المدير والموظفون علاقة القط والفار

عدم الاستقرار في العمل يمكن أن يؤثر على الصحة النفسية والصحية للموظفين،فتعامل رئيس العمل مع موظفيه تلعب دوراً مهماً في انخفاض أو زيادة تعرضهم للمرض ، فالمعاملة الرقيقة من رؤساء العمل لموظفيهم تخفف من توترات العمل ،وتضاعف الإنتاج في ظل وجود دعم مجتمعي كامل..وهذا ما أكدته دراسة سويدية حديثة جاء فيها أن المدير السيئ لا يسبب الضغط النفسي لموظفيه فحسب،بل قد يزيد خطر إصابتهم بأمراض في القلب . «الحواس الخمس» استطلع أبعاد الدراسة مع مجموعة من المديرين الذين قالوا في قرارة أنفسهم «نحن لسنا مثل هذه النوعية من المُديرين»،وأجابوا بمنتهى الشفافية ، مؤكدين أن المدير ليس كرسيا ومنصبا بل أخلاق وذوق وفن في التعامل ..

 

تعامل قائم على كسر الروتين

يقول د.أحمد علي الخزيمي رئيس قسم الإتفاقيات الدولية والمؤتمرات في وزارة الداخلية : نستطيع القول إن المدير والموظف عبارة عن وجهين لعملة واحدة،بمعنى أن لكل منهما مهامه،والتزاماته المهنية،ومسؤولياته العملية..إذن فدور المدير هنا يجب ألا يكون قائما على الشدة في التعامل بقدر ما يكون حريصا على تنظيم المهام التي يجب أن توكل بإطار صحيح للموظفين،إلى جانب عدم الإغفال عن مبدأ مكافأة وتقدير المتميزين من الموظفين ، مضيفا : كما يجب على المدير ألا يغفل أبدا عن الجانب الاجتماعي المُتعلق بمشاركة موظفيه أفراحهم وأتراحهم،بحيث لا تكون العلاقة القائمة هي علاقة رسمية بحتة التي تؤدي إلى سيطرة الروتين على بيئة العمل !

موضحا على الرغم من أن عملي كامن ضمن نطاق عسكري إلا أن لا يمنعني أبدا من التعامل مع الموظفين كموجه ومرشد لهم،إلى جانب حرصي الكبير على مُكافأة المتميز منهم،إضافة إلى تقديرهم وشكرهم، فكل هذا يكسر الحواجز بيني وبينهم،ولا أتردد أبدا عن تقديم العون والمساعدة لهم بقدر استطاعتي..إلى جانب مشاركتهم في الأنشطة خارج نطاق العمل والتي تضفي جوا من المحبة الأخوية.

 

مديرون مصدر إزعاج وتشويش

أما فاطمة بطي الفلاسي مدير مركز التنمية الاجتماعية – فرع جميرا في دبي فتقول : يتعرض الموظفون فعلا إلى ضغوطات كثيرة سواء من الناحية الصحية،والجسدية،والنفسية وهذا سببه الأول والأخير عملهم تحت إِمرة مدير متسلط وديكتاتور، يطلب أشياء تعجيزية، وليست عنده الرغبة في الحوار الودي مع الموظفين أو حتى التفاهم معهم،أضف إلى ذلك عدم مراعاة هذا المدير الإنسان للظروف الإنسانية للموظفين ، مضيفة : أندهش من فئة من المديرين لا يرتاحون إلا بإزعاج الموظفين بطلبات وأوامر لا تنتهي،بل يشكلون مصدر تشويش أيضا ، وهذا بطبيعة الحال سيجعل من بيئة العمل بيئة طاردة غير جاذبة،يأتيها الموظف لأداء مهامه على مضض ! وتستطرد: إن التوتر في بيئة العمل طبيعي أن يحدث،وخاصة أن بعض المديرين يلجأون أحياناً إلى ضخ نوع من التوتر لزيادة إنتاجية العمل،ومن جانب آخر فإن الموظفين السعداء قد يصابون بالملل واللامبالاة ويصبحون أقل إنتاجية من أولئك الذين يخضعون لقليل من «التوتر المحكم».

