صوت الإمام.. مغناطيس المصلين في التراويح

???? ????? ???? ?? ?????

Ibrahim Al Khalil-Al Fujairah

هذا العام يتزامن شهر رمضان مع فصل الصيف وموسم الإجازة المدرسية، كما جاء في عاميين ماضيين، الأمر الذي يولد معطيات اجتماعية في مجالات عدة، لاسيما المساجد التي يزداد الإقبال عليها خلال الشهر الفضيل، من جموع الناس لأداء صلاة التراويح، وبعدها التهجد، وهي السنة التي يحرص عليها الجميع رجالاً ونساء، علاوة على الأطفال الذين يكتظون في رحاب بيوت الله، ملتزمين بآداب المسجد، مدركين كيفية صلاة الجماعة وشروطها، ومحافظين غالباً على الهدوء والالتزام.

في إطار ذلك، يحرص كثير من المواطنين والمقيمين على اختيار المساجد بحسب عوامل ومزايا مختلفة، يأتي في مقدمتها المسجد المناسب والإمام الجاذب للصلاة خلفه، خصوصاً في التراويح، بغض النظر إن كان هذا المسجد بعيداً عن البيت أو قريباً، ومهما كانت المشقة في العثور على موقف للسيارة أيضاً، مع حساب وقت تجاوز زحمة الطريق للوصول في الوقت المناسب.

ورغم تعدد الأسباب في اختيار المسجد، إلا أن الغالبية يتفقون على اختياره لجمال الصوت الذي يبعث على الخشوع، ويستشعر معه بركة وروحانية شهر الصيام، ثم تأتي ميزة التخفيف وعدم الإطالة في الصلاة لدى بعض المصلين، أما المعيار الثالث فهو المسجد من حيث موقعه ونظافته والاهتمام بإنارته والنظام الصوتي المتوافر فيه كذلك. وبحسب كثير من رواد المساجد من الجنسين في رمضان، فإن صلاة التراويح عندهم »هي رمضان باختصار«، لذلك تجدهم حريصين على أدائها خلف إمام حافظ ومتقن وذي صوت شجي.

صوت جميل

في هذا الصدد؛ أشار طارق يوسف ميرزا، من مواطني خورفكان إلى أن المساجد التي يؤمها ذو الصوت الجميل، ويراعي في صلاته متطلبات المصلين، لابد وأن تشهد ازدحاماً شديداً، موضحاً أن عدداً من المصلين يختارون ويقتنعون بمساجد محددة ويقصدونها سنوياً لأداء صلاة التراويح في رمضان، رغم كثرة المساجد من حولهم.

وأكدت هدى بني حماد، موظفة حكومية، أنها اعتادت الذهاب إلى مسجد معين منذ سنوات ولم تغيره حتى الآن، على اعتبار أن صوت الإمام يجعلها تضطر يومياً للذهاب إلى ذلك المسجد تحديداً، ما يضفي عليها روحانية مطلوبة في الشهر الكريم، رغم بعد المسجد نسبياً عن منزلها الذي يحاذيه مسجد آخر، وهي تقصده مباشرة من بعد الإفطار قبل أن يمتلئ بجموع النساء المصليات.

مساجد مخصصة

من جانبها، أضافت المواطنة شيخة المسماري أن في الفجيرة عدداً من المساجد الكبيرة المعروفة بكثافة المصلين، والسبب غالباً يرجع إلى جمال صوت الأئمة فيها، إذ يتحرك المصلون مباشرة من بعد الإفطار، خاصة وأن بعض هذه المساجد صغير، لذا تجد المصلين يتسابقون إليها لحجز أماكنهم لهم قبل أن تمتلئ.

مشيرة إلى أن بعض الأئمة يَجمعون بين جمال الصوت والتخفيف في الصلاة، حيث يصلي بنصف صفحة للركعة، لذا فإن مساجدهم تشهد إقبالاً كبيراً، خاصة من النساء وكبار السن. ولفتت إلى أن هناك عدداً من المساجد التي تبدو وكأنها مخصصة لفئة معينة دون غيرها، كالمتقاعدين وكبار السن وأيضاً المقيمين.

طقس رمضاني

وقالت نجوى مبارك، إن مساجد خورفكان تحديداً، فيها أئمة متقنون وذوو أصوات حسنة، وإن كان جمال الصوت متفاوتاً من إمام إلى آخر. إلى جانب توافر أجهزة التكييف في المساجد والنظافة والرائحة الزكية، ما يضفي جواً مميزاً على طقوس العبادة، فهي تفضل المرور على جميع مساجد المدينة والصلاة فيها لاكتساب الأجر، وتعتبر ذلك طقساً من طقوس رمضان، وقد اعتادت عليه منذ أعوام، لكونه يسهم في توفير إيجابيات كثيرة لديها؛ أهمها التقارب والتواصل.

