بلدية دبي تنجز مشروع إعادة تسمية جميع الشوارع منتصف 2015 .. 6000 اسم محلي للمناطق والطرق في الإمارة

139019117

 انتهت بلدية دبي من مرحلة إعادة تسمية جميع الشوارع الرئيسة في الامارة و50 % من الشوارع الفرعية ومن المتوقع الانتهاء من تركيب جميع اللوحات خلال منتصف العام 2015 وأنجزت البلدية مرحلة تسمية جميع الشوارع المتقاطعة مع شارع الشيخ زايد، ومناطق ام سقيم «1.2.3» ، والصفوح «1.2» ومرسى دبي، وتعمل حاليا على استكمال مرحلة إعادة تسمية مناطق عود المطينة الاولى والثانية، وند الشبا الثانية والرابعة، ومجمع دبي للاستثمار، ومنطقة جبل علي الصناعية.

وبين المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي لـ«البيان» أن هذه المراحل تأتي ضمن مشروع ضخم لإعادة تسمية الشوارع والمناطق في الامارة، واستبدال الارقام بأسماء محلية، مع الاخذ بعين الاعتبار الحفاظ على الهوية الوطنية في اطلاق اسماء محلية من وحي البيئة الاماراتية، وطبقا للممارسات العالمية في هذا المجال.وأوضح أن المشروع يتضمن اختيار ما يزيد على 6000 اسم لمختلف الشوارع بدءًا بالطرق الرئيسية والفرعية على اختلافها وذلك بالتنسيق مع البلدية وهيئة الطرق والمواصلات في دبي.

نظام عنونة

مشيرا الى ان البلدية لم تقف عند حد تسمية الشوارع وتحديد الهوية الاجتماعية للإمارة فقط، بل عمدت إلى القيام بتقديم خدمة تعريف الجميع من مقيمين وزوار بكافة الاماكن في الإمارة، وتحديد أماكن المنازل، والمؤسسات، والهيئات، في خطوة تعكس المفهوم الحضاري للإمارة، وتعكف حاليا على تجربة نظام عنونة جديد وعالمي لكافة المباني والمساكن يتميز بتحديد أماكنها بدقة باستخدام رقم كودي لكل مبنى. كما اكد أن بلدية دبي تتبع استراتيجية التنسيق الحضاري فيما يتعلق بالقطاعات التخطيطية في الإمارة ويشمل حسن التخطيط الكامل للمرافق والقطاعات العمرانية، والحكومية، والسكنية، ومن بين قطاعات التخطيط العلمي وجود إطار تعريفي منهجي للمدينة يتناول تعريف كل نقاطها ومبانيها وشوارعها وأماكنها السياحية والخدمية والتراثية، وأن يكون التركيز على التطور بالمفاهيم العالمية مع الحفاظ على الطابع العربي والإسلامي للإمارة ومن بين هذا التطور تسهيل تسجيل المدينة في أذهان العالم من خلال مسميات لكل منطقة ولكل شـارع في الامارة، وان يتميز بالسهولة وعدم التكرار ومستنبط من التراث المحلي والعربي والإسلامي.

مسميات المناطق

وأضاف لوتاه: «يمكن التعرف على واقع المدن من خلال معرفة مسميات مناطقها وشوارعها التي يتم اختيارها لكي تؤكد وتجسد الشخصية المكانية والحضارية للمدن، وتعكس تاريخ الأمم والشعوب في المجتمعات العمرانية والمدن، واليوم تكتسب متطلبات واحتياجات المدن الحديثة أهمية كبيرة، خاصة ونحن نعيش عصر الاتصالات في كافة نواحي الحياة، والتي قربت البعيد وسهلت الوصول إلى كافة بقاع العالم، ومدينة دبي أصبحت مدينة عالمية وذات سمعة متميزة وتحتاج إلى نظام مميز يليق بسمعة المدينة».

