حمد الشرقي يترأس وفد الدولة.. وتأكيد سيادة الإمارات على جزرها الثلاث .. 5 بنود أمام قمّة الكويت تخلو من تنقية الأجواء

Arab Summit in Kuwait - Foreign Ministers meeting

موقع الطويين : البيان

قبل ساعات من التئام شمل القادة العرب في القمّة 25 في الكويت التي تنطلق غداً ويترأس وفد الدولة إليها صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، صادق وزراء الخارجية العرب خلال الاجتماع التحضيري على خمسة بنود تتمثّل أبرزها في قضية فلسطين وتطوّراتها وسوريا ودعم لبنان وتأكيد سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الكاملة على جزرها الثلاث المحتلة ودعم الإجراءات السلمية لاستعادتها، فيما أكد مسؤول مصري أن تنقية الأجواء العربية ليس بنداً رسمياً أمام القادة نافياً أنباء راجت بشأن ذلك.

وأقرّ وزراء الخارجية العرب في ختام الاجتماع التحضيري للقمّة العربية التي تنطلق غداً، مشاريع القرارات التي أعدّها المندوبون الدائمون، إذ تمّت الموافقة على خمسة بنود وهي القضية الفلسطينية وتطوّراتها والجولان السوري المحتل ودعم لبنان والدعم المالي للسلطة الفلسطينية وتأكيد سيادة دولة الإمارات الكاملة على جزرها المحتلة الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ودعم الإجراءات السلمية لاستعادتها.

ولم يتم التطرق في الجلسة المغلقة لوزراء الخارجية والتي ترأسها النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إلى أي موضوعات خارج جدول الأعمال، فيما رحب نبيل فهمي وزير الخارجية باستضافة مصر لأعمال القمة العادية المقبلة.

وكشف مندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، السفير عادل طارق، عن أنّ «تنقية الأجواء العربية ليست بنداً مدرجاً على جدول أعمال القمة، ما يجعلها ليست محل مناقشة رسمية، سواء على مستوى المندوبين الدائمين، أو على مستوى وزراء الخارجية، أو على مستوى القمة بشكل رسمي، طبقاً لجدول الأعمال».

مضيفاً: «هذا الموضوع يهم الشأن العربي برمته، ويهم المواطن العربي، وبالتالي موضوع مثار في المناقشات الجانبية الهامشية لأنه موضوع مهم ونأمل جميعاً أن يتم تنقية هذه الأجواء».

وأعرب طارق في تصريحاتٍ لـ «البيان» على هامش الاجتماع التحضيري، عن أمله بنجاح الكويت رأب الصدع الموجود حالياً في ما يتعلق بالعلاقات البينية لبعض الدول العربية»، مردفاً القول: «أعتقد أن مثل هذه الأمور سيتم تناولها وبحثها بشكل تفصيلي وأكبر بين القادة العرب».

وبشأن مبادرة مصر لمكافحة الإرهاب، أبان مندوب مصر الدائم في الجامعة، أنّها «ستشغل جزءاً من كلمة الرئيس عدلي منصور»، مشدّداً على أهمية أن يطلع منصور القادة العرب على الجهود، التي تقوم بها القاهرة في هذا الإطار، وطلب الدعم والتعاون بشكل أكثر كثافة من الدول العربية، لمكافحة الإرهاب».

ورداً على سؤال حول مستوى العلاقات الإماراتية ـ المصرية وتطورها، قال عادل: «العلاقات المصريةـ الإماراتية علاقات وطيدة، وخاصة، ومتميزة جداً جداً»، مضيفاً: «نتفق مع الإمارات إذا لم أقل مئة في المئة من الموضوعات، تكون 99.9 في المئة».

تسلم الرئاسة

وكانت الكويت تسلمت رسمياً خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري رئاسة القمة العربية من دولة قطر.

وترأس النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، الاجتماع التحضيري للقمة بعد تسلّمها من وزير الخارجية القطري خالد العطية الذي ترأست بلاده القمة الـ24.

ومثّل دولة الإمارات في الاجتماع الوزاري التحضيري وفد ترأّسه وزير الدولة معالي د. سلطان بن أحمد سلطان الجابر.

وضمّ الوفد محمد بن نخيرة الظاهري سفير الدولة لدى جمهورية مصر العربية وأحمد عبد الرحمن الجرمن مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية ود. جاسم محمد الخلوفي مدير إدارة الشؤون العربية وأحمد البنا مدير إدارة الشؤون الاقتصادية وعارف عبدالله الطنيجي القائم بالأعمال بالإنابة في سفارة الدولة لدى الكويت.

