تاج السر جعفر: حكاية نستعيد منها الماضي … زايد تابع أبناءه ميدانيا في المدرسة

34849113541333947284

3281949812

موقع الطويين : البيان

هي حكاية نستعيد منها الماضي، ونتشارك فيها البدايات. نتقاسم معها القدم، ونتجلى معاً أحلى الذكريات. مع قدامى عاشوا الماضي وعايشوا الحاضر ولا يزالون. سنواتهم عامرة بالعطاء، وأيامهم زاخرة بالمواقف والذكريات. لديهم المزيد دوماً.. حكاياتنا في رمضان قصصٌ تستحق أن تُحفظ في ذاكرة التاريخ، وتوثيقٌ يصلحُ للحاضر ويزهو حتماً في المستقبل، حكاياتنا فيها عبرة وقدوة للأجيال، ولها سطوة في سجل الطموح، حكاياتنا مع الماضي تحمل من التشويق الكثير، ومن الصبر والإصرار والطموح ما هو أكبر، حكاياتنا تزودنا كل يوم بمواقف ثرية ونماذج فريدة من العطاء. حكاياتنا تستحق التوقف والإمعان، وتفرض قصراً التقدير والاحترام.. لكل يوم حكاية، واليوم هذه حكايتنا.

الدكتور تاج السر جعفر احد أقدم التربويين في الدولة وفي لقاء معه سرد قصة نضاله التربوي منذ قدومه الى الدولة فقال: عام 1976 حطت طائرتي في مطار أبو ظبي. وبدأت رحلة امتدت 40 عاما في دولة الإمارات كانت البداية في شرطة دبي لمدة 3 اشهر، انتقلت بعدها للعمل بالتربية والتعليم اختصاصي اجتماعي في مركز التدريب المهني في أبو ظبي، وكانت تجربة ثرية، نربي وندرب الطلاب. وتطور المركز لينتقل إلى أدنوك. وعندها رأت الدكتورة عائشة السيار، مديرة الخدمة الاجتماعية آنذاك، أن انتقل إلى ثانوية أبو ظبي كاختصاصي اجتماعي. لأنني كنت أجمع بين العمل التربوي المتخصص والمعرفة القانونية والانضباط كضابط شرطة سابق، وقالت لي” هذه مدرسة تضم أبناء الشيوخ والمواطنين، وتحتاج إلى إعادة ضبط” وهي الثانوية الوحيدة في أبو ظبي، كان بها 7 شعب أول ثانوي- وواحد علمي في الثاني – و في الثالث الثانوي 10 طلاب فقط .

كان الطلاب يهربون من العلمي للأدبي، ويتسربون للعمل بالدفاع والشرطة والوظائف الأخرى. فالفرص للعمل كانت متاحة وسهلة، وعدد المتعلمين لم يكن كبيرا. والمدرسة تحاول ترغيب الطلاب في التعليم ، كانت توفر لهم المواصلات ووجبة غذائية، وملابس كاملة ومبلغ 600 درهم لطالب الثانوي و 500 للإعدادي و 400 للابتدائي.

الدراسة والمناهج تميل للجانب النظري مع قلة المعامل والوسائط التكنولوجية الحديثة. وفي المدرسة مكتبة قديمة أغلبها لا يفيد في هذه المرحلة. طابور الصباح لا يحضره غالبية الطلاب ، حيث كانوا يرون في تلك الوقفة عيبا. وكانت هذه بداية الانطلاقة لغرس التربية الوطنية، وبدأنا في التوعية بأهمية طابورالصباح وتحية العلم، وأوجدنا برامج جاذبة، وأنشأنا قيادات طلابية. وشكلنا أول مجلس للطلاب.

وحدثت مفاجأة عام 1978، بدخول المغفور له – بإذن الله- الشيخ زايد إلى المدرسة، وهو يقود سيارته، وجلس على تلة رملية وأحضرت القهوة والتمر والشاي، وسأل عن الطلاب عن أبنائه سمو الشيخ حمدان وسمو الشيخ هزاع وابن خليفة سمو الشيخ سلطان وأبناء سمو الشيخ حمدان بن محمد والشيخ محمد بن بطي وعدد كبير من ابناء الشيوخ والمواطنين بصورة أدهشتنا لقدرته على الإلمام بكل هؤلاء.

