مجلس الذيد والبيت المتوحد

723545949

موقع الطويين : البيان : ميساء راشد غدير

لا يستغرب أي منا الزيارات الميدانية التي يقوم بها حكام دولة الإمارات، ولا نستغرب أيضاً إتاحتهم الفرصة والوقت للمواطنين للالتقاء بهم في مجالسهم، فذلك نهج وضعه المغفور لهم – بإذن الله تعالى – الآباء المؤسسون، يوم كانت مجالسهم ببساطتها، وبما توفر لديهم من إمكانات، أشبه ما تكون ببرلمانات شعبية جمعت الناس من مختلف الفئات للاستماع إليهم، والاقتراب منهم، والتحاور معهم حول شؤون هذا الوطن الذي يعني الجميع، حكاماً ومحكومين.

منذ فترة، أطلق الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي عبارة “البيت متوحد”، التي أكد فيها على أن البيت متوحد، وأن الإمارات بخير، ودعا الإماراتيين إلى عدم التأثر بما يحدث حولهم.

تبع ذلك تصريحات أخرى لسموه، قال فيها إن دولة الإمارات أسرة واحدة، ونحن بيت واحد من أسرة واحدة، ولدينا روابط ونسب من أقصى إمارة الفجيرة إلى أقصى المنطقة الغربية.

من يراقب المشهد السياسي في الإمارات اليوم، يجد أن كل التصريحات التي تتحدث عن النهج “الاتحادي” الذي كان يتصل بالمؤسسات بالدرجة الأولى، قد اتسع ليصبح أكثر شمولية، واصفاً العلاقات التي تربط بين أفراد هذه الدولة، حتى إنهم باتوا كأسرة واحدة في “بيت متوحد”.

مجلس الذيد مثال على هذه الأسرة المترابطة بنسيج متوحد، آلاف من الأفراد بمختلف الأعمار، ومن مختلف الفئات، يفدون إلى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد، الذي أكمل أمس يومه الرابع، منذ بدأ الإقامة في هذا المجلس لتفقد أحوال المواطنين في هذه المنطقة وغيرها من المناطق، وهو الأمر الذي قد يفسره البعض بأنه واجب على ولاة الأمر، وهو ما لا نختلف عليه، لكن ما نود الإشارة إليه، هو أن ذلك لا يمكن أن يتحقق في أي دولة ما لم توجد الرغبة أولاً، ثم “الحلم” ثانياً.

ليس كل من حكم أصبح قادراً على استقبال هذه الجموع الغفيرة من الأفراد، وبهذه البساطة المطلقة، لا سيما وهو يضطلع بمسؤوليات جسام، لكن الرغبة كفيلة بتحقيق ذلك، طالما كان الهدف هو خدمة الوطن.

 وليس من السهل أيضاً استقبال آلاف الأفراد والاستماع إليهم، إلا من قبل أشخاص منحوا “حلماً”، وأدركوا مسؤولية قضاء حوائج الناس بالوصول إليهم في مواقعهم، لا سيما في مواقع كانت ضمن المناطق النائية، لكن القيادات التي تمسك بزمام الأمور، وتتحمل المسؤولية، ألغت الحدود وقربت المسافات، فبات هذا المجلس جامعاً مقرباً.

العاصمة أبو ظبي، حيث مقر رئيس الدولة، حفظه الله، وولي عهدها، لا تعجز عن استقبال آلاف المواطنين، ففيها من المؤسسات والدواوين التي أنيطت بها مسؤوليات القيام بهذا الدور، وأدوار أخرى لن تتخلى عنها، لكن تتبع الأسرة الممتدة من الفجيرة إلى المنطقة الغربية، وتفقد المشاريع التنموية فيها، ولقاء الحكام هدف أكبر تحقق، وأدخل البهجة على قلوب الجميع، لا سيما أن ذلك لم يكن في زيارات عابرة، بل على مدى أيام، نجزم أن ما تم رصده فيها بحاجة لخطة عمل وجهود شهور وسنوات لتنجز.

مجلس الذيد يثبت من جديد حقيقة أن “البيت متوحد”، وأن الإمارات بخير، وأنها بمنأى عن كل ما يحدث في العالم بفضل من الله تعالى.

Related posts