«أمهات» يتفوقن دراسياً ويحصدن المراكز الأولى في مركز دبا لتعليم الكبار

6a-na-63458

موقع الطويين : الاتحاد

 لم يكن الزواج أو إنجاب الأطفال عائقاً أمام تفوق وفاء وحليمة اللتاني، اللتين حققتا درجات عالية يفخر بها الإنسان والوطن، وهما ينهيان دراستهما في الصف الثاني عشر الأدبي في مركز دبا الفجيرة لتعليم الكبار، بل تفوقتا على الكثير من الطالبات المتفرغات للدراسة بنسبة تجاوزت 95%، على الرغم من كل الالتزامات الأسرية والارتباطات الزوجية، بل إن طموح وإصرار وعزيمة الأم حليمة حملاها إلى التوجه من غرفة الولادة في المستشفى إلى قاعة الامتحان لتسجل اسمها في كشوف أول الحاضرين.

دراسة والتزامات عائلية

وفي حوارنا مع الأم والزوجة والطالبة حليمة راشد سعيد اليماحي، وزميلتها التي تنتظر بعد ساعات قليلة قدوم المولود الجديد وفاء حسين علي مراد، والتي تحدثنا عن سر هذا الإصرار على التفوق وإنجاز المهمة الدراسية بنجاح يشار له بالبنان، وعن ذلك تقول وفاء: كان إصراري على تحقيق درجات عالية نابع من إيماني وقناعتي ان كلما زاد الجهد والتركيز والمتابعة وحضور الدروس في المدرسة، سيكون له الأثر الكبير في تحقيق هذه الدرجة العالية والحمدلله تحقق هذا الهدف.. كما أن الزوج والأهل الذين التفوا حولي خلال طول أيام الدراسة وبالأخص أيام فترة الامتحانات خفف الكثير من الضغوط والمسؤوليات عني، ولا أنسى فضل إدارة المركز التي وقفت معي في أحلك الظروف وأصعبها عندما قررت الانسحاب من المركز بسبب ظروفي الصحية والتزاماتي العائلية، فكان تشجيعهم ومساندهم لي، بالأخص مديرة المركز، الأثر الأكبر في مواصلة الدراسة وتحقيق هذه الدرجة من |التفوق، وهي نسبة 95.7%، وحصدت المرتبة الأولى على المركز. ولأن وفاء لديها طموح بمواصلة مشوار الدراسة فهي تنوي، كما تقول، استكمال الدراسة في كليات التقنية العليا في الفجيرة.. وتأمل أن يتم فتح حضانة في هذه الكليات من اجل توفير الرعاية لأطفال الطالبات الأمهات الراغبات في مواصلة التعليم.

 الأم والزوجة والطالبة

 أما الأم والزوجة والطالبة حليمة راشد سعيد اليماحي، والحاصلة على درجة التفوق في المركز مثل زميلتها، فهي تهدي هذا التفوق لزوجها وأهلها وإدارة المركز الذين وقفوا معها وساندوها في تجاوز الصف الثاني عشر الأدبي وتحقيق هذه النتيجة المشرفة. وحول التوفيق بين مسؤوليات الأسرة والتزامات البيت والدراسة تشير حليمة قائلة: المسؤولية صعبة، لكن يجب أن يكون الطموح أكبر، فكنت منذ الصغر لدي أمنية أن أنهي دراستي بتفوق والحمد الله تحقق لي هذا الأمل.. وكنت أنظم وقت المذاكرة وأختار الوقت المناسب، وهو بعد صلاة العشاء حين يكون أطفالي قد ناموا، وبعض الأحيان يبادر زوجي بأخذ الأطفال إلى الألعاب وأتفرغ أنا للمذاكرة، وكذلك أهلي وفروا لي جو الهدوء لكي يتسنى لي الاستيعاب والتحصيل العلمي.. وحول الخروج من غرفة الولادة إلى قاعة الامتحان تقول حليمة: كان يوماً صعباً للغاية وليس أمامي سوى الصبر والتحامل على نفسي حتى لا يفوتني الامتحان وبالفعل خرجت وأنا منهكة وبوضع صحي ونفسي صعب، ومع هذا لم يخذلني ربي وأكرمني بهذه النتيجة المفرحة وتحقيق هذا المعدل المرتفع.

وعن المستقبل توضح حليمة، أن طموحها ليس له حدود وأنها تطالب بفتح فروع لكليات التقنية العليا أو باقي الجامعات في دبا لمنح الفرص للأمهات وباقي الطالبات لمواصلة دراستهن وبالأخص الأمهات اللاتي ظروفهن الأسرية تحول دون انتقالهن إلى مقر الجامعات في الفجيرة أو الشارقة أو دبي، لاسيما وان دبا مدينة ذات كثافة سكانية عالية وبحاجة ماسة إلى مثل هذه الفروع، نظرا لوجود آلاف الطلبة الذين يتخرجون سنويا من مدارسها.

نتائج مشرّفة

وحول دور مركز دبا الفجيرة لتعليم الكبار ومساندته للطالبات الأمهات، تقول مديرة المركز ابتسام احمد جابر النعيمي، إن المركز هو الوحيد الذي يغطي مدينة دبا والمناطق والقرى المجاورة، ويحظى بدعم واهتمام من وزارة التربية والتعليم، وانضم إليه خلال العام الدراسي الحالي أكثر من 90 دارسة معظمهن أمهات والنتائج المشرفة التي حققتها الأمهات خلال نهاية العام الدراسي الحالي في الصف الثاني عشر واحتكارهن المراكز الأولى يؤكد اهتمامهن بمواصلة الدراسة والجد في السعي نحو القمة ومنافسة الطالبات المتفرغات للدراسة في تحقيق المراكز المتقدمة ونيل أعلى الدرجات والمراتب، كما أن اثنتين من دارسات المركز فازتا بجائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز لفئة الطلاب الأمهات المتفوقات، وهذا يدلل على الدور الكبير الذي تلعبه مراكز تعليم الكبار بالدولة لتشجيع هذه الشريحة المهمة لمواصلة طريق العلم والتسلح بالمعرفة.

Related posts