وأشارت إلى أن مسجد عمر بن الخطاب، يعتبر من أبرز المساجد التي يُقبل عليها المصلون في خورفكان، ويأتيه الناس من أنحاء المدينة كافة، بسبب العناية التي يحظى بها المسجد، ناهيك عن وجود أفضل المقرئين والدعاة فيه.

خشوع وروحانية

وأكد المواطن مبارك الزعابي أنه مستعد للذهاب إلى أبعد مكان كي يحصل على الخشوع الذي يتمناه في رمضان، وذلك من أهم المواصفات التي يبحث عنها معظم أهالي المنطقة الحريصين على أداء صلاتي التراويح والقيام، بينما يختار البعض مسجد الحي لقربه من المنزل، لاسيما أن صلاة القيام تنتهي في ساعة متأخرة.

وهو يذهب في كثير من الأحيان لتأدية صلاة التراويح في مساجد كلباء الكبيرة مع أقاربه وأصدقائه، ويعتزم قيام ليلة السابع والعشرين من رمضان »ليلة القدر« في أحد هذه المساجد، كونها توفر الجو الرائع للعبادة.

وأوضح المواطن عبدالله سبيعان أن معظم المصلين في دبا الحصن، يختارون المسجد المناسب وفقاً لرغباتهم وظروفهم، التي تتراوح بين الحرص على قرب المسافة، ومواعيد الصلاة ومدتها، وتميز الإمام والدعاة،.

وكذلك الابتعاد عن المساجد التي يبالغ فيها المصلون في تصرفاتهم، مبيناً أنه يذهب إلى مساجد عدة في مدينته دبا لأسباب مختلفة، وعدا جمال صوت المقرئ، فرمضان فرصة للتواصل مع الناس جميعاً، ونيل فضل وبركة زيارة جميع بيوت الله كذلك.

وفي سياق متصل، أشار فهد سعيد الظهوري من مواطني دبا الحصن، إلى أنه يفضل تأدية صلواته في أكثر من مسجد، خاصة في صلاة التراويح، على اعتبار رمضان فرصة لتعزيز الثقافة الدينية والتواصل المجتمعي من خلال التعرف إلى أئمة وخطباء المساجد والاستفادة منهم، إلى جانب التقرب من إخوانه المصلين.

أستراليا

من أستراليا، جاء المهندس حسن راشد، كي يقضي النصف الثاني من شهر رمضان بين عائلته وأصدقائه، وهو يحرص دائماً، منذ ثلاث سنوات، على التواجد في خضم الأجواء الرمضانية الجميلة، والتوجه إلى مسجده المفضل لأداء صلاتي التراويح والقيام، والسبب كما قال إن صوت المقرئ يعجبه بشدة، إلى جانب المواعظ المؤثرة التي يسمعها.

وأضاف أن المثير والمستغرب، أن أعداد المصلين في رمضان تزيد بصورة لافتة، وتصل إلى المئات والآلاف، ثم تختفي هذه الجموع بعد انقضاء شهر رمضان.

 مشاهد من المساجد

وفق المشاهد المألوفة في رمضان، يبقى التوقيت من أهم الأمور التي يحرص عليها الموظفون، فهم يتجنبون الأئمة الذين يطيلون في القراءة، ففي بعض المساجد يسعى أئمة إلى ختم القرآن خلال عشرة أيام، فيقرأون ثلاثة أجزاء في الليلة، وهناك من يقرأ جزءاً واحداً فقط، تجنباً للإطالة. وفي الغالب تكون فترة الصلاة توافقية بين الإمام والمصلين، .

وأغلب المساجد محددة بمواعيد رسمية. وفي جانب آخر، تفضل المصليات في المساجد، الإمام جميل الصوت، ما يتسنى لهن الخشوع عبر متابعة القراءات والأدعية بواسطة مكبرات الصوت، على ألا يطيل القراءة، وتراهن يتجهن إلى مساجد معينه تتميز بأئمتها. وتبرز لمساتهن الإنسانية والاجتماعية الرمضانية، من خلال جلب البخور والعود معهن، وسقوط الفوارق بين الخادمة والمخدومة، حيث تقفان جنباً إلى جنب بين يدي الله، لأداء الصلاة معا بصورة إنسانية معبرة. (موقع الطويين : البيان)

Related posts