وأشار إلى أن المدن الحديثة يجب أن تأخذ دورها في الاستفادة من الخصائص الايجابية للعصر الحديث، وأن من ابسط احتياجات المدن في الوقت الحاضر اعتماد نظام ترقيم جيد يلبي متطلبات ساكني المدينة من ناحية تقسيمها إلى ضواح وإحياء ومناطق واضحة، وتسميات معتمدة ونظام عنونة يأخذ بعين الاعتبار احتياجات المدينة الحديثة ومتطلباتها، ويسهل التعامل مع التوسع العمراني والتنظيمي للمدينة، مؤكداً أهمية مثل هذا النظام في استفادة الجهات العامة والخاصة في الإمارة من الميزات الكبيرة له، لما فيه من فائدة لقطاعات خدمية متعددة مثل خدمات البريد، والشرطة، والمرور ووصول سيارات الطوارئ مثل سيارات الإسعاف، وسيارات الإطفاء، وسيارات الأجرة، دون تأخير، والتوزيع البريدي الفعال لتسليم البعائث البريدية والطرود محل الإقامة، والتغلب على فقد البضائع والرسائل المعنونة بطريقة خاطئة وغيرها من القطاعات المهمة للاقتصاد الوطني، وإيجاد الحل المناسب للصعوبات التي تواجه مرافق الخدمات العامة والأساسية عند تقديم الخدمات للمواطنين أو توجيه الموظفين الذين يستخدمون العناوين من وقت لآخر بحكم عملهم أو التأثير السلبي على قطاع السياحة نتيجة انزعاج الزوار من الغموض والالتباس نتيجة عدم وجود نظام عنونة واضح.

قطاعات

واوضح أن الآلية المتبعة لتسمية الشوارع في الامارة تم تقسيمها على أساس المنهجية أولا حيث تم تقسيم مناطق دبي إلى قطاعات وتم تجميع المناطق ذات الطبيعة المتشابهة من حيث الاستعمال والموقع معا، ليمثل كل منها قطاعا وتم تسمية تلك القطاعات مثل قطاع جميرا، قطاع زعبيل، قطاع جبل علي، وغيرها، مشيرا الى انه تم وضع منهجية لتسمية المناطق داخل القطاعات بما يتناسب أيضا مع استعمالات الأراضي وطبيعة الموقع، والرصيد التاريخي التراثي، والمشاريع التطويرية بها مثل مسميات تراثية، او بحرية، او صناعية، او خيول، وغيرها.

اعتبارات

وذكر انه تم اعتماد لجنة عليا لتسمية الشوارع تم تحديد مهامها وتتألف اللجنة من أعضاء من ذوي الخبرات المختلفة، وقامت باقتراح واختيار المسميات المناسبة، آخذين بعين الاعتبار الطابع التاريخي للإمارة بما فيه من أصالة وعراقة للماضي، والطابع الحضاري لها بما فيه من معاصرة ومواكبة للتطور، وقامت اللجنة أيضا بتنقيح أية شوارع في الإمارة ترى اللجنة تسميات أنسب لها، تم بعدها اعتماد المسميات المقترحة من قبلهم ورفعها لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لاعتمادها، ومن ثم ترجمة المسميات المعتمدة حسب نطقها باللغة العربية من قبل اللجنة التنفيذية بناء على أسس معايير اليونسكو، وإخطار كافة الجهات المعنية للعلم وتوثيق المسميات الجديدة في الأنظمة لديهم من قبل البلدية.

وقال لوتاه إنه تم اعتماد مسميات الطرق الرئيسية في الإمارة بمجموع 16 اسما من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بتاريخ 17/11/2009 ومن بين هذه الأسماء على سبيل المثال لا الحصر: شارع حصة، والنويبي، والأصايل، واليلايس وذلك بما مجموعه حوالي 76 اسما، وفي 2010 اعتمد شارع الجرينة، والرمث، والثويمة، والسيداف، والتابع، وقرن السبخة، والحصاة، والغدير، واعتمد سموه 6 مناطق ضمت أم سقيم 1،2،3، والصفوح 2،1 ومرسى دبي وبمجموع 247 مسمىا للشوارع شملت البوصي، والعاملة، والعشاري، والعبرة، الدقل، والصمعة، والبيص، والماصر، والتلاي، والكيت، والثمانين، والشرتا سهيلي، والخياي، بالاضافة الى 11 اسما في منطقة برج خليفة، و12 في مناطق الثنية 1.2.3، و8 لمنطقة مجمع دبي للاستثمار.

هوية

واضاف: «انطلاقا من حرص القيادة الرشيدة بحكومة دبي على توثيق وتسمية شوارع المدينة التي شهدت تطورا ونهضة عمرانية كبيرة رافقها انتشار العديد من الشوارع بالإمارة، باشرت البلدية بالإشراف على مشروع تسمية شوارع الامارة للحفاظ على هوية المناطق بترسيخ تاريخها وعبق تراثها عبر تثبيت هويتها وتسميتها بالمسميات التي تجسد الموروث الشعبي لأهل هذه المناطق الأمر الذي جعلها مدينة ذات طابع خاص ومتميز فبالإضافة إلى محافظتها على الحضارة والأصالة معا».

