود الدولية لحل قضية البرنامج النووي الإيراني بالطرق السلمية. ودعا المجلس الأعلى ايران، التي بدأت بتشغيل مفاعل بوشهر، الى الانضمام لاتفاقية السلامة النووية وتطبيق اعلى معايير السلامة النووية في المحطة واتخاذ التدابير اللازمة للتأكد من فاعلية خطة التصدي لأي طارئ نووي محتمل في هذه المحطة. كما اكد المجلس الأعلى ضرورة انضمام اسرائيل الى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واخضاع كافة منشآتها النووية للتفتيش الدولي من قبل الوكالة الدولية.

أمني وعسكري
وأقر البيان الختامي الاتفاقية الأمنية لدول المجلس بصيغتها المعدلة التي وقعها وزراء الداخلية في اجتماعهم المنعقد في 13 نوفمبر الماضي، مؤكداً اهمية تكثيف التعاون، لاسيما فيما يتعلق بتبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية في الدول الأعضاء.

 كما اكد المجلس مواقف الدول الأعضاء الثابتة بنبذ الإرهاب والتطرف بكافة اشكاله، مهما كانت دوافعه، وأيا كان مصدره، مجددا تضامنه الكامل مع البحرين في جهودها الرامية للحفاظ على وحدتها الوطنية، وترسيخ امنها واستقرارها. وصادق المجلس الأعلى على قرارات مجلس الدفاع المشترك، مباركاً إنشاء قيادة عسكرية موحدة تقوم بالتنسيق والتخطيط والقيادة للقوات البرية والبحرية والجوية المخصصة والإضافية.

اقتصاد وصحة
كما ثمن البيان الخطوات التي تم اتخاذها لتنفيذ قراراته بشأن الاتفاقية الاقتصادية، مؤكدا ضرورة العمل على تعزيز روح المواطنة الخليجية لدى مواطني دول مجلس التعاون في مختلف المجالات. ودعا اللجان المعنية الى سرعة تنفيذ ما ورد في الاتفاقية الاقتصادية بشأن توحيد السياسات المالية والنقدية، مكلفا لجنة التعاون المالي والاقتصادي بتقديم برامج عملية وفق جداول زمنية للانتقال الى آفاق ارحب للتكامل والاندماج الاقتصادي بين دول التكتل.

ورحب البيان الختامي بافتتاح المركز الدولي للتمييز لمكافحة التطرف العنيف (هداية) في ابوظبي كمركز يجمع بين الخبراء والخبرات، والتجارب المتوفرة في كافة الدول لمكافحة التطرف العنيف بكافة اشكاله، وقرر ان تقوم الهيئة الاستشارية في دورتها الـ16 بدراسة انشاء هيئة منظمة للغذاء والدواء لدول مجلس التعاون، ودراسة انشاء مركز خليجي مشترك متخصص في الصحة العامة والوقائية.

الشأن السوري
وبشأن سوريا، طالب البيان الختامي المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والسريع لوقف المجازر والانتهاكات الصارخة في سوريا، مؤكدا دعمه للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي تم تشكيله بالدوحة في نوفمبر الماضي، برعاية قطر وجامعة الدول العربية، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. واعرب عن الأمل في ان يكون تشكيل الائتلاف الوطني خطوة ايجابية تجاه توحيد مواقف ورؤى المجتمع الدولي في تعامله مع الشأن السوري ووقف نزف الدماء، والعمل على بناء دولة حديثة يسودها القانون وتنعم بالأمن وتستوعب جميع ابناء الشعب السوري دون استثناء او تمييز.

وعبر المجلس الأعلى عن ألمه الشديد لاستمرار تدهور الأوضاع والمعاناة الانسانية الصعبة التي يعيشها الشعب السوري، واستمرار النظام في سفك الدماء البريئة وتدمير المدن والبنى التحتية، الأمر الذي يجعل من عملية الانتقال السياسي للسلطة اكثر حتمية، ومطلباً يجب الإسراع في تحقيقه. كما اكد المجلس الأعلى دعمه لمهمة المبعوث الأممي والعربي الى سوريا الأخضر الإبراهيمي، شريطة ان تكون مرتبطة بتحقيق التوافق في مجلس الأمن، وخاصة الدول دائمة العضوية، وفق صلاحيات ومسؤوليات المجلس.

الشأن الفلسطيني
فلسطينياً، هنأ المجلس الأعلى الشعب الفلسطيني وقيادته بمنح فلسطين صفة «دولة مراقب غير عضو» في الأمم المتحدة، معربا عن الأمل في ان يمثل هذا الإنجاز خطوة جادة نحو اقامة الدولة، وعاصمتها القدس الشرقية. وجدد المجلس الدعوة الى توحيد الصف الفلسطيني، مستنكرا سياسات اسرائيل الاستيطانية الهادفة الى تغيير المعالم الديموغرافية للأراضي الفلسطينية.

وشدد المجلس على ان السلام الشامل والعادل والدائم في الشرق الأوسط لا يتحقق الا بانسحاب اسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة العام 1967، مرحبا بالاتفاق على وقف اطلاق النار في غزة، الذي تم برعاية مصرية. كما اشاد بزيارة امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى القطاع في اكتوبر.

