موقع الطويين : البيان – إسماعيل حيدر
تولّي الفجيرة وجهها نحو الشرق، حيث سحر المكان والطبيعة وطيبة الإنسان، لكنها لا تشيح بنظرها عن الغرب وحضاراته وعلومه وفنونه المتنوعة. هكذا ارتأت الإمارة الطموحة إلى مستقبلها المشرق، وهي تختار لافتتاح الدورة السادسة من مهرجانها الدولي للمونودراما مساء غدٍ، أوبريت «لؤلؤة الشرق»، لتعرضه في الهواء الطلق على شاطئ العقة، أحد أجمل شواطئ المعمورة وأكثرها صفاءً ونقاءً.
هذه الليلة التي ستشهد أيضاً تكريم الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا الشخصية المسرحية للدورة الحالية، الفائز بجائزة الفجيرة للإبداع المسرحي (الدورة الثانية)، لخصوصية تجربته، وريادته المسرحية الخليجية، وتميزه الإبداعي.
عرس ثقافي يقام كل سنتين، هكذا وصفه محمد سعيد الضنحاني رئيس المهرجان الذي تنظمه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، لثمانية أيام، بمشاركة عربية ودولية واسعة، وبرنامج على قدر كبير من التميز والخصوصية. وقد أشار الضنحاني خلال الإعلان عن النسخة السادسة، إلى أن هذا المهرجان الدولي بات مطمحاً لكل مسرحي، فهو يجمع نخبة من أبرز المسرحيين في العالم، ولا سيما في حقل مسرح الممثل الواحد أو المونودراما، بحيث أصبح أبرز مهرجان في العالم للمونودراما بشهادة العديد من المسرحيين والمتخصصين.
ولعل جولة على محتويات البرنامج، تنبئنا بدورة مميزة، وغنية بالفعاليات المنتقاة بعناية، في إشارة إلى سعي القائمين على هذه التظاهرة الثقافية، بالبناء على ما تحقق في الدورات السابقة، لتقديم ما هو أجمل وأكثر إتقاناً.
وما تتميز به الدورة السادسة، مشاركة أكثر من عمل مونودرامي من الإمارات، وإنتاج مسرحية خاصة للمهرجان تمثل الدولة. كما ستقام للمرة الأولى عروض صباحية في الجامعات والكليات وبعض المدارس في الفجيرة.
نجاح الدورة الأولى قبل 12 عاماً راح يحصد ثماره في السنوات التالية، بأكثر من إنجاز يسجل للفجيرة ولأبنائها، ومنها الاعتراف الرسمي من الهيئة العالمية للمسرح ورابطة الممثل الواحد الدولية بمهرجان الفجيرة للمونودراما، واختيار المهندس محمد سيف الأفخم مدير المهرجان نائباً لرئيس رابطة الممثل الواحد العالمية، وافتتاح «بيت المونودراما» في دبا الفجيرة، هذه المدينة التي اختيرت أيضاً لتكون المقر الإقليمي للهيئة العالمية للمسرح في منطقة الخليج العربي.
على مدى ثمانية أيام بلياليها، ستشتعل مسارح مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، بحرارة الأداء الفني والأفكار المختلفة، التي سيقدمها مبدعون من أربع جهات الأرض.وستكون الإمارات لاعباً أساسياً في المشهد الفني العالمي، الذي سيترك بصمات في هذا الموسم المتجدد لمسرح المونودراما.
المونودراما، دورة جديدة تنطلق ليلة غدٍ في الفجيرة. ستأنس هذه الإمارة الوادعة، وضيوفها بعروض ممتعة من الفن الراقي.
