محمد بن زايد: علاقة الإمارات والسعودية الصلبة تحقق أمن واستقرار المنطقة

2059337673

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عمق ما يربط الإمارات والسعودية من علاقات أخوية وصلبة تستند إلى إرادة قوية ومشتركة لتحقيق مصالح البلدين وتعزيز دورهما في تحقيق أمن واستقرار المنطقة، مشيرا إلى أن التحديات الماثلة أمام المنطقة تحتم مضاعفة الجهود والتنسيق المكثف والتشاور المستمر لمواجهة الأجندات الخارجية ومخاطر الإرهاب والتطرف.

جاء ذلك خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق أمس في قصر السلام بجدة.

وبحث الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، سبل دعم العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين ومجمل القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما شهدا توقيع اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين.

 

تعاون وتضامن

ورحب خادم الحرمين الشريفين في بداية اللقاء بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق، معربا عن ارتياحه لما وصلت إليه العلاقات الأخوية من تعاون وتضامن بما يحقق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

وقد نقل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال اللقاء تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وتمنياته للمملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وشعبا المزيد من التقدم والازدهار.

مصالح مشتركة

من جانبه حمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خلال اللقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تحياته إلى أخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتمنياته له بموفور الصحة والعافية ولدولة الإمارات قيادة وشعبا دوام الرقي والتطور.

وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها الى آفاق أوسع من التعاون في المجالات كافة بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز من مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وتناول اللقاء بحث تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة وبشكل خاص في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والمخاطر التي تشكلها الجماعات الإرهابية والمتطرفة على حياة الآمنين والأبرياء وأسس الاستقرار والأمان للدول والشعوب.

دور محوري

وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالدور المحوري الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ورؤيته الثاقبة لمجريات الأحداث في المنطقة والتعامل معها وفقا لمقتضيات أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة ورعاية مصالحها وحرصها على تماسك ووحدة الصف العربي وتضامنه.

وقد أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مأدبة غداء تكريما لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حضرها الوفد المرافق لسموه وعدد من الأمراء والمعالي الوزراء وكبار الشخصيات والمسؤولين.

حضر اللقاء والمأدبة الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة والأمير خالد بن فهد بن خالد والأمير منصور بن سعود بن عبدالعزيز والأمير خالد بن سعد بن فهد والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين .

والأمير فهد بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد والأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والأمير الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز والأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز المستشار في الديوان الملكي والأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز مستشار سمو وزير الداخلية.

والأمير سعود بن سلمان بن عبدالعزيز والأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز وعلي بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني ومحمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي ومحمد سعيد محمد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية وعدد من الأمراء والمسؤولين.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد وصل في وقت لاحق أمس إلى جدة في زيارة أخوية للمملكة العربية السعودية.

وكان في استقبال سموه لدى وصوله مطار جدة الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية.

إنشاء مجلس التنسيق

وفي السياق، وقّعت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية اتفاقية إنشاء مجلس تنسيقي بين البلدين.

شهد مراسم توقيع اتفاقية إنشاء المجلس التي جرت أمس في قصر السلام بجدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

توطيد العلاقات

ويأتي توقيع الاتفاقية بناء على الروابط الدينية والتاريخية والاجتماعية والثقافية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وعضويتهما في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وانطلاقاً من حرصهما على توطيد العلاقات الأخوية بينهما، ورغبتهما في تكثيف التعاون الثنائي عبر التشاور والتنسيق المستمر في مجالات عدة، واستناداً إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة.

يرأس المجلس من جانب دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ومن الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، وعضوية عدد من الوزراء والمسؤولين في البلدين.

وقع اتفاقية إنشاء مجلس التنسيق السعودي – الإماراتي من الجانب السعودي الدكتور نزار بن عبيد مدني، وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومن الجانب الإماراتي معالي علي بن حماد الشامسي، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني.

ويهدف المجلس إلى التشاور والتنسيق في الأمور والموضوعات ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة.

لجان مشتركة

ونصت الاتفاقية على أن يجتمع مجلس التنسيق بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين، ويجوز لرئيس مجلس التنسيق إنشاء لجان مشتركة متى دعت الحاجة إلى ذلك، وتسمية أعضائها، وتعقد اللجان المشتركة التي يكّونها المجلس اجتماعاتها بشكل دوري، وذلك بالتناوب بين البلدين.

وأكدت الاتفاقية أن إنشاء مجلس التنسيق والمهام الموكلة له لا تخل بالالتزامات والتعاون القائم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

حضر مراسم توقيع اتفاقية إنشاء المجلس الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين أمير منطقة مكة والأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان الوزير المرافق ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، كما شهدها محمد مبارك المزروعي وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي ومحمد سعيد محمد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية وعدد من الأمراء والمسؤولين.

