منطقة الحنية في إمارة الفجيرة .. ترقد وسط كثبان رملية تشكل عقداً ذهبياً من الطبيعة

244838

موقع الطويين : الخليج

على بعد 55 كيلومتراً في الشمال الغربي من مدينة الفجيرة وعلى الطريق المار بمنطقة مسافي باتجاه منطقة الغيال شمالاً، تتربع منطقة الحنية تلك القرية التي ترقد بين الجبال المتوسطة الارتفاع في وسط كثبان رملية تشكل عقداً ذهبياً من الطبيعة .

الشابان سالم مصبح سعيد ومحمد مصبح سعيد قادانا إلى مبنى يسمى دكان الحنية القديم وقالا إنه مبني من الحجارة والطين وخشب الأشجار ويعود إلى سبعينات القرن الماضي، وهو أول دكان في المنطقة، وكان يسمى دكان الرملة ويبيع احتياجات الأهالي الأساسية التي كانت تجلب من الهند . وبعد ذلك وصلنا إلى بئر الحنية، وهي من أكبر آبار المياه العذبة في المنطقة .

وفي مجلسه، تحدث الحاج مصبح بن هاشم الدهماني عن المنطقة، فقال: تضم الحنية الآن نحو 100 بيت يسكنها قرابة 90 عائلة من أبناء القبائل العربية مثل الدهامنة والنوايع والزحوم والهواشل وجميعهم تربطهم صلات القرابة والنسب .

ويقول الدهماني: معيشتنا في الماضي كانت بسيطة، والجميع من الأهالي اعتمد فيها على تربية الأغنام والأبقار والإبل، إضافة إلى زراعة أشجار النخيل بأنواعه والدخن وحبوب القمح والشعير والذرة في الوعوب الجبلية . وكان كل واحد من الأهالي يبدأ يومه بعد صلاة الفجر متجهاً إلى عمله . وكان عدد الأهالي في ذلك الوقت أيضاً لا يتجاوز 25 فرداً متعاونين ومترابطين في مختلف أوجه الحياة .

وعن سبب تسمية الحنية بهذا الاسم، يقول جمعة علي سلطان (45 عاماً): المنطقة تأخذ شكلاً منحنياً على الطريق السريع ما بين حجب والسيجي ولكن اسمها الحقيقي المتعارف عليه منذ القدم ما بين الآباء والأجداد (الرملة) نسبة لوجود الرمال الذهبية فيها .

علي معضد المزروعي (45 عاماً) يقول: الحياة قديماً كانت بسيطة في كل الأمور، في ظل الظروف القاسية التي استمرت حتى انتقلنا في عام 1976 إلى حياة جديدة أكثر طمأنينة وأماناً وسعادة وسكنا في بيوت شعبية جديدة مجهزة بكل الخدمات .

وعن التجارة قديماً بمنطقة الحنية يقول الحاج علي سالم الدهماني (55 عاماً): لم يكن في الماضي أمام الأهالي من أجل توفير لقمة العيش واحتياجات الأسرة الأساسية سوى التجارة، وذلك من خلال بيع الأغنام والأبقار والإبل ومنتجاتها من سمن وحليب وصوف وشعر، إضافة إلى بيع التمر وحبوب الذرة والقمح والغليون في أسواق الساحل الشرقي ودبي والشارقة .

ويتحدث محمد جمعة الدهماني عن أوضاع الزراعة في منطقة الحنية، فيقول: ينصب اهتمام الأهالي منذ القدم على زراعة النخيل والعديد من الفواكه والخضراوات وحبوب القمح والشعير والذرة والغليون في الوعوب الجبلية .

ويقول الحاج راشد بن عبدالله الزحمي عن وسائل العلاج قديماً: العديد من أهالي الحنية كانوا يأتون بالأعشاب والنباتات الطبية من الجبال وكان يكثر طلوعها في موسمي هطول الأمطار والربيع، وكنا نستخدمها في علاج الكثير من الأمراض .

وتتطرق الحاجة شيخة أحمد بن سلطان إلى دور المرأة في الماضي، فتقول: كانت تقوم بالعديد من الأعمال منها جلب الماء ورعي المواشي وخياطة الثياب، وكنا نذهب إلى أسواق رأس الخيمة ونشتري بعض احتياجات الأسر الغذائية، إضافة إلى قماش الملابس ونخيطها بأيدينا، وكانت كل النساء يتجمعن ويتعاونّ في أداء العديد من الأعمال .

الحاجة خصيبة علي سلطان أم ثابت تقول: الحياة اختلفت عنها في الماضي، فقد كنا نعيش بلا كهرباء أو مكيفات، وكان الناس لا يتعطلون عن أعمالهم لأي سبب .

محمد مصبح بن هاشم (28 عاماً) يقول: تتميز قرية الحنية بمناطقها الساحرة الهادئة، والذي أضفى على المنطقة رونقها الخاص وجودها بين الكثبان الرملية الذهبية والجبال .

Related posts