حمد الشرقي.. 40 عاماً من التطور والازدهار ..الفجيرة رئة للإمارات ومحط اهتمام الشركات العالمية الكبرى

HHSHamad

تنبض الفجيرة من قلب الجبال، فتشهد حجارتها على شهادة ميلادها العتيقة، فيما يروي العمران فيها حكاية الإنسان الذي استوطن فيها منذ العصور الحديدية، ولم يزل حتى اليوم يصنع حكايات للتاريخ، وهو ما تبوح به إمارة البحر والجبل ما إن تحتضن زائرها، فيما ينتاب هذا الأخير تقديراً لما ينجز اليوم فيها، وقد بدأ ثقل حاضرها المتطور يوازي ثقلها التاريخي والحضاري، إنها مسيرة بناء لم تنقطع، تمضي وفق خط بياني متصاعد نحو الأفضل يحدد منحاه في تاريخ الفجيرة المعاصر، ويرسم توجهاته منذ أربعين عاماً رؤية ثاقبة لصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة.

مسيرة صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي التي تستكمل اليوم سنواتها الأربعين، بدأت بحلم اكتسبت مشروعيته من حلم الاتحاد الذي قام المغفور له، بإذن الله، الشيخ محمد بن حمد الشرقي، رحمه الله، بالمشاركة في تأسيسه في ديسمبر من عام 1971، ووقع مع إخوته حكام الإمارات الآباء الأوائل على دستور الدولة، واضعين اللبنة الأولى لمسيرة الإنجاز، وتاركين بصمة خير السلف إلى خير الخلف.

حلم الأربعين عاماً كان رفيق الشاب صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، منذ هبطت طائرته على أرض الإمارات قادماً من المملكة المتحدة عام 1971، ليقف باعتباره ولياً للعهد إلى جانب والده الشيخ محمد بن حمد الشرقي في بناء الفجيرة ومواكبة مسيرة الاتحاد، وقد أهله لذلك رعاية الوالد ودعمه، فضلاً عما تلقاه من تحصيل علمي في أكاديمية اللغة الإنجليزية، ومعهد «هندن» للشرطة، وكلية «مونس» العسكرية.

عراقة

خلال تفاصيل حلم الشيخ حمد الشرقي الشاب، كانت ثمة صورة لحاضر الفجيرة ومستقبلها، هي صدى لفجيرة الماضي العريق الذي خبره صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي جيداً منذ سنوات عمره الأولى، وصورة ما يجب أن يكون عليه مستقبل الفجيرة التي سرعان ما صارت دليل عمل له، بصفته ولي عهد للفجيرة، يعمل على تنفيذه في هدي ورعاية ودعم الوالد، كما عمل على تنفيذه مع توليه مهام وزير الزراعة والثروة السمكية في أول تشكيل لوزارة اتحادية بعد قيام دولة الاتحاد.

ولم تمض سنوات حتى تولى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي مقاليد الحكم بإمارة الفجيرة في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر 1974 إثر وفاة والده، وقد اكتسب العديد من الخبرات في قيادة الإمارة وشؤونها، إذ أبدى في المشاريع التي أطلقها، منذ توليه مقاليد أمور الحكم، فهماً عميقاً لأهمية موقع «الفجيرة» تاريخياً وطبيعياً وجغرافياً وإنسانياً، ودورها الحضاري المستمر، وترجم ذلك برؤية ديناميكية متطورة، وجدت ظلالاً لذلك على الأرض على مدى أربعين عاماً مضت، ونهضة اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياحية مهمة عززت موقع الفجيرة الجيوسياسي، وجعلت من الفجيرة نقطة استقطاب لكثير من الفعاليات الاستثمارية في الإمارات العربية المتحدة والعالم، ومحط أهم المهرجانات الثقافية الدولية، ووجهة سياحية مهمة في المنطقة والعالم.

توافق الرؤى

حلم التغيير والتطوير الذي سعى صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي لتحويله إلى واقع وممارسة يومية في الفجيرة، جاء في النظرية والتطبيق منسجماً، وتوجه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في بناء دولة الاتحاد، فكان من شأن القرارات الاتحادية المتعلقة بالدولة والخطوات الحكومية التي اتخذها صاحب السمو حاكم الفجيرة تغيير وجه إمارة البحر والجبل على نحو جذري في مختلف مناحي الحياة، وتجسد ذلك في جملة صارت عنواناً أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حينما قال: «الفجيرة رئة الإمارات».

أصعدة مختلفة

لاحقاً شهدت الفجيرة قفزات تطويرية كبرى، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، مع إقامة ميناء الفجيرة البحري وتوسعاته المتعددة، وإقامة مطار الفجيرة الجوي، ولم يكن هذا التطور بمعزل عن حالة تطوير شملت الدولة، وهو الأمر الذي لطالما شدد عليه صاحب السمو بقوله: «إن الفجيرة جزء لا يتجزأ من الإمارات، ونحن واكبنا تطور الإمارات منذ البداية، وفي كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والإنسانية، والهدف الذي نسعى إليه تحسين المستوى المعيشي للمواطنين».

وجه الفجيرة الجديد بمقدار ما بدا معاصراً ومتطوراً، بدا مخلصاً للخصوصية المحلية ولأصالة الإمارات وشعبها وعاداتها وقيمها، وهو ما دأب صاحب السمو حاكم الفجيرة على تأكيده في كل استحقاق كبير للفجيرة، إذ قال سموه: «نحن نمشي خطوة خطوة نحو التطوير، ولا نريد أن يتم التطوير على حساب هويتنا الوطنية».

الإنسان هدف التطوير

أساس كل خطوة تطوير في نهج صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، كان الإنسان بوصفه هدف التطــويـر وأداته، لذلك كانت الفجيرة فـي كــل مرة تطرق باباً حياتياً جديداً، تنجح فـي تثبيت أقدامها راسخة فيه، لتكون تجربتهـا نموذجاً يحتذى، وفي كل مرة يبدو العامـل الحاسم في نجاح هذا النشاط هو العنـصر البشري الذي يقف خلفه، وكل مرة يبـدو أكثر ما يميز هذا العنصر البشري الـروح الجماعية التي يغلب عليها حب العطاء. (موقع الطويين : البيان)

Related posts