الإمارات والسعودية.. علاقات اقتصادية استراتيجية وشراكة تجارية واستثمارية

تشكل العلاقات الاقتصادية محوراً مهماً في الروابط الاستراتيجية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ويمثل تكامل الاقتصاد الإماراتي مع نظيره السعودي، دعامة تنموية قوية في المنطقة يمتد أثرها الاستراتيجي على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية بشكل عام، كما تمثل البلدان ثقلاً استثمارياً دولياً.

أسواق حيوية

وينبع عمق العلاقات الاقتصادية بين الإمارات والسعودية في ظل ازدهار الروابط التجارية والتدفق الاستثماري بين البلدين، حيث تعتبر المملكة في مقدمة الأسواق الحيوية للشركات الإماراتية العاملة في القطاعات كافة، نظراً لقربها الجغرافي واتساع قاعدة المستهلكين من حيث العدد وارتفاع معدلات الإنفاق الاستهلاكي، وبدورها تشكل الإمارات منصة أساسية للشركات السعودية الباحثة عن التوسع إقليمياً وعالمياً.

وتعتبر العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين الأكبر على مستوى دول المجلس التعاون الخليجي، حيث تأتي الإمارات في مقدمة الشركاء التجاريين للسعودية، وكذلك تتصدر المملكة قائمة شركاء الدولة في التجارة الخارجية.

كما تتصدّر الإمارات قائمة الدول الخليجية التي تستقبل الصادرات السعودية بالتزامن مع مكانتها المتقدمة ضمن الدول الـ 10 الأولى التي تستورد منها المملكة.

2360

وتأتي البيانات والمؤشرات لتؤكد متانة الروابط الاقتصادية بين البلدين، حيث يبلغ عدد الشركات السعودية العاملة في الدولة أكثر من 2360 شركة بحجم استثمارات وصلت إلى أكثر من 36.7 مليار دولار أي ما يعادل الـ 135 مليار درهم، وذلك بحسب اتحاد غرف التجارة والصناعة في الدولة الذي وقع أخيراً مع مجلس الغرف السعودية مذكرة تفاهم لتأسيس مجلس أعمال مشترك يستهدف زيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.

وبحسب الهيئة العامة للاستثمار في السعودية، تجاوز التبادل التجاري بين المملكة والإمارات 19 مليار دولار في 2014، ما يمثل نصف حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي، فيما تأتي الإمارات في مقدمة الدول المستثمرة في السعودية باستثمارات تتجاوز الـ 9 مليارات دولار في قطاعات عدة أبرزها الصناعة والخدمات.

قطاعات

وتلعب السياحة بين البلدين دوراً مهماً وحيوياً في تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية بينهما، وتعد من بين أهم القطاعات الواعدة التي توفر فرص الاستثمار وتجذب المزيد من المشاريع المشتركة، لتنويع القاعدة الاقتصادية والتجارية في البلدين، بعد أن خصصت الدولة مبالغ مالية ضخمة للسنوات العشر المقبلة، لتطوير قطاع السياحة.

في ظل النجاحات المطردة التي حققتها في جذب شركات السياحة العالمية، لما تتمتع به من مقومات أساسية، تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها، وفي مقدمتها الأمن والاستقرار، والموقع الجغرافي الذي يربط بين مختلف قارات العالم، والبنية الأساسية الحديثة والمتطورة من مطارات وموانئ وشبكة طرق ووسائل اتصالات وغيرها من الخدمات الراقية التي يوفرها أكثر من 450 فندقاً في الدولة.

550

وبلغ عدد السياح السعوديين الذين زاروا دبي خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 550 ألف زائر، وهو ما يعكس نسبة زيادة تراوحت ما بين 10 إلى 15 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي 2015، كما استمرت المملكة العربية السعودية في تربعها على قائمة أكبر الأسواق المصدرة للسياح.

حيث استحوذت على ما يقارب 13 % من مجموع سياح دبي خلال الربع الأول. وكانت دائرة السياحة في دبي أكدت في تقريرها الشهري الخاص بشهر يناير أن عدد الزوار من المملكة العربية السعودية إلى دبي بلغ خلال الشهر الأول من 2016 ما يقارب 190 ألف سائح مقارنة بنحو 150 ألفاً خلال الشهر ذاته من العام الماضي، لتصل بذلك نسبة النمو إلى 25%.

ويتصدر السوق السعودي قائمة الأسواق المصدرة للسياح إلى إمارة دبي، للعام الرابع على التوالي، كما من المتوقع أن تستمر ريادة هذا السوق خلال العام الجاري والأعوام اللاحقة.

استثمارات

على صعيد الاستثمارات العقارية، فقد ضخ 3259 مستثمراً سعودياً أكثر من 9 مليارات في القطاع العقاري في دبي خلال العام الماضي مقابل 5.2 مليارات درهم في عام 2014 بنمو نسبته 84%.

كما حافظت المملكة على موقعها في المركز الأول خليجياً وعربياً والرابع عالمياً في تجارة دبي الخارجية في العام 2015، حيث بلغت قيمة تجارة الإمارة مع السعودية 57 مليار درهم. (موقع الطويين : البيان)

Related posts