ارتباك دبلوماسيين

وبينما تركّز الكلمات التي ألقيت في اللقاء الوزاري على القضية الفلسطينية والأزمة السورية وملف إصلاح الجامعة العربية، أشارت مصادر متابعة لأروقة الاجتماعات أنّ حالة من الارتباك لدى الدبلوماسيين القطريين خلال الاجتماع التحضيري.

ونقلت المصادر أن وزير خارجية قطر خالد العطية حاول الخروج عن الخط العام لجدول الأعمال بحديثه عن التطورات التي تشهدها دول الربيع العربي، داعياً إلى إجراء حوارات وطنية في تلك البلدان ومن بينها مصر، ثم خرج سريعاً من القاعة دون وضوح أسباب، بينما نفت مصادر أخرى أن يكون الوزير القطري انسحب، لافتة إلى أنّه أجرى اتصالاً وعاد بعد نصف ساعة.

ملفات ساخنة

وحفلت الجلسة التشاورية الوزارية بكلمات ركّزت على الملفات العربية الساخنة وفي مقدّمتها الملف السوري، إذ طالب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح، في كلمة خلال افتتاح الاجتماع، السلطات السورية الكف عن شن الهجمات ضد المدنيين ووقف الاستخدام العشوائي للأسلحة، مشدّداً على ضرورة محاسبة جميع المسؤولين عن ارتكاب الجرائم وانتهاكات القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان ضد الشعب السوري.

وقال الخالد إنّ «الأزمة في سوريا دخلت عامها الرابع ولا زال الجرح النازف يهدر دماً ولا زالت آلة القتل والدمار تنهش بأنيابها البشعة جسد الشعب والدولة السورية بكل وحشية وهمجية لا يردعها في ذلك دين أو قانون أو مبادئ إنسانية، ولا حتى موقف دولي موحد يستطيع الوقوف بوجه هذه الكارثة»،

مشيراً إلى أنّ عدد الضحايا واللاجئين والمعتقلين والمفقودين يضع المجتمع الدولي بأسره أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية وقانونية لمضاعفة الجهود لوقف هذه المأساة الأكبر في التاريخ الإنساني المعاصر. ودعا السلطات السورية إلى رفع الحصار عن كافة المناطق المحاصرة والسماح بالخروج الآمن للمدنيين ودخول المساعدات الإنسانية والوكالات الإغاثية الدولية وفقاً لقرارات جامعة الدول العربية.

اعتداءات الاحتلال

على صعيد آخر، دان الشيخ صباح الخالد الاعتداءات الوحشية التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة، والحصار المفروض عليه والانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى المبارك، والخطط العنصرية المتطرفة والممنهجة في مدينة القدس الهادفة إلى تغيير التركيبة الديمغرافية، مطالباً المجتمع الدولي.

لاسيّما مجلس الأمن واللجنة الرباعية التحرّك العاجل لوقف هذه التداعيات التي تعمل على نسف أي فرص حقيقية للسلام في الشرق الأوسط وإلزام إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال باحترام قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة ووقف انتهاكاتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية.

خالد العطية مع تغليب الحوار

من جهته، دعا وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، إلى تبني بعض الدول العربية الحوار الوطني الجاد وتغليب المصالح الوطنية، مشيراً إلى أنّ «حالة الفوضى والإرهاب وعدم الاستقرار تتعارض والمصالح الوطنية والعربية».

ولفت العطية إلى أنّ «الأمة العربية تمر بمنعطف تاريخي تتعاظم فيه المسؤوليات وتتضاعف الأخطار»، مبيّناً أنّ «التحدّيات ملحة وجسيمة ولا يمكن التقليل من آثارها»، معرباً عن ثقته في التمكّن من مواجهتها عبر التضامن والتكامل العربي الفعّال والبنّاء».

وحمّل العطية الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية تعثّر مفاوضات السلام عبر المواقف المتعنّتة وانتهاك مقرّرات الشرعية والقانون الدولي وفرض سياسة الأمر الواقع بالاستيطان، محذّراً من أنّ تلك الممارسات تضع المنطقة بكاملها على حافة الخطر، مطالباً بحل عادل ودائم بإقامة دولة الشعب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية.

وطالب العطيّة مجلس الأمن الدولي باتخاذ وسائل قانونية وأخلاقية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار بقرار ملزم لوقف عمليات القتل والتدمير التي يرتكبها النظام السوري ضد السوريين، والبدء في عملية انتقال سياسي في سوريا.