واوضح ان هذا النظام يحقق العديد من الفوائد الملموسة وأبرزها سهولة تحديد أي موقع على الخارطة بدقة وإمكانية الوصول إليها باستخدام تطبيق مكاني الذي اعلنت عنه البلدية قبل فترة والمتعلق بالاستدلال على الاماكن من خلال اسمائها عبر الاجهزة الذكية، مؤكدا أن التطبيق متوفر على كافة الإصدارات من الأجهزة المختلفة من مثل: الهواتف الذكية، والحواسيب اللوحية (التي تتوفر فيها ميزة التعليمات الصوتية)، والحواسيب المحمولة والحواسيب المكتبية، والأجهزة الملاحية في السيارات، وغيرها للوصول إلى نطاق واسع من الجمهور على مستوى العالم، كما يهدف إلى التسهيل على الجميع للوصول إلى أي موقع داخل المدينة باستخدام الأجهزة الملاحية في السيارات بخاصية الإرشاد الصوتي.

ويترأس لجنة تسمية الشوارع في إمارة دبي مدير عام بلدية دبي وضمت في عضويتها كلا من عبد الرحمن سيف أحمد الغرير، وبطي سعيد محمد الكندي، وبلال ربيع بلال البدور، وجمال خلفان مبارك بن حويرب، وجمال ماجد أحمد الغرير، وصالح سعيد أحمد لوتاه، وإبراهيم شريف بالسلاح، وعبد الله محمد غباش، وجمعة خليفة أحمد بن ثالث وحدد القرار مهمة اللجنة على إعداد قائمة بالشوارع المطلوب تسميتها في إمارة دبي واقتراح واختيار المسميات المناسبة التي تعكس الطابع التاريخي والحضاري للإمارة، وأن يكون للجنة الاستعانة بمن تراه مناسبا من الشخصيات الاجتماعية المرموقة في الإمارة وذوي الخبرة والاختصاص، وذلك في سبيل تأدية المهام الموكلة إليها.

ويقضي القرار بأن تقوم بلدية دبي بمراجعة مخزون المسميات المتوفر لديها التي تم تجميعها خلال الفترة الماضية لاختيار الأنسب منها.

مسميات

وتمت تسمية الشوارع بناء على موقعها واستخداماتها، مثال على ذلك منطقة جميرا التي استخلصت أسماؤها من مفردات البيئة البحرية، مثل السفن وأنواعها ومكوناتها وأسماء الأسماك ومغاصات اللؤلؤ وأنواع الرياح والأهوية المختلفة التي تضرب المناطق الساحلية، كذلك تم إحياء بعض المفردات الخاصة بالكواكب والنجوم بهدف ربط المسميات بتلك المناطق وطبيعتها، حتى عندما يتم تداولها بين السكان يسهل تحديد مواقعها والوصول إليها، فكل شارع يُسمى بما له علاقة بالبيئة البحرية كالسفن والأسماك هو حتماً يرتبط بشارع جميرا الرئيسي ويتفرع منه، لافتاً إلى اتباع المبدأ ذاته فيما يتعلق بتسمية شوارع المناطق الأخرى.

وفي مدينة تتجاور فيها الأصالة والحداثة، كأن لا بد من إيجاد أسماء جديدة إلى جانب التراثية، فبعض المناطق القديمة في دبي ارتبطت بنوع معين من النخيل، أو الآبار أو الحرف القديمة، مثل منطقة الوحيدة التي يُقال إنها سميت على نخلة وحيدة، أو الضغاية في ديرة حيث كان الصيادون يصيدون نوعا معينا من الأسماك ويفتحون شباكهم في تلك المنطقة، بحيث تُجمع هذه الأسماء ويتم مراعاة خصوصية كل منطقة من خلال آلية معينة تشرف عليها اللجنة.

وفي القوز مسميات المواد الخام المستخدمة في معظم الصناعات، مثل شارع الرصاص وشارع الحديد وشارع الحجر، أما الشوارع المتصلة بمناطق سكنية مثل أم سقيم فتتخذ صفة رموزها القديمة، ومثال على ذلك شارع المنارة، الذي سُمي على مسجد أبو منارة وهو أحد أقدم المساجد في تلك المنطقة، كذلك الأمر بالنسبة لشارع أم الشيف، الذي يربط شارع الشيخ زايد بمنطقة أم الشيف والتي سُميت نسبة إلى مجلس غرفة أم الشيف الصيفي للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.

وفي منطقة سوق ديرة القديم مسميات محلية اتخذت طبيعة السلع المباعة فيها، مثل سوق السلاح وسوق الأدوية وسوق المناظر وسوق المعدن وغيرها وستبقى كما هي متداولة بين الناس، وسيعمل المشروع على تدوينها وتثبيتها في الأذهان، وبلا شك تمنح تلك الأسماء المكان هويته وخصوصيته التي تمتع بها كمركز تجاري مميز على ضفاف الخور.

