شجرة «السمر» تكافح التصحر وتعد مصدراً لأجود أنواع الفحم

شجرة السمر من أهم الاشجار المحلية التي تنمو طبيعيا في دولة الامارات، ويكثر نموها على امتداد التلال السفحية والسهول الحصوية بمناطق العين وسويحان والذيد وخورفكان والهباب والعوير والخوانيج، وهي من الاشجار المفيدة في مجالات التشجير وتجميل المناظر وتسمى بشجرة المظلة نظرا لنتائجها المنتشرة وتوفيرها لمساحات كبيرة من الظل، وتتميز شجرة السمر بانها تتحمل الجفاف والملوحة حيث تنمو بالمناطق التي يقل فيها المطر السنوي عن 40 مليمترا ويمكنها النمو بمناطق الكثبان الرملية والمنحدرات الصخرية والتربة الحصوية.

ويشير المهندس الزراعي مدحت شريف إلى أن هذه الشجرة تتصف ببطء نموها حيث يصل ارتفاعها إلى حوالي 4-6 أمتار وتحتوي على مظلة عرضها يتراوح بين 5-8 أمتار والأفرع ملساء بنية محمرة الأشواك يغلب عليها اللون الابيض وهي مستقيمة طولها حوالي من 4-7 سم وقد يوجد على نفس الشجرة أشواك صغيرة سوداء معوجة أو معقوفة، والأوراق مركبة ريشية والأزهار بيضاء إلى بيضاء مصفرة تظهر في الربيع وتستمر حتى بداية فصل الصيف والثمرة قرن لونه أصفر إلى بني أملس حلزوني طوله حوالي 7 إلى 15 سم يحتوي على 8 إلى 16 بذرة والجذر قوي متعمق في التربة والشجرة الناضجة يمكن أن تنتج 6000 قرن في السنة.

ويضيف شريف إلى أن أشجار السمر تنمو في التربة الرملية والكلسية والملحية كما تنمو بالتربة الصخرية وبمناطق الكثبان الرملية إلا أنها تجود في التربة الرملية الخصبة جيدة الصرف، وتحتاج أشجار السمر المزروعة إلى الري المعتدل المنتظم خلال المراحل الاولى من النمو إلا أنه يجب التقليل من كمية المياه وزيادة الفاصل الزمني بين مرات الري تدريجيا حيث أن شجرة السمر تعتبر من الاشجار التي تحتاج إلى كميات ري متوسطة إلى قليلة نظرا لانها لا تتحمل الجفاف لتحورات الاوراق لكي تلائم ظروف الصحراء وشح المياه بينما الاشجار الطبيعية لا تحتاج إلى ري بل تعتمد على نفسها في الحصول على احتياجاتها المائية من خلال تعميق جذورها في طبقات التربة. وتحتاج هذه الشجرة إلى الاهتمام بالتدعيم عند زراعتها في المكان المستديم كما تحتاج إلى الحماية بواسطة الاقفاص لمدة لا تقل عن سنة لحفظها عن العواصف والرياح ومن الحيوانات السائبة، وتحتاج أشجار السمر المزروعة إلى التسميد العضوي بمعدل مرة واحدة سنويا خلال فصل الشتاء، وتحتاج إلى التسميد الكيميائي ثلاث مرات سنويا.

ويؤكد شريف قائلا: من الضروري جدا عدم الاهتمام بعملية التقليم لاشجار السمر لضمان الحصول على أشجار قوية النمو تستطيع مقاومة الرياح والعواصف خاصة أن هذه الاشجار تزرع بمشاريع مكافحة التصحر والغابات والمحميات، حيث يتم أجراء تقليم تربية خلال السنوات الاولى من عمر الشجرة حيث يتم ترك الشجرة تنمو إلى أن يصل ارتفاع ساقها إلى الطول المناسب مع مراعاة إزالة أي نموات خضرية على الجزء السفلي من الساق، ويتم جراء تقليم خفيف سنويا من خلال إزالة الافرع المكسورة، والجافة والسرطانات النامية بجوار الساق وذلك للمحافظة على شكل الشجرة. وتتكاثر أشجار السمر بالبذور من خلال وضعها في عمق 1سم مع تغطيتها بالتربة الزراعية والعناية بريها حيث تحتاج البذور إلى 8 أيام من تاريخ زراعتها لتصل إلى العمر والحجم المناسب لتفريدها في أصص مناسبة الحجم.

ويوضح شريف قائلا: ومن حيث أهميتها التنسيقية واستخداماتها نجد أنها من انسب الأشجار للظروف البيئية في دولة الامارات نظرا لقلة احتياجاتها للماء، وتعتبر مصدر غذاء للحيوانات حيث تحتوي اوراقها على نسبة مناسبة من البروتين، كما تعمل على حماية التربة من الانجراف ومكافحة التصحر، وتستخدم خشبها لصناعة أجود أنواع الفحم، ويعتبر مصدر جيد لرحيق الازهار الذي يستخدمه نحل العسل في إنتاج أجود أنواع العسل. كما أن أوراقها والقلف والبذور والصمغ الاحمر تستخدم في أغراض الطب الشعبي، والقلف وتستخرج منه مواد فعالة لعلاج الربو.

المصدر : الاتحاد 19 ابريل 2011

Related posts