«كيف أدخل عالم طفلي» مبادرة للدمج في المجتمع

369272696

أكدت مريم سرور الشرقي اختصاصية نطق في مركز الفجيرة لتطوير القدرات أن مبادرة «كيف أدخل عالم طفلي» لأمهات التوحد كانت بدافع تغطية جانب العجز في المساعدة، التي من الممكن أن نقدمها لهم عبر برامج الدمج لأبنائهم في المدارس، فشروط الدمج لا تنطبق إلا على حالات بسيطة مثل طيف التوحد على ألا يتجاوز العمر الطبيعي لطفل الدمج أعمار الطلبة في المدارس. ومن خلال هذه المبادرة نسعى إلى توفير لو جزء بسيط من الخبرة والمعلومات والنصائح التي من شأنها التخفيف عن الأمهات الملازمات لأطفالهن المتوحدين في المنازل، حيث قدمنا حقيبة تعليمية للطفل وبرنامجاً غذائياً متوازناً قدمته الاختصاصية فاطمة الماس، ومحاضرة نفسية قدمتها الاختصاصية آمنة الشاعر لتحسين حالة الطفل النفسية، إضافة إلى برنامج العلاج الوظيفي قدمتها هند محمد إبراهيم.

حاجة ملحة

وترى الاختصاصية مريم سرور ناشطة في مجال التوحد، أن حال الطفل التوحدي في المنطقة مؤسف؛ نتيجة لقلة الثقافة والإلمام بهذا الاضطراب المتزايد حيناً بعد آخر، إضافة إلى جهل أعراضه وبالتالي تأخر التشخيص في بداية الاضطراب، مطالبة المسؤولين بإنشاء مركز استشاري وطبي للكشف المبكر على هذا الاضطراب، إلى جانب إنشاء مركز حكومي متخصص؛ حتى يتسنى للأطفال المصابين مراجعته، لأن أعداداً كبيرة لا يستهان بها من المصابين يمكثون في منازلهم من دون أن تقدم لهم أي خدمة.

فالتوحد اضطراب عقلي نمائي وليس إعاقة، ويختلف سلوكه عن سلوك الإعاقات الأخرى، ومعظم الباحثين لم يتمكنوا من معرفة الأسباب التي تؤدي للتوحد، وهو يصنف لدرجات بسيطة ومتوسطة وشديدة. والتوحديون لا يتشابهون إلا أنه يفرق بينهم بالبصمة؛ لذا يصعب علاجهم، وإعاقتهم معقدة وتستمر طوال الحياة، وتؤثر في طريقة أو تواصل الشخص وعلاقاته مع الناس من حوله، فالأطفال المصابون يتحدثون عن طريق الإشارة ويعانون من صعوبة الاختلاط بالآخرين، ودائماً يميلون للعبة الجري؛ لأنه يعد شخصاً ذاتياً، إضافة لإصابة الطفل التوحدي بنوبات بكاء وغضب من دون أسباب معروفة، وينزوي في مكان ولا يستمع لمن حوله إذا نودي باسمه، ولا يحبون المعانقة، ولديهم نشاط حركي زائد، ولعبهم غير هادف أو موضوعي، ويصبح سلوكهم عدوانياً في شكل تخلف إذا لم يخضعوا للعلاج أو تعرضوا للضرب من البيئة المحيطة بهم سواء الأسرة أو المركز، فيما قد يتميز بعضهم بذكاء عالي ويحتاجون لأسلوب تعليمي معين ومميز، لذا فإن سياسة الدمج في المدارس لا ينفع معهم.

قلة الشواغر للحالات

وأكدت عايشة النجار مديرة مركز الفجيرة لتأهيل المعاقين أن معاناة مرضى التوحد في المنطقة الشرقية تتفاقم مع تزايد أعداد الحالات، حيث يسجل المركز 32 حالة توحد على مستوى المنطقة الشرقية، منهم 22 حالة في منازل ذويهم ومدرجة أسماؤهم على قوائم انتظار الشواغر في المركز، حيث لا يستوعب مركز الفجيرة أكثر من 10 طلاب توحد، فالمركز يعاني من نقص الاختصاصيين، إذ لا يتواجد بالمركز إلا اختصاصي نطق واحد، واختصاصي علاجي وظيفي واحد، ويشكل العدد ضغطاً يومياً على كاهل الموظفين، حيث تمر جميع الحالات عليهم ضمن جدول زمني يومي. وهنا يصعب قبول حالات إضافية إلى أن يتم حل إشكالية التعينات في الكوادر التخصصية من الفنيين لعلاج حالات التوحد، أو أن تتباحث الجهات المعنية في الدولة ضرورة إيجاد حل لأطفال التوحد فمن حقوقهم على الدولة أن تستحدث لهم مراكز وخدمات تعتني بهم.

وترى النجار أن حالات التوحد في المنطقة في تزايد مقلق وعليه يتطلب توفير مركز تشخيصي وتأهيلي خاص بحالات التوحد على أن يكون موقعه وسطاً في منطقة مربح أو القرية لتتمكن جميع الأسر في دبا وكلباء والفجيرة الاستفادة من خدماته، أو تنفيذ مبادرات مشتركة مع وزارة التربية والتعليم، عبر توفير المعلم المساند أو معلم الظل أسوة بإمارة أبوظبي والعين.

مبادرات خيرية

أوضحت النجار مديرة مركز الفجيرة لـتأهيل المعاقين أن المراكز الحكومية لا تستطيع استيعاب أعداد الحالات الموجودة في الدولة، داعية إلى مبادرات لإنشاء مراكز خيرية وخاصة لمساندة المراكز الحكومية لاستيعاب أكبر عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة أو اضطرابات التوحد. (موقع الطويين : البيان)

Related posts