3 شابات إماراتيات تحت المجهر فزن بابتكارات غايتها خدمة مختلف فئات المجتمع

355 (1) 355 (2) 355

تحتضن مؤسسة الإمارات أفكار ومشاريع الشباب الإماراتي لتحويلها إلى واقع، ورفد المجتمع بتلك المشاريع لتلبية الاحتياجات المجتمعية، وفي ذات الوقت تحفيز مزيد من الشباب على اختيار طريق الابتكار، وتبنت المؤسسة مؤخراً 3 مشاريع خلاقة فائزة في مهرجان «كفاءات»، حيث تعمل إلى جانب مُبتكِراتها الفائزات على تنفيذها لترى النور.
تميزت الابتكارات الفائزة في مهرجان «كفاءات» لريادة الأعمال الاجتماعية، بأنها جاءت نتاج فكر 3 شابات إماراتيات شغوفات بتقديم المميز والمفيد لمجتمعهن، وأن يكنَّ مصدر إلهام لغيرهن من الشباب الإماراتي، وليعززن مكانة المرأة الإماراتية الحالمة دائماً بتحقيق بصمة في مجتمعها.
هبة علي الظنحاني، طالبة في قسم الهندسة الكهربائية بالجامعة الأمريكية بدبي، حصلت على المركز الأول في المهرجان، تحدثنا عن مشروعها «حزام لذوي الإعاقة البصرية»، قائلة: «فكرتي جاءت لمساعدة فاقدي البصر وهم الفئة الأكثر عوزاً للمساعدة في إنجاز شؤونهم الشخصية، ويعمل الحزام الذي وضعت فكرته بتقنية النبضات، إذ يتضمن حساسات في الاتجاهات الأربعة وقت ارتدائه، ومن خلال استخدام التطبيق الإلكتروني، وهو غالباً ما يكون تطبيقاً هاتفياً يشبه إلى حد ما (جي بي إس)، يمكن للضرير أن يحدد وجهته من خلال أمر صوتي لاسم المكان».