ضرورة استشعار القيمة الإنسانية

وتقول فاطمة محمد سهيل مديرة مدرسة رُميثة الأنصارية للتعليم الأساسي في الفجيرة : في بداية حياتي المهنية كمُعلمة مرورا إلى ترقيتي إلى مساعدة مديرة تعرضت كغيري إلى بعض الضغوط بمن هم أكبر درجة وظيفية مني ولكنني تغلبت على كل ذلك بثقتي بقدراتي وبالإرادة..عموما فإن مثل هذه المعاملة السيئة من المدير اتجاه موظفيه يعرضهم للكثير من الضغوط النفسية والصحية،ولا أبالغ إن قلت بأن مثل هذه الضغوطات التي يتعرض لها تؤدي به إلى الانكسار النفسي الذي يؤدي به إلى العيش في نطاق سلبي ولفترة طويلة من الزمن،ولا يمكن أن يتجاوز ذلك إلا بتعامله مع مدير مرن يتميز بروح الديمقراطية..وترى فاطمة أن أنسب تعامل بين المدير وموظفيه هو السعي الحثيث للعمل ضمن نطاق أسرة واحدة هَمُها الأول والأخير هو تحقيق مصلحة بعضها البعض وبأسلوب لا يتعارض مع مصلحة العمل أساسا ، مؤكدة ضرورة استشعار أي مدير لقيمة العلاقات الإنسانية التي من شأنها أن تخفف الضغوط أيا كان نوعها على الموظفين..لأن عدم استشعار المدير لهذه القيمة معناها السامي سيُشعر الموظفين حتما بالإحباط،إلى جانب تراجع قدراتهم الإنتاجية وإصابتهم بالإرهاق والأمراض.

 

علاقة إخاء وود متبادل

ويقول عادل الزمر نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكفوفين في الشارقة : قد تخف الضغوط على الموظف إذا ما حرص المدير على معاملتهم باحترام،والحديث معهم بلباقة وذوق،فالعلاقة بين المدير والموظف يجب أن تكون قائمة على الإخاء والود،وهذا من شأنه أن يحول بيئة العمل إلى جو صحي قائم على تحقيق المصلحة العامة للجميع.

 

تبادل الاحترام

أما خالد فضل أحمد مدير إدارة الاتصال الحكومي بمواصلات الإمارات فيقول: لا شك أن سلوك المدير -وحتى نكون أوضح- أخلاق المدير لها أثر على موظفيه، ودعونا نذكّر الموظفين أنهم في غالب الأحيان يقضون مع مديرهم وقت أكثر من الوقت الذي يقضونه مع زوجاتهم وأبنائهم وآبائهم،وهذه الفترة الزمنية والتعامل عن قرب ستنعكس على حياة الطرفين وصحتهم بلا شك، خاصة ونحن نعلم أن أكثر الأمراض تنتج عن مؤثرات نفسية..موضحا تعامل كل إنسان هو إنعكاس لمرجعياته التي يؤمن بها أو التي نشأ عليها فليتذكر كل مدير أنه بتعامله مع موظفيه يعكس صورة دينه وأسرته ووطنه أو دولته، وما دمنا مسلمين فلنتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به،ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه)..ولدى سؤاله : كيف تتعامل مع موظفيك ؟ أ

جاب : #هذا السؤال صعب لأنه يصعب على الإنسان تقييم نفسه،ولكن لفائدة القارئ أود أن أوضح رؤيتي في هذا الجانب..حقيقة لا أحبذ استخدام كلمة موظفيك بل أفضل كلمة زملائك أو موظفي الإدارة وبالتالي نتعامل مع بعضنا في الإدارة على قدم المساواة وكل شخص يعتبر نفسه مدير في موقع عمله وهو يمثل الإدارة أو المؤسسة أمام المتعاملين الداخليين أو الخارجيين ودوري هو متابعة #الخطط والمشروعات وإذا وجدت أي خطأ أو تقصير أعمل على التوجيه والتصحيح وكذلك المساعدة ثم إذا أستمر الخطأ أقوم بتطبيق الاجراءات التي تنص عليها أنظمة العمل تجاه الشخص لكن لا يمكن أن أسمح لنفسي برفع الصوت أو التوبيخ لأي إنسان يعمل معي ناهيك عن أي سلوك خارج نطاق الأدب والاحترام.

المصدر : البيان 12 ابريل 2011

Related posts