«أبوظبي – الغويفات» شريان جديد للتنمية بتكلفة 5.3 مليار درهم يدخل الخدمة في 2017 وتنفذه «مساندة»

684393

تسابق الجهات المعنية الزمن للانتهاء من إنجاز الطريق الدولي «أبوظبي – الغويفات»، الذي تبلغ تكلفته 5.3 مليار درهم، بعد أن حدثت دائرة النقل وأعدت تصاميمه النهائية وفق أحدث معايير الأمن والسلامة العالمية لخدمة مستخدمي الطرق، حيث أوصى المجلس التنفيذي بأن تنفذه شركة أبوظبي للخدمات العامة «مساندة».

ويمثل الطريق الشريان الرئيسي لحركة التجارة البرية عبر المملكة العربية السعودية، وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي والمنفذ البري الرئيسي الذي يربط الإمارات بالعديد من الدول الخليجية والعربية، كما أنه المسلك الرئيسي لسكان مدن المنطقة الغربية المرتبطة مع العاصمة أبوظبي ببقية إمارات الدولة.

ويشهد الطريق حالياً حركة عمل مستمرة على مدى 24 ساعة للانتهاء من كل الأعمال التجهيزية تمهيدا للانتهاء منه خلال الربع الأول من عام 2017 ليمثل نقلة نوعية وحضارية كبرى تتناسب مع المكانة العالية، التي وصلت إليها دولة الإمارات في مختلف القطاعات والمجالات.

وحرصت القيادة الرشيدة على تنفيذ مشروع ضخم لتطوير الطريق بما يساهم في توفير الأمن والسلامة لمستخدميه وتوفير كل الخدمات اللازمة وستتم توسعة الطريق، بحسب المشروع الجديد إلى أربعة مسارات في كل اتجاه «ثلاثة في المواقع الأقل ازدحاماً بالقرب من الغويفات»، إضافة إلى تطويره بحيث يلبي أفضل المعايير العالمية في مجال تصميم الطرق السريعة، والسلامة وشبكة الطرق والخدمات للمستخدمين.

وتم تقسيم المشروع إلى أقسام عدة، وذلك لتفعيل دور القطاع الخاص ومشاركة أكبر عدد من الشركات المتميزة في تنفيذه وأن العمل يجري حالياً على قدم وساق لسرعة إنجازه وفق الخطة الزمنية المقررة له.

ويبلغ الطول الإجمالي لطريق أبوظبي – الغويفات الرئيسي 327 كيلو متراً، ويمتد من المفرق وحتى الحدود الدولية مع المملكة العربية السعودية في منطقة الغويفات، مروراً بعدد من مدن المنطقة الغربية منها، طريف والمرفأ والرويس وجبل الظنة، وصولاً إلى السلع ومنفذ الغويفات الحدودي بما في ذلك المركز الصناعي في الرويس وعدد من الوجهات السياحية والتجارية المهمة في الإمارة.

وتم تشييد نحو 80 كيلو متراً من هذا الطريق بين منطقتي غابة بينونة، على مسافة 50 كيلو متراً شرقي مدينة الرويس، ومنطقة براكة على بعد 30 كيلو متراً غربها باتجاه منطقة السِلع في المنطقة الغربية في عام 2011.

ويتضمن هذا المشروع إنشاء أربعة مسارات جديدة بكلا الاتجاهين من المفرق إلى منطقة براكة، أما من منطقة براكة إلى السلع سيتم إنشاء ثلاثة مسارات جديدة في كلا الاتجاهين ماعدا مسافة 22 كيلو متراً بالقرب من المنفذ باتجاه المملكة العربية السعودية (من السلع إلى الغويفات)، حيث ستتألف من أربعة مسارات.

