مواطن يصنع زيتاً لمحركات السيارات يصلح لـ60 ألف كيلو متر -صورة

93a-na-72592

موقع الطويين : الاتحاد

 أصبح الآن بمقدورك تزويد سيارتك بزيت صديق للبيئة صالح لـ 60 ألف كيلو متر، (ما يعادل 1200 ساعة عمل للمحرك، مقدرة بـ50 يوماً من العمل المتواصل)، من خلال منتج «ابتكر وصُنع في الإمارات» الذي ابتكره يوسف محمود إسماعيل الكمالي من مواطني الشارقة، الذي يعمل رئيس وحدة المعاملات التجارية والصناعية في وزارة الاقتصاد بعجمان.

المنتج الجديد للكمالي حصل على شهادة الجودة العالمية لمنتجات الزيوت الـ «ABI»، أعلى شهادة عالمية تمنح في هذا المجال، ليضاف اسم الإمارات إلى التميز بعد أن كان مقصوراً على الدول المتخصصة في هذا المجال، ممثلة في الدول الغربية، وعلى رأسها أميركا وألمانيا.

يتحدّث الكمالي لـ «الاتحاد» عن الجهود التي بذلها، وعبر سنوات، للتوصل إلى منتجه، والميزات التي يتّصف بها، وإصراره على تقديم شيء لبلاده، مستفيداً من اهتمام القيادة وحرصها على تقديم كل الدعم للمتميزين والمبدعين، من منطلق حقيقة أسسها ودعمها المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في بناء الإنسان. ويؤكّد أنا «ثمار غرس زايد».

ويحكي الكمالي قصته مع ابتكاره، بالقول: «عملت على تصنيع منتج جديد من الزيت عالي الكفاءة والجودة منذ عام 2007، وذلك بدراسات وأبحاث وتجارب متواصلة استمرت حتى عام 2009، لتؤتي ثمارها، وأتوصّل إلى هذا المنتج الذي يصلح للعمل في المركبة أو المعدات والآليات والسفن بكفاءات عالية».

 ويشير إلى أنه كان يخلط تركيبات من الزيت تصلح للعمل في المحركات لفترات كبيرة، مقارنة بما هو موجود حالياً، وتصلح للعمل في المركبات، على سبيل المثال، من 5 إلى 10 آلاف كيلو متر «إلى أن نجحت في التوصل إلى منتجي الذي يصلح للعمل في المركبات لغاية 60 ألف كيلو متر في المركبة، أو ما يعادل 1200 ساعة عمل، و50 يوم عمل متواصلة للمحرك».

ويستطرد الكمالي، وهو أحد مواطني الشارقة: «سعيت للحصول على براءه اختراع أو شهادة للاعتراف بمنتجي من الجهات الرسمية المعنية بالزيوت، وتقدّمت بفكرتي ومنتجي إلى أن حصلت على أعلى شهادة تُقدّم في هذا المجال، وهي الـ ABI، من أميركا، وسجلت باسمي في خطوة اعتبرت «ثورة في عالم الزيوت» من حيث الجودة والكفاءة».

ويحكي عن فرحة في تلك اللحظات: «كنت سعيد جداً بوصفي مواطناً إماراتياً يتحقق له ذلك، ويضع اسمه بين أسماء عالمية كبيرة، مقصورة في مجملها على باحثين ومتخصصين من دول غربية».

ويعدّد مواصفات منتجه الجديد، ويصفه بأنه «من الزيوت عالية الكفاءة، حيث يتميز بالكثير، ما يجعله هدفاً مستقبلياً لقائدي المركبات والآليات التي تعتمد في عملها عليه».

ويقول: «من بين الميزات أن المنتج الجديد صديق للبيئة، كونه أقل تلوثاً 60 في المائة من الزيوت المستخدمة حالياً، وهو يبدل مرة واحدة على فترة بعيدة تعادل 12 ضعف الفترة الموجودة حالياً».

ويستطرد بالقول: «كنت في قمة سعادتي عندما توصلت إلى النتائج المرجوة التي تؤكد جودة المنتج وأهميته، من خلال إجراء تجاربي في المصانع الخاصة بمنطقة الحمرية في الشارقة، وتلك الموجودة في عجمان، ومن خلال شخصين مساعدين».