وتوضح أن إحدى الحساسات تعمل بحسب الوجهة المطلوبة، يميناً أو يساراً أو للأمام أو الخلف، فينبض مشعراً الضرير بالاتجاه، وتبقى آلية العمل على هذا الشكل حتى يصل الشخص إلى وجهته، كما يتضمن التطبيق الهاتفي المشغل للحزام، تحذيرات وتنبيهات صوتية موجهة للضرير، كأن يكون هناك شخص أمامه أو أعمال إنشاء أو مطب وما إلى ذلك، وبهذا يحقق المشروع غايته في حصول الشخص على خصوصيته وقدرته للوصول إلى أماكنه المحددة.
وعن سبب اختيارها لمشروع مخصص لفئة فاقدي البصر، تقول: «شعرت بأن هذه الفئة وغيرها من فئات ذوي الإعاقة هم الأكثر حاجة للابتكارات العلمية التي تساعدهم في اجتياز المصاعب التي يتعرضون لها، وبنفس الوقت لا تتوافر لهذه الفئة إلا القليل جداً من الأجهزة والتطبيقات التي تسهم في تسهيل حياتهم، ولذلك خصصت المشروع لهذه الفئة تحديداً، ولإيماني بأن حاسة البصر تعد من أهم الحواس التي يمتلكها الإنسان».
وتضيف: «لعل إصابتي لفترة من حياتي بضعف النظر، وكنت حينها أرتدي النظارات، ومن ثم إجرائي عملية في عينيَّ جعلتني أمكث لمدة 3 أيام من دون أن أبصر وأستطيع تسيير أمور حياتي، جعلني أكثر إحساساً بهذه الفئة رغم أني لا أقارن نفسي بمعاناتهم».
وتنوه الظنحاني إلى ضرورة أن يعمل طلاب التخصصات العلمية من الشباب الإماراتي على التفكير بالفئات الأكثر عوزاً للابتكارات في المجتمع، من خلال دراسة حاجاته وتوفير جزء من وقتهم لخلق الابتكارات التي ترفد المجتمع بما يفيده، فالابتكارات هي مساهمة مجتمعية باقية ويوثقها التاريخ وقابلة للتطوير ولا تقارن بالأعمال والمشاريع الخاصة الأخرى التي يمكن أن تخسر أو تربح بحسب الظروف.
وتحمل هيفاء سعيد المسماري هَمَّ المعلمين والطلبة في طرق وأساليب تلقيهم للمعلومات، لذلك كان مشروعها «بادلني أفكارك» لتبادل الأفكار بين المعلمين ونشرها عبر منصة إلكترونية، وهي تعمل معلمة للرياضيات والعلوم في مدرسة البحر للتعليم الأساسي في الفجيرة.
تحدثنا عن المشروع قائلة: «تتسم المناهج الجديدة المخصصة للمدارس الحكومية بكثافتها وتطورها، ولذلك تعتبر صعبة على بعض المعلمين في طريقة توصيلها للطلبة، خصوصاً أنها مستحدثة، ولذلك فكرت في بديل عن اتخاذ المعلمين لبعض الأساليب من المنتديات الإلكترونية وشراء بعض النماذج من المكتبات لتوصيل الأفكار للطلبة، بتوفير ذات المعلومات والابتكارات عن طريق المنصة الإلكترونية، إذ يمكن لكل معلم مقيم التسجيل الإلكتروني عبرها وتبادل المعلومات، من خلال عضوية ذات قيمة مالية محددة أو من دون عضوية، ويختلف صاحبها عن غيره بإمكانية أن يقدم ابتكاره أو أسلوبه ويبيعه من خلال المنصة بسعر معين، وبذلك يستفيد ويتحفز لإنجاز المزيد وغيره كذلك، أما من ليس لديه عضوية فيمكنه كذلك تقديم وبيع فكرته الخاصة بتدريس جزء معين من المادة الدراسية ولكن ستُخصم 15% من قيمة الأسلوب أو الفكرة المعروضة خلال كل عملية البيع».
وتشير المسماري إلى أن فكرة المشروع تهدف إلى تبادل الكفاءات، في وقت نشهد فيه معلمين ذوي خبرة وكفاءة وآخرين لا يملكون الوقت لتقديم المعلومات لطلبتهم بوسائل ابتكارية، وبهذا المشروع تعم المنفعة على الجميع، لافتة إلى أن المنصة ستضم ورش عمل وفيديوهات لطرق التدريس، كما ستُعرض المشاريع الأكثر تميزاً للبيع في مكتبات الدولة.
وكان المركز الثالث من نصيب زهرة حبيب آل درويش، عن مشروعها «جمبنج كولورز». وآل درويش خريجة هندسة كمبيوتر من جامعة أمريكية خارج الدولة، وتعمل على مشروع خاص في مجال تنظيم الأنشطة والفعاليات الخاصة بالأطفال، لذلك قادها اهتمامها بهذه الفئة إلى اختيار مشروع يُعنى بالأطفال.
تقول: «فكرتي الأساسية كانت جعل الجيل الجديد من الأطفال يعي عاداتنا وتقاليدنا، وأخص السائحين منهم، لكن دون أن أستثني بقية الأطفال، إذ بدأت أشعر بأن ملامحنا الثقافية بدأت بالذوبان في ظل الاختلاط الكثير والاندماج مع الآخر والتكنولوجيا المنتشرة بين أيديهم، ففكرت في مشروع يُعنى بتحفيز الأطفال على ممارسة الشيء ليتعلموه وليس بوسيلة التلقين، ومن ذلك ابتكرت فكرة كتاب تلوين يتضمن مجموعة من الرسومات التي تحفز الأطفال على تلوينها، تخص كل ما يتعلق بعاداتنا وتقاليدنا، كالملبس والمشرب والمأكل والسلوكيات وغيرها، وبعد تلوينها يمكن تصويرها وإرسالها إلى تطبيق إلكتروني هاتفي أو لوحي مخصص ضمن المشروع، ليترجم التطبيق الصورة، استناداً إلى تقنية قراءة الخطوط، وتتحرك بشكل فيديوي وسمعي، يشرح من خلاله سبب هذه العادة التي تعرضها الرسمة التي تم تلوينها، وتاريخها ومعلومات أخرى، مثلاً كارتداء الشيلة لدى الإماراتيات».
وتشير آل درويش إلى أن التطبيق سيتوفر باللغتين العربية والإنجليزية، ومبدئياً سيتضمن كتاب التلوين الذي تخطط له أن يكون سلسلة العادات والأماكن في الإمارات، بينما تتضمن الكتب المقبلة في المستقبل التاريخ، والشخصيات،والتعليم، وغير ذلك. (موقع الطويين : الخليج)

Related posts