وستتم زيادة ارتفاع مستوى الأسفلت الحالي للطريق القائم بهدف تفادي الآثار السلبية للمياه الجوفية والمساعدة على تصريف مياه الأمطار، فضلاً عن تعزيز القدرة الاستيعابية للطريق لتحمل الأوزان الإضافية خاصة في ظل توقع زيادة الحركة المرورية على هذا الطريق بعد الانتهاء منه في عام 2017. مع العلم بأنه تم تصميم الجزيرة الوسطية بين اتجاهي الطريق لاستيعاب مسارين إضافيين مستقبلاً في حال الحاجة إلى ذلك.

وسيشهد المشروع أيضاً تشييد 18 تقاطعاً علوياً جديداً بخمسة تصاميم هندسية مختلفة من بينها تقاطعات: مصفح – الظفرة – إيكاد – طريف – المرفأ شرق وغرب، في حين ستجري عمليات تحسينات على التقاطعات الحالية الكائنة في منطقة المفرق وحميم وأبوالأبيض، إضافة إلى تقاطع مدينة زايد.

وسيتضمن المشروع إنشاء استراحات ومواقف جانبية لمستخدمي الطريق (المركبات والشاحنات) وأماكن مخصصة لسيارات الإسعاف والطوارئ والشرطة إضافة إلى بناء محطات وقود ومحطات قياس أوزان حمولة الشاحنات، وسيتم أيضاً إنشاء كتف على يمين الطريق في كلا الاتجاهين لحالات الطوارئ وإنشاء سياج لحماية حرم الطريق، ومن ناحية الإنارة الليلية سيتم تزويد الطريق الجديد بإضاءة تعمل وفق معايير الاستدامة التي تهدف إلى توفير الطاقة.

وسيحقق المشروع العديد من المنافع لسكان المنطقة الغربية ومستخدمي هذا الطريق كالاستيعاب الكامل لحركة المركبات والشاحنات والحد من الاختناقات المرورية وتعزيز معايير الأمن والسلامة من خلال تخفيض معدلات الحوادث بدرجة كبيرة، ويحقق الطريق الدولي الجديد نقلة نوعية متميزة في مستوى الخدمات المقدمة لمستخدمي الطريق، حيث يشهد تنفيذ عدد من المشروعات الأخرى المصاحبة مع تنفيذ الطريق منها مشروعات لتوفير محطات وقود متميزة وفق أعلى معايير الجودة على جانبي الطريق وعلى أبعاد مدروسة تضمن تأمين الحصول على الوقود والخدمات المصاحبة له بجانب الاستراحات المتميزة الأخرى.

ويجري حالياً بالتزامن مع تنفيذ مشروع الطريق الدولي مشروعات سياحية أخرى على المدن المقامة على الطريق الدولي ومنها مشروع الوجهة البحرية في مدينة المرفأ الذي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه وتبلغ تكلفته 91 مليون درهم، ويعد مشروعاً تجارياً متعدد الاستخدامات، ويقع على امتداد شاطئ المرفأ، بمساحة 40 ألف متر مربع، ويضم 136 وحدة سكنية ومحلا تجاريا، بمساحة 4975 متراً مربعاً، إضافة إلى المساحات المكتبية والمرافق والمسطحات الخضراء. ويجري حاليا إعداد التصاميم النهائية للمرحلة الثانية من الواجهة البحرية وهو مشروع عقاري متعدد الاستخدامات ويتضمن محالاً تجارية وشققاً على مساحة 28 ألف متر مربع ويحتوي على 300 وحدة سكنية وتبلغ مساحة المكاتب به 5400 متر مربع بجانب 5100 متر مربع خدمات تجارية وتبلغ التكلفة التقديرية للمشروع 150 مليون درهم.

وتتضمن قائمة المشاريع السياحية شققاً فندقية في المرفأ والمقامة على مساحة 7000 متر مربع بالقرب من ميناء الصيادين الجديد ويتكون من 75 وحدة سكنية وتنفذه الشركة الوطنية للنقل والمقاولات، ويتوقع الانتهاء منه خلال سنتين.