ويضيف الكمالي: «أثبتت تجاربي، التي تعتبر كثيرة جداً، وتجاوزت الـ 50 مرة في بعض الحالات، أن الزيت يمنع الاحتكاك الداخلي للمحرّك من خلال معادلة كيميائية تم احتسابها وتجريبها عملياً على بعض المركبات، وثبت أنه يطيل عمر المحرك، ويقلّل من أعطاله، ويخفض استهلاك الوقود في المركبة بنسبة تصل إلى 12 في المائة عن الاستهلاك الحالي».

ويتوسّع في شرح فوائد الزيت المبتكر، فيقول: «تصل درجة الاحتراق في الزيوت العادية إلى 228 درجة، بينما تصل في منتجي الجديد إلى 248 درجة، وبينما تكون درجة التجمد في الزيوت الأخرى سالب 27 درجة، فإنها تصل في الزيت الجديد إلى 48 درجة، فيما تصل نسبة لزوجته إلى 139 درجة، فيما تبلغ في العادية 136».

ويتابع: «كما أن ما يميّز المنتج الجديد، أن سعره لا يتعدى 200 درهم»، معتبراً أن هذا المبلغ يعد بسيطاً إذا ما قورن بما يدفع حالياً قيمة للأنواع الأخرى عند تبديل المحركات، الأمر الذي يجعل من ابتكاره الجديد موفراً كبيراً في الاستهلاك، ويستحق أن ينتج بكميات كبيرة ليكون البديل الآمن للمحركات في مجال تغيير الزيوت. وعن مكان تصنيع الزيت الجديد، ينوه المواطن الكمالي، بأنه يقوم بتصنيع منتجه الجديد في المصانع الخاصة في الشارقة وعجمان، ووفقاً للطلبات التي ترد إليه، وغالبيتها من خارج الدولة، حيث إنه وبحسب الكميّات المطلوبة، فإنه يقوم بتزويد المصنع بالتركيبات الخاصة بمنتجه والكميات المراد تصنيعها وفقاً للجودة المقررة، وعليه، يتم تصدير بضاعته، لافتاً إلى أن المبيعات الخارجية تفوق كثيراً ما يتم بيعه داخل الدولة. وعن إمكانية الحصول على الزيت، يؤكد الكمالي «بإمكان أي شخص داخل الدولة الحصول على المنتج الذي يحمل اسم « R OIL»، من خلال وكلاء»، مشيراً إلى أن غالبية الكميات التي يتم تصنيعها تصدّر للخارج.

ويختتم الكمالي حديثه، معرباً عن تطلعه إلى جهة وطنية تتكفّل بتصنيع منتجه الجديد وبالكميات التي يحتاجها السوق، سواء في الداخل أو الخارج، ووفق توجهات وخطوات مدروسة من قبل مختصين.

ويتطلع إلى الاتفاق مع هذه الجهة على إقرار نسبة من الربح بصفته صاحب الاختراع والفكرة، بحيث تحقق له مردوداً لمنتج اجتهد فيه منذ سنوات. وفي الوقت نفسه، يؤكد أنه يسعى حالياً لتطوير منتجه وفقاً لدراسات، وصفها بأنها قد تطول لفترات، عازماً على زيادة نسبة الـ 60 ألف كيلو لتتراوح بين 80 إلى 100 ألف في المستقبل.

الكمالي في سطور

المواطن يوسف محمود إسماعيل الكمالي من سكان مدينة الشارقة، يبلغ من العمر 42 عاماً، متزوج ولديه 6 أبناء، سبق وأن عمل ثلاث سنوات في شركة الحفر الوطنية التابعة لـ «أدنوك» بأبوظبي، إلى أن التحق بوزارة الصناعة، حيث يعمل حالياً رئيس وحدة المعاملات التجارية والصناعية في وزارة الاقتصاد بعجمان، منذ 20 عاماً. يبدي الكمالي سعادته باهتمام وسائل الإعلام به وبمنتجه الجديد من خلال عرض تقرير عنه في برنامج «أخبار الدار» على قناة الشارقة، وتواصل «الاتحاد» معه، الأمر الذي يعكس، من وجهة نظره، الاهتمام بالكوادر والعنصر البشري المواطن وتشجيعه على التميز والإبداع.

Related posts