وتوجه نحو مدير المدرسة وسأل: كيف حال أبنائنا؟ فأجابه أنهم بخير والحمد لله، والتفت نحوي وقال: “يا سوداني أشوفك غير مرتاح ، شو العلوم”

قلت له: سموك سأقول الحقيقة لأننا نسعى لمستقبل أفضل لهم، هم قادة البلد في المستقبل، ويجب أن نغرس فيهم المسؤولية والانتماء للوطن من الآن.

قال: ” هذا حديث زين وهذا ما نبغي، ماذا تريد؟” أجبته أن أبناء الشيوخ قادة، ويجب أن يرأسوا مجلس الطلاب ويكونوا القدوة، حضورهم طابور الصباح ومشاركتهم في رفع العلم والسلام الوطني، يحفز الآخرين ويلزمهم. ويجب أن يأتوا للمدرسة قبل إغلاق الباب على المتأخرين حتى لا يضطر الحارس لفتح الباب لهم ومن ثم يدخل جميع المتأخرين في صورة تدل على الفوضى والتحدي للنظام المدرسي.

قال سموه: أبلغوهم ليحضروا هنا الآن، وعندما حضروا جلس معهم منفردا، ونادى بأعلى صوته الأسبوع القادم سأحضر لأشاهد بنفسي، فكانوا رجالا أوفياء صادقين وقادوا المدرسة ومجلس الطلاب بصورة رائعة.

وبقيادتهم استطعنا أن نقيم أول معسكر للقيادات الطلابية على مستوى الدولة في نادي الجزيرة، وقيل إن الطلاب يجب أن يناموا داخل الفندق، و تمسكت بالنوم في الموقع، وطرحنا مسابقة في نصب الخيام وعمل الطعام والنظام والنظافة فكانت تظاهرة تربوية تبعتها معسكرات تربوية وتدريبية متميزة.

الطفرة الأخرى كانت مجلس الآباء وكان فاعلا ومتعاونا ورئيسه الفخري كان سمو الشيخ حمدان بن محمد نائب رئيس مجلس الوزراء آنذاك.

المنطقة الغربية

في عام 1981 تم نقلي للمنطقة الغربية وكانت بها مدارس في بدع زايد والمرفأ وغياثي والرويس وبو رحمة والسلع، وفي كل موقع مدرستان واحدة للبنات وأخرى للبنين، ووضعنا استراتيجية لتطوير هذه المنطقة، بدأناها بمجلس آباء ضم قيادات المنطقة الغربية وتطور إلى مجلس تخطيط وتنمية، ونجحنا في إقامة مدينة رياضية ومركز ثقافي وفصل كامل للمراحل الدراسية في المدارس.

وجاءت المرحلة الثالثة وانتقلت للعمل بمدينة العين 1985 وعملت في مدرسة عبد الرحمن الداخل ثم مدرسة ثانوية خالد بن الوليد- وكانت تجربة ممتعة تحتاج لمجلدات لسردها.

هذه المدرسة كانت ابتدائية ثم رفعت لإعدادية ثم ثانوية، وبدأنا بتطوير وإعادة تهيئة المبنى. عندما تحولت لثانوية تم نقل الطلاب إليها من ثانوية زايد الأول، وصدرت لنا ثانوية زايد الأول غالبية الطلاب المشاغبين غير الملتزمين ومعهم معلمون أغلبهم لديهم خلافات مع إدارة المدرسة.

اليوم الأول اجتمعنا مع المعلمين واتفقنا على الآتي:

اعتبار هذه المدرسة تحديا للعمل بكل قوانا لنتفوق على الآخرين، المعلم قائد تربوي إذا احترم نفسه وعلمه احترمه الطلاب، أي طالب يخل بالنظام يستدعى الاختصاصي الاجتماعي لاتخاذ المناسب معه. لا أسمح لأي طالب بالدخول لحجرة الدراسة بعد دخول المعلم وتتولى إدارة المدرسة أمره. دراسة حالات الطلاب ضعاف التحصيل والفوضويين ومعالجتها. طابور الصباح ملزم للجميع للإدارة والمعلمين والطلاب.

اهزوجة

 

هناك أهزوجة (وادي السيكابا) يرددهاالطلاب، الذين يحتلون مواقع علمية وعملية وتقول كلماتها: (أصلها كان وادي السيجي أبا). وادي السيكابا ويردد الطلاب آها،إمارات في العلا آها، شيوخنا في العلا آها، أوائل دوم نبا آهاا، نسأل ربناآها، منصورين يباآها،

Related posts