الشأن اليمني
كذلك، اشاد المجلس الأعلى بما تم تحقيقه في المرحلة الأولى من تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية في اليمن، مؤكدا دعمه لكل ما يحقق آمال وتطلعات الشعب اليمني. وثمن المجلس الأعلى جهود الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وحكومة الوفاق الوطني، والشعب اليمني، وقواه السياسية، في تنفيذ المبادرة الخليجية، متمنيا من الجميع التكاتف والالتزام بما تم الاتفاق عليه بين جميع الأطراف، معربا عن تطلعه الى نجاح تنفيذ المرحلة الثانية من المبادرة، بعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وبمشاركة جميع اطياف الشعب اليمني ومكوناته، واتفاقهم على كل ما يحقق مصلحة اليمن ويحفظ وحدته وامنه واستقراره.

الشأن العراقي
وبخصوص العراق، شدد المجلس الأعلى على ضرورة استكمال العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومنها الانتهاء من مسألة صيانة العلامات الحدودية بين دولة الكويت والعراق، تنفيذا للقرار833. ودعا الى الإسراع في ازالة التجاوزات العراقية التي تعيق عملية الصيانة للعلامات الحدودية بين الكويت والعراق، والانتهاء من مسألة تعويضات المزارعين العراقيين تنفيذا للقرار 899، والتعرف على مصير من تبقى من الأسرى والمفقودين من مواطني دولة الكويت، واعادة الممتلكات والأرشيف الوطني لدولة الكويت. وطالب المجلس الحكومة العراقية ببناء جسور الثقة مع الدول المجاورة على اساس مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

جلسة مغلقة
وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي عقدوا امس جلسة عملهم الثانية المغلقة لأعمال الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي بدأت أول من أمس بقصر الصخير، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والوفد المرافق.

يشار إلى أن اصحاب الجلالة والسمو استمعوا خلال جلسة عملهم المغلقة الأولى للدورة الثالثة والثلاثين مساء أول من أمس إلى تقرير من أمين عام مجلس التعاون الخليجي د. عبد اللطيف الزياني عن مسيرة العمل الخليجي المشترك.

«إعلان الصخير»
كذلك، صدر عن القمة «اعلان الصخير»، والذي تلاه د. الزياني، حيث شدد على «الالتزام بتطبيق كافة قرارات المجلس الأعلى المتعلقة بالتكامل الخليجي في جميع المجالات، ولاسيما الالتزام بالجدول الزمني لإنشاء السوق الخليجية المشتركة، والعمل على إزالة المعوقات التي تعترض تطبيق الاتحاد الجمركي».

 كما نوه الإعلان إلى «أهمية تعزيز صلاحيات ودور الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمينها العام لمتابعة تنفيذ قرارات المجلس الأعلى»، فضلا عن «التأكيد على مبدأ الأمن الجماعي المشترك، من خلال العمل على تطوير القدرات العسكرية والبناء الذاتي لكل دولة من دول المجلس، والالتزام بتعزيز وتطوير منظومة الدفاع المشترك عن مقدرات ومكتسبات دول وشعوب مجلس التعاون، باعتبارها رمزاً للتكاتف ووحدة المصير والهدف، وتجسيداً للدفاع المشترك».

عبدالله بن زايد: نشعر بالقلق من مفاعل بوشهر الإيراني
نقل موقع «العربية نت» الإخباري تصريحات لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لمحطة «العربية» التلفزيونية، على هامش قمة المنامة، قال فيها إن دول مجلس التعاون الخليجي تشعر بالقلق مرتين من النشاط النووي الإيراني بشكل عام، ومفاعل بوشهر بشكل خاص، وذلك بسبب عدم وضوح إيران في ما يخص نشاطها النووي، الذي تثار حوله الكثير من الشبهات، حول عدم سلمية النشاط النووي الإيراني برمّته.

وقال سموه: «أما المخاوف الثانية فهي من ناحية بيئية، حيث شكّك سموه في قدرة إيران على إبقاء مفاعل بوشهر بعيداً عن أي عملية تسريب مستقبلية، بسبب تقادم السنوات، وكذلك شكك في عدم قدرتها على السيطرة على هذا التسريب في حال وقوعه. واكد: «نحن نعلم جيداً أن المفاعل قديم ومتهالك وليس بحالة جيدة». العربية نت

مسلمو ميانمار
أدان المجلس الأعلى القمع والمجازر الوحشية بحق المواطنين المسلمين من «الروهينغيا» في ميانمار، وما يتعرضون له من تطهير عرقي وانتهاك لحقوق الإنسان، لإجبارهم على ترك وطنهم، وأكد على وقوفه معهم في محنتهم وتقديم العون والمساعدة لهم. وكلف المجلس الأعلى المجلس الوزاري بإجراء مشاورات مع دول تلك المنطقة لإيجاد حل لهذه الأزمة.

ودعا المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن ومنظمات المجتمع المدني، الإقليمية والدولية، إلى تحمل مسؤولياتهم، وإيجاد حل سريع لهذه القضية، وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة.
المنامة ـ بنا

«النواب» البحريني
أعرب مجلس النواب البحريني عن بالغ إشادته وخالص تمنياته لنجاح قمة المنامة. وثمن المجلس عالياً دور المجلس في تعزيز التلاحم والتكاتف بين دوله، حكومات وشعوباً، وخاصة في مجال التعاون العسكري والتكامل الدفاعي، مطالباً الإسراع فيما تم الاتفاق عليه عبر الاتفاقية الاقتصادية المشتركة والاتحاد الجمركي، والعملة الموحدة، من أجل الوصول إلى وحدة اقتصادية كاملة، وبحث موضوع المجال البيئي الخليجي.

ورحب المجلس بما تضمنه البيان الختامي للقمة الخليجية من تأكيد على الحق الإماراتي العادل في الجزر المحتلة، والتدخل الإيراني المرفوض في الشؤون الداخلية الخليجية.

Related posts