وسيتم تنفيذ مشروع فندق «ريدج» بمدينة الرويس بتكلفة 500 مليون درهم، ويتكون المشروع من فندق ومنتجع سياحي فئة «خمسة نجوم» ويقع على شواطئ الرويس على مساحة تقدر بـ170 ألف متر مربع.

يشمل مشروع تطوير الطريق أيضاً توفير الخدمات على جانبي الطريق، إضافة إلى أماكن للتوقف في الأحوال الجوية المضطربة مثل الضباب، ويعد من الأساسيات التي ستعمل على خفض نسبة الحوادث، التي يشهدها هذا الطريق الهام والذي يعتبر شرياناً حيوياً واقتصادياً للإمارة، خاصة أنه يشهد حركة نقل ومرور كثيف للشاحنات من وإلى موانئ أبوظبي بما يواكب التطور الاقتصادي والعمراني والسياحي الذي تشهده الإمارة.

أهالي الغربية: واجهة حضارية

أكد عدد من أهالي المنطقة الغربية أن مشروع الطريق الدولي الجديد «أبوظبي -الغويفات» سيساهم في تحقيق نقلة نوعية كبيرة ويحد من الحوادث المرورية المتزايدة على الطريق مما جعل شرطة أبوظبي تضمه ضمن أخطر عشرة طرق على مستوى الدولة.

يؤكد حمد سالم الهاملي من سكان مدينة زايد أن الطريق الدولي يعد واجهة حضارية للدولة للقادمين منها من الجهة الغربية وكان الطريق القديم لا يتناسب إطلاقا مع مكانة الدولة الحضارية والنهضة العمرانية الشاملة التي تشهدها بينما المشروع الحالي يساهم في تحقيق نقلة نوعية متميزة ويوفر العديد من الخدمات التي يحتاج إليها مستخدمو الطريق سواء من سكان الغربية أو من المسافرين براً وسائقي الشاحنات.

وترى الدكتورة قدرية محمد البشري أن الطريق الدولي الجديد سيصبح أكثر ملاءمة لاحتياجات المنطقة وسكان الغربية وسيساهم بالفعل في الحفاظ على أرواح العديد من الأهالي ومستخدمي الطريق.

وتشيد البشري بحرص القيادة الرشيدة لتوفير الأمن والسلامة وتحقيق الرفاهية للمواطنين والسكان في الغربية وذلك بفضل التوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله- ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية.

يؤكد يوسف عبدالله الحمادي أن مشروع تطوير الطريق الدولي جاء ليلبي حاجة جميع سكان المنطقة الغربية الذين كانوا يعانون من الطريق القديم وما يتضمنه من ضيق عدد حاراته التي لا تتجاوز حارتين فقط بجانب شغل الشاحنات لإحدى هاتين الحارتين بخلاف عدم وجود إنارة به مما كان يتسبب في العديد من الحوادث المرورية بينما الطريق الجديد سيتسع لأكثر من 4 حارات ويكون مجهزاً بكل الخدمات والمرافق وهو ما سيضفي مزيداً من المتعة لمستخدمي الطريق بعد الانتهاء من تنفيذه.

ويطالب علي المنصوري أحد سكان الغربية الجهات المعنية بسرعة إنجاز المشروع ووضع بدائل مريحة تضمن عدم تزايد أعداد الوفيات على الطريق الدولي حاليا بسبب التحويلات أو الإصلاحات حتى لو أدى ذلك إلى زيادة المدة الزمنية لإنجاز الطريق خاصة أن الطريق من أبوالأبيض وحتى المفرق يشهد تحويلات مستمرة وإصلاحات متعددة وتكثر عليها الحوادث خاصة خلال فترات الذروة مما يتسبب في إغلاق الطريق بالكامل لحين الانتهاء من رفع آثار الحادث. (موقع الطويين : الاتحاد)

Related posts