شجرة النخيل.. عطاء لا يتغير ..سعف الشجرة مادة أولية لصناعة الخوص والعريش

????? ???????

المهرجانات التراثية المحلية تجذب الزوار من داخل الدولة وخارجها، يتعرف السائح خلالها على الموروث الشعبي والعادات والتقاليد، ففي مهرجان قصر الحصن على سبيل المثال تتجمع رموز التراث عبر أركان تجتمع فيها مفردات الصحراء والبحر والواحة..

وفي الركن الأخير تبرز النخيل كشجرة ما زالت صامدة عبر الزمن، يستمتع الناس بمشاهدتها وعطائها في الإمارات والعالم، ولكن هناك الكثير منهم لا يعرف أن لهذه الشجرة تاريخاً من العطاء لم يتغير يوما، وعبر الواحة يمكن مشاهدة كل تفصيل من تفاصيل عطاء هذه الشجرة الذي استمر إلينا ويستمر عبر أجيال قادمة.

صناعات من نخيل

التمور ثمار النخل التي تتوزع في سلال خاصة صنعت، تعرف المتجول في ركن الواحة على الأصناف العديدة التي تنتجها أنواع شجر النخيل المختلفة. بينما تروي التفاصيل الأخرى الصناعات التي تعتبر أجزاء النخيل مادتها الخام والتي تتحول بأيدي الحرفيين الماهرين إلى قطع فنية استهلاكية مختلفة الأشكال ومتنوعة الألوان، تعرض جاهزة أحيانا، وأحيانا أخرى في مراحل عملها الأولية أو شبه النهائية، تقوم بها نسوة مبدعات، بطريقة تعكس تمرسهن بمثل هذه الأعمال.

وهو ما يبرز دورا آخر للنخلة، يتجلى في السلال والسرود والمهفات والتي تذكر بأدوات منزلية كانت تستخدم في الماضي القريب. إلى جانب أدوات أخرى تتماشى مع أغراض العصر الحديث مثل الصندوق الذي توضع به المناديل الورقية، أو سلة المهملات، أو علب مزخرفة تستخدم لحفظ الحاجيات الشخصية، وحافظات الهواتف المتحركة، بأحجام مختلفة، وأباجورات للإضاءة، وغير ذلك الكثير مما يمكن استخدامه الآن، وهو ما يجذب الأجانب أيضا إلى شرائها.

صناعات من سعف

السيدات يحيين صناعة الخوص، ويعرفن الأجيال الحديثة بما مارسه أجدادهم من صناعات ما زالت متداولة لغاية الآن.

وقبل الوصول إلى المرحلة النهائية من صناعة القطعة، هناك مراحل مرت بها هذه المنتجات الجميلة، لتصل إلى ما وصلت إليه الآن وتبدأ الرحلة، منذ فصل أوراق النخيل الخضراء عن جذع الشجرة، هذا ما قالته إحدى السيدات الحرفيات، وأضافت من بعد ذلك نقوم بتجفيفها، عند وضعها معرضة لأشعة الشمس لمدة تصل إلى أربعة أيام، أو أكثر.

وأضافت: من بعد يتم تنظيفها ومن ثم نقطعها إلى أربعة أجزاء. وقالت: قد نستخدم الخوص غير الملون، ولكن من ترغب بوضع الألوان عليها فيتم هذا بطريقة وضعها في قدر يحتوي على الماء المغلي مع أحد الملونات المطلوبة، ومن ثم تجفف من جديد، إلى أن يتم استخدامها، ملونة كاملة أو توضع بشكل زخارف.

وهناك استخدام أساسي أيضا، يدخل فيه سعف النخيل، استخدمه البناؤون في بناء العريش، وفي الواحة يمكن رصد تلك الطريقة المحترفة في بناء بيوت العريش من جذوع شجرة النخيل ومن سعفها، وركن الواحة وفر لزواره الاطلاع على هذه الجزئيات.

طالع النخل

تتوارث مهنة «البيدار» أو طالع النخل، عن الأهل فهذه المهنة ضرورية جدا لأهل الواحات ولا يستطيعون الاستغناء عنها حتى يومنا هذا رغم التطور التكنولوجي الحادث في كل المجالات، لأنه ولغاية الآن لا يوجد أي ابتكار يقوم أحد من خلاله بالصعود إلى أعلى النخلة والقيام برعايتها وجمع ثمر النخيل. ومن هنا تظهر أهمية تعليم الأجيال الجديدة لهذه الحرفة وحمايتها من الاندثار.

مواصفات «البيدار»

لـ«البيدار» شروط لممارسة هذه المهنة من أهمها أن يكون رشيقا حتى يصعد إلى ارتفاعات عليا بأقل قدر من العناء، كما يجب أن يتحلى بالشجاعة لأن أي نخلة يمكن أن تهتز بفعل الرياح، وهنا يجب أن يكون البيدار ثابت الأعصاب حتى لا يشعر بالخوف ويفقد السيطرة على نفسه ويسقط من أعلى النخلة. (موقع الطويين : البيان)

Related posts