البثنة.. التاريخ والطبيعة الخلابة في لوحة فنية

25533_1 25533_2 25533_3

البثنة إحدى مناطق الفجيرة الجبلية ، سجل اسمها في التاريخ بأحرف من نور، حيث تنبض بالحياة والأصالة وتحمل بين جنباتها عظمة ومجد الأولين وصبرهم على الظروف القاسية سواء أكانت طبيعية أم بشرية . وتمتاز بعراقة أرضها وأصالة أهلها الطيبين .
تقع منطقة البثنة على بعد مسافة 18 كيلو متر غرب مدينة الفجيرة على الطريق المار ما بين الفجيرة ومسافي حيث تعرف المنطقة بقلعتها التاريخية التي شيدت عام 1735 ويتجاوز عمرها 270 عاماً ، كما تتميز بالمتنزهات التاريخية والأثرية والطبيعية حيث يرجع تاريخها إلى العصرين البرونزي والحديدي، لوجود العديد من الآثار التاريخية من فترة ما قبل الإسلام، ولأهمية موقعها في منتصف وادي حام كانت منطقة تجارية .
ويقول المواطن علي الزوهري: تعد البثنة منطقة سياحية وتاريخية وطبيعية خلابة فهي تتميز بوجود العديد من المناظر الجبلية الخلابة وبوجود الاودية التي تجري فيها المياه في مواسم هطول الامطار كما تتميز بوجود المزارع الخضراء وبوجود القلعة التاريخية التي سميت بهذا الاسم نسبة للمنطقة التي عرفت منذ القدم بأرض الأفلاج حيث كانت وما زالت تزخر بالأفلاج والعيون الماء العذبة .
وأشاد الزوهري بالرؤى الصائبة لحكومة الفجيرة التي أعادت الحياة مرة أخرى لمنطقة البثنة ومكنتها من الوصول إلى التحضر
.كما ان المنطقة أصبحت مقصداً للسياح العرب والأجانب يأتون لزيارة قلعة البثنة التاريخية خاصة بعد ان قامت حكومة الفجيرة بإعادة ترميمها وتأهيلها حيث يأتي السياح والزوار من داخل وخارج الدولة ويتجولون في ساحتها ويزرون المواقع الاثرية والمدافن التي تقع بجانب القلعة والتي يعود تاريخها إلى الألفين الأول والثاني قبل الميلاد وإلى العصور الإسلامية والتي اكتشفت من قبل البعثة الفرنسية للآثار في تسعينات القرن الماضي بالتعاون مع هيئة الفجيرة للسياحة والاثار ، كما يأتون السياح للاستمتاع بالهدوء والطبيعة الخلابة للمنطقة بعيداً عن الضوضاء وزحام المدن.
محمد اليماحي يقول عرفت منطقة البثنة منذ القدم بخصوبة أرضها وبالزراعة وبالطبيعة الخلابة وكثرة انتشار الأفلاج والأودية التي تتجمع فيها المياه على مدار أيام السنة إضافة الى ذلك فهي تعد منطقة سياحية وتاريخية، تتميز بوجود العديد من الأماكن الطبيعية التي تتجمع فيها الهدوء والسكينة وتستقبل الزوار والسياح في مواسم الربيع وهطول الامطار . ونظراً لخصوبة ارض البثنة وكثرة أفلاج المياه العذبة فيها والعيون المائية عرفت المنطقة منذ القدم بالزراعة حيث اشتهر اهالي المنطقة بزارعة اشجار النخيل وكافة انواع المحاصيل الزراعية وزراعة نبات الغليون الذي ما زال يزرع حتى وقتنا الحاضر .
ويؤكد اليماحي أن أهالي المنطقة في الماضي اعتمدوا على الزراعة بكافة أنواعها ورعي وتربية الماشية وجمع الحطب وعملة سخام أي “فحم” إضافة الى أن بعض أهالي المنطقة كانو يقومون بتسويق بعض منتجات الحيوانات من سمن عربي وصوف واغنام وبعض التمور والمحاصيل الزراعية من خلال الرحلات التجارية التي يقومون فيها بالتعاون مع أهالي المناطق المجاورة وذلك بتحميل الخيول والبعير بتلك المنتجات والسير بها الى اسواق دبي والشارقة والتي كانت تسمى اسواق المناطق الساحلية والبعض كان يقوم بتسوق نبات الغليون الى اسواق كلباء لبيعها للتجار الايرانين والبحرانين .
اما الوالد مبارك الصريدي فيقول: كانت المنازل بمنطقة البثنة قديماً لا تتعدى 15 منزلاً منها الصيفية والشتوية المبنية من الأحجار والطمي وكانت أسطح المنازل الشتوية مبنية من خوص النخيل وأغصان أشجار السمر والسدر وكان الأهالي يقومون بصنعها بطريقة لا تسمح بتسرب مياه الأمطار إلى داخلها وما زالت هناك بقايا تلك المنازل حتى وقتنا الحاضر ، أما المنازل الصيفية التي تسمى “العريش” فكان الأهالي يقومون ببنائها في أيام مواسم الصيف “القيض” من خوص النخيل وبعض أغصان أشجار السمر والسدر متقن الصنع. مؤكد ان الحياة في الماضي كانت تتميز بالبركة والسعاده وقوة العلاقات الاجتماعية بين جميع الاهالي بالرغم من قلة مصادر الرزق . (موقع الطويين : الفجيرة نيوز)

Related posts