دفع مسيرة

 

أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف بن راشد الزيّاني عن ثقته التامة في نجاح القمة العربية، مشيراً إلى أنّ حكمة أمير الكويت المعهودة ورؤيته الثاقبة وقيادته الواعية كفيلة بدفع مسيرة العمل العربي المشترك وتحقيق نتائجها الإيجابية المرجوة خلال ترؤسه أعمال الدورة المقبلة للقمة العربية خلال العام الجاري».

وأضاف الزيّاني في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية، معرباً عن الأمل في توصّل القادة العرب خلال قمة الكويت إلى رؤية موحّدة تعزّز التضامن العربي وتحقق تطلعات الشعوب العربية في حماية مقدّراتها.

قمّة مصر

 

وافق وزراء الخارجية العرب على مشروع قرار سيتم رفعه للقمة العربية الثلاثاء المقبل لإقراره، يتضمّن ترحيب القادة العرب باستضافة مصر للقمة العربية في دورتها الـ 26 في مارس 2015. وقال مندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية عزيز الديحاني في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية الرسمية، إنّ «الدول العربية وافقت على مشروع القرار بناء على رغبة وزير خارجية مصر نبيل فهمي خلال الاجتماع باستضافة القمة العربية المقبلة في القاهرة ووفقا للترتيب الهجائي للدول في الجامعة».

 

أمين عام الجامعة: أجندة العمل العربي محاصرة بالمخاطر

اكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أنّ «قمة الكويت تنعقد في مرحلة يتزايد فيها حجم المخاطر المطروحة على أجندة العمل العربي». وقال العربي في كلمة خلال افتتاح وزراء الخارجية العرب التحضيري إنّ «قمة الكويت تنعقد في مرحلة يتزايد فيها حجم المخاطر المطروحة على أجندة العمل العربي».

وأضاف أنّ «ترؤس دولة الكويت لأعمال هذه القمة وما تتمتع به من إدارة حكيمة سيكون له أبلغ الأثر على تقريب وجهات النظر وتنقية الأجواء العربية لخدمة المصالح العربية الكبرى، وتفعيل قيم التضامن العربي طبقا لشعار القمة «قمة التضامن من أجل مستقبل أفضل»، معرباً عن الأمل في أن تسفر نتائج الاجتماع التحضيري الوزاري للقمّة عن بلورة مواقف وقرارات عربية ترتقي الى مستوى وحجم التحديات، وبما يسهم بدفع الجهود العربية المشتركة نحو ما تصبو الشعوب».

إنهاء احتلال

ولفت العربي إلى أنّ «القضية الفلسطينية كونها القضية المحورية والمركزية العربية ستكون في مقدمة القضايا المهمة على جدول الأعمال والتي سيعرضها بالتفصيل أمام اجتماع القادة العرب في القمّة»، مشيراً إلى متابعة اللجنة الوزارية لمبادرة السلام العربية لمسار المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة التي انطلقت في يوليو الماضي تحت رعاية الولايات المتحدة، مشدّداً على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلّة والتوصّل إلى اتفاق على مختلف قضايا الوضع الدائم وتنفيذه وفق برنامج واضح وإطار زمني محدّد يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967.

مطالب بقرارات

وفي الشأن السوري قال العربي إنّ «الأزمة دخلت عامها الرابع وما تزال ظروف إنضاج الحل السياسي التفاوضي للأزمة بعيدة المنال بعد تعطّل مسار مفاوضات اجتماع جنيف الثاني»، محذّراً من تزايد أعمال العنف والقتال والتدمير في سوريا، مبيّناً أنّ «الممثل الدولي والعربي المشترك الى سوريا الأخضر الإبراهيمي سيلقي بياناً حول الجهود الدولية والعربية المبذولة في هذا الشأن».

وطالب باتخاذ قرارات تسهم في تنفيذ بيان مؤتمر جنيف الأول الصادر في نهاية يونيو 2012 بشأن تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة لوضع الأزمة على مسار الحل السياسي التفاوضي، وبما يضمن تحقيق تطلعات الشعب السوري المشروعة في الحرية والديمقراطية والتغيير ويضمن في الوقت ذاته سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وأمنها واستقرارها، مشدّداً على المسؤولية التي تقع على عاتق المجتمعين باتخاذ القرارات اللازمة لتوفير المزيد من الدعم للشعب السوري لمساعدته على الخروج من نفق الأزمة في إطار مجلس الأمن.

 وفيما يتعلق بجدول أعمال القمة، أوضح العربي أنّه يتضمّن عدداً من الموضوعات المهمّة المتعلقة بالتحدّيات التي تواجه الأمن القومي العربي وبتطوير التعاون العربي.

Related posts