لوحات إرشادية

أكد المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي ان المشروع سيسهم في توفير استحداث اسماء ومسميات جديدة للشوارع، وتبسيط نظام العنونة، وتوفير اللوحات الإرشادية على امتداد الشوارع، وتنسيق قواعد بيانات المواقع الجغرافية للمنشآت الحكومية والخاصة، بحيث يساعد النظام الجديد مقدمي الخدمات العامة والخاصة والافراد على الوصول الى وجهاتهم بشكل اسهل واسرع، وبالنسبة للمشترك في المشروع سوف يتمكن بضغطة زر من تحديد حدود المباني واستخدام خيارات بحث متعددة مثل: البحث برقم الأرض، أو نظام العنونة التقليدي، (منطقة – شارع – مبنى) علاوة على تحويل فوري لصيغ إحداثيات شائعة واستخدامها في أنظمة الملاحة جي بي اس.

اطلعت بلدية دبي على عدة انظمة لمشروع إعادة تسمية الشوارع ومنها النظام الامريكي الذي يعتمد في تسمية الشوارع على الاتجاهات الرئيسية (شمال، جنوب، شرق، غرب) وبمحاور أفقية ورأسية ومنها تأخذ الشوارع والمساكن أرقاماً وأسماء متزايدة ابتداء من المحاور في جميع الاتجاهات، وبالتالي يمكن التعرف على موقع الشارع أو المسكن بمجرد التعرف على اسمه ورقمه واتجاهه حيث يتم الوصول إلى هذا الموقع بهذه الأدوات، وتم الاستفادة أيضاً من النظام الاوروبي وفيه يتم تقسيم المدينة إلى دوائر لمناطق متجانسة ومتقاربة وتأخذ الشوارع أرقاما متسلسلة لكل دائرة بمجرد التعرف على اسم الشارع أو المنطقة يستدل بذلك للجهة المراد الوصول لها، بالإضافة الى النظام البريطاني وفيه يتم تقسيم المدينة إلى أحياء ومربعات ومن ثم تتم تسمية وترقيم الشوارع والمساكن بمجرد التعرف على اسم الحي أو المنطقة مع مراعاة الشوارع المتعامدة والتوازي والمتقاطعة وفي كل الحالات يمكن للقاطنين والزوار وغيرهم الوصول إلى الموقع المطلوب بتتبع اللوحات الإرشادية المتوفرة في الشوارع للاستدلال عليها مع الأخذ في عين الاعتبار أرقام القطاعات والأحياء.

وأشار حسين لوتاه الى ان التسمية القديمة للشوارع في دبي اعتمدت على نظام الترقيم التسلسلي لها مع وجود أسماء متداولة للشوارع الرئيسية المشهورة، ولكن مع زيادة عدد الشوارع الفرعية في المناطق والأحياء، مما ادى الى مواجهة السائقين مجموعة من الصعوبات بسبب كثرة الشوارع وصعوبة تتبعها عند انتهاء الشارع وبدأ شارع جديد عمودي يخالف الرقم المتتبع قبل السائق، وباختصار يجد السائق صعوبة في التنقل بين النقطة (أ) والنقطة (ب) في حالة وجود شارع عمودي متصل بمنتصف النقطتين، موضحا ان اختيار عنونة الشوارع بأسماء خلاف الأرقام المتبعة حالياً باعتبارها أكثر ثباتاً من جهة، وتثبيتاً للأسماء المحلية ذات الصلة بتاريخ المنطقة وطبيعتها من جهة أخرى، لإحيائها في أذهان الناس، وتلك حتماً فرصة لتعريف الأجيال على تاريخ المناطق في دبي، عبر دليل إرشادي خاص سيتضمن عناوين المناطق بمختلف شوارعها حسب التسميات الجديدة.

وبادرت اللجنة بإشراف بلدية دبي بدعوة الجمهور لترشيح أسماء لها علاقة بالمناطق، وذلك إيمانا منها بأهمية دورهم في المساهمة في تقديم المعلومات من الموروث التراثي «قد يكون هناك بعض الأسماء التراثية التي تتصل بطبيعة الحياة في كل منطقة مثل الآلات والمعدات التي يتداولها السكان، فكان لا بد من إشراكهم في عملية عنونة الشوارع والاستعانة بهم في تحديد هوية المناطق عبر أسماء شوارعها». (موقع الطويين : البيان)

Related posts