تُشير بعض الدراسات إلى أنه عندما يُقدم العلاج بالحجامة مع الوخز بالإبر الصينية، فإنه يؤدي إلى التقليل من أعراض آلام الالتهاب العضلي التليفي، ويكون له مفعول علاجي أقوى من مفعول الأدوية الصيدلانية المتعارف عليها والخاصة بعلاج الالتهابات العضلية مثل “أميتربتلين”.
ومن المعروف أن الحجامة تُعد من ضمن علاجات الطب التكميلي التي مورست منذ عشرات القرون من قبل الأطباