اخترع روبوتاً لتقليب الصفحات .. خلفان المسماري: أعتز بجائزتي لحملها اسم “أم الإمارات”

355 (9)

موقع الطويين : الخليج

خلفان سعيد خلفان الأصم المسماري طالب إماراتي موهوب يبلغ من العمر ثلاث عشرة سنة يدرس في “الصف الثامن بمدرسة الأور أون الإنجليزية الثانوية” . أحب العلم فتعلم واخترع مقلب الصفحات باللمس بهدف مساعدة زملائه الطلبة على الدراسة في حال عدم قدرتهم على استخدام أيديهم لتقليب صفحات الكتاب . اختراع مهد الطريق أمام نيله جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي المتميز “فئة العلوم والابتكار” وهي جائزة يعتز بها خلفان لأنها تحمل اسم “أم الإمارات” ولأنها نمت روح الإبداع والاختراع لديه .
يدين هذا الفتي بكل نجاحاته للقيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود لأبناء الوطن حتى يحققوا طموحاتهم بما يخدم الوطن، وإلى والديه اللذين آمنا بموهبته ووقفا إلى جواره:
في هذا الحوار نسلّط الضوء على هذه الموهبة الوطنية .

* من أين جاءت فكرة اختراع (روبوت مقلب الصفحات باللمس)؟
– في وقت الظهيرة وكعادتي وقفت أنتظر عودة أمي من مدرستها لأساعدها في حمل أغراضها وحقيبتها، استقبلتني على غير عادتها فهي مبتسمة دائماً ولكن ذاك اليوم كانت حزينة متضايقة، سألتها هل أنت مريضة؟ قالت لا ولكن حزينة على طالبة متميزة متفوقة شاء القدر أن تحترق يدها وتأجلت امتحاناتها لهذا السبب . وبدأت أفكر وأقلب الفكرة في ذهني هل بإمكاني أن أساعدها وكل من يقع في مثل ما وقعت فيه هذه الطالبة .

* متى بدأت فكرة مشروعك ؟
– حين عرضتها على والديّ وأبديا اهتماماً كبيراً وباشرت في اليوم نفسه بالبحث في الشبكة العنكبوتية عن المهندسين المختصين بالروبوت .

 * اشرح لنا طبيعة الجهاز ومراحل اختراعه؟ 

– عبارة عن روبوت على شكل كتاب ومزود بأجهزة حساسة تقوم بقلب الصفحة عند الضغط عليها . وكان الاختراع في البداية يقلب الصفحة كل خمس دقائق لأنني برمجته على هذا الوقت، ولكن بمجرد تناقله بيننا في المنزل وجدنا اختلافاً في وقت القراءة من شخص لآخر فأعدت برمجته بحيث يستطيع الشخص قلب الصفحة متى شاء من دون التقيد بأي وقت، عن طريق تزويده بحساس يقلب الصفحة بمجرد الضغط عليه .

* ما الأدوات التي استخدمتها في اختراع جهازك؟
– قطع صغيرة ومحركات وبعض من الحساسات المتوفرة في علب الروبوت، وكتاب لأخذ المقاس المناسب، وبعض من الأوراق والأقلام والمساطر لتحديد الشكل المطلوب ولتسهيل عملية تركيب القطع .

* متى انتهيت من إعداد مشروعك وخروج جهازك للنور؟ 
– لا أستطيع تحديد نهاية المشروع فمازلت حتى هذه اللحظة أعمل به فكل يوم تتولد لديّ أفكار في تطويره . فالمبدع دائماً لا يقول انتهيت إنما هي أفكار تولد أفكاراً .

* ما مراحل إعدادك للمنافسة وكيفية اختيارك لتمثل الإمارات بجائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للشباب العربي المتميز “فئة العلوم والابتكار”؟
– عشت أياماً رائعة أعدّ ملف الجائزة فكل شيء متوفر لديّ ولا ينقصني غير مشاركتي التي سأحقق بها حلمي وهي خدمة وطني الغالي وسأثبت بها وجودي رغم صغر سني .

* هل كنت تتوقع فوزك بهذه الجائزة؟
– كنت متردداً في البداية حيث إن هناك منافسين من مختلف دول العالم ولا أعلم أنواع اختراعاتهم، ولكني كنت متحمساً للتفوق عليهم وإحراز المركز الأول وهذا ما تحقق في النهاية .

* كيف كان شعورك لحظة إعلان فوزك؟
– شعور لا يوصف كنت سعيداً بخبر الفوز بجائزة “أم الإمارات” وهي جائزة تقديرية للموهوبين والمبتكرين المميزين في المجالات العلمية كافة .
وهنا أود أن أعبر عن امتناني وشكري لقيادتنا الرشيدة لدعمها المستمر لأبناء الوطن الموهوبين والمبتكرين ورعايتها المستمرة لهم والدفع بهم للصفوف الأمامية في كل المجالات من أجل أن يحققوا أحلامهم ويخدموا وطنهم بكل أمانة وإخلاص .

* ما دور الأسرة في فوزك؟
– دفعت همتي إلى القمم، ووفرت لي الوقت والأجهزة وساعدتني على الالتحاق بالمعاهد المتخصصة بالبرمجة، وخصصت مكاناً في المنزل لأعمل فيه بهدوء من دون أي مؤثرات خارجية فلولا وقوف والدتي معي وإيمان والدي بموهبتي لما استطعت أن أصل إلى ما أنا عليه .

* ما المساعدات التي قدمتها المدرسة والمنطقة التعليمية لتحقيق هذا الإنجاز؟
– فور إبلاغ مديري عن إنجازي وقف منبهراً وقال “خلفان أنت مبدع ولك مستقبل باهر”، فالتشجيع والتحفيز له دور كبير في نجاحي وتميزي .
وبالنسبة للمنطقة التعليمية، الجميع رحب بالفكرة وانبهر بها، حيث استقبلني رئيس قسم العمليات التربوية والتعليمية بمنطقة الفجيرة التعليمية مشعل الخديم فعبر عن سعادته بالكلمات التشجيعية وأبدى اهتماماً بالتواصل معه لمتابعة تطور اختراعي .

* ما المعوقات التي صاحبت ابتكارك؟
– كل تحدٍ فرصة للتعلم، وفرصة لاختبار قدراتنا ومعارفنا ومن دون صعوبات ومعوقات لن يصل الإنسان إلى هدفه وغايته في الحياة . وكل صعب نتخطاه يقود إلى نجاح نتمناه والصعوبات التي واجهتنا كثيرة وأهمها: صعوبة برمجة الاختراع كوني في عمر صغير، وعدم توفر معاهد ومراكز لرعاية الموهوبين والمخترعين دون عمر الثامنة عشرة، وضيق الوقت وصعوبة المنهج في مدرستي كونها مدرسة بريطانية .

* كيف استطعت التوفيق بين دراستك وانشغالك باختراعك؟
– خصصت ساعة كل يوم لمتابعة الإنجاز في اختراعي واعتبرته واجباً يومياً، وفي نهاية الأسبوع أجلس ساعات طويلة لمتابعة العمل فيه .

* متى أحسست للمرة الأولى بقدرتك على اختراع أمور غير مسبوقة؟
– منذ صغري أعشق التكنولوجيا وأنبهر بكل ما هو جديد في مجال الابتكار وكلما كبرت في العمر يزداد اهتمامي بقراءة الكتب او مشاهدة البرامج التي تتحدث عن الابتكارات لكن اللحظة الحقيقية كانت بعد نجاحي في اختراع روبوت مقلب الصفحات باللمس، وقتها أحسست أني أستطعت تحويل الحلم إلى حقيقة على أرض الواقع .

* ما المواهب الأخرى التي تتميز بها؟
– أحب البحث والاستكشاف، والتركيب والصيانة، وحل الألغاز الصعبة، والمسائل المعقدة وبخاصة في مادة الرياضيات .

* بعد الانتهاء من هذا الإختراع هل ستقف طموحاتك عن هذا الحد؟
– بالطبع لا فلدي مشاريع أخرى قيد الدراسة والبحث والتمحيص وسوف أبذل مجهودي لإنجاز اختراعات كثيرة لم يسبق طرحها من قبل، وهدفي كله خدمة وطني الغالي .

* ما أمنيتك التي تسعى لتحقيقها؟
– تطوير جهازي بشكل أكبر وأن أجد من يمول هذا المشروع ويهتم به حتى يجد طريقه لخدمة أيدي الطلاب والطالبات ومساعدتهم على الاستذكار بشكل أكثر سهولة ويسراً . 
كما أتطلع في المستقبل لصنع وابتكار كل ما يسهل وييسر سبل العيش للإنسان على أرض دولتي الحبيبة والعالم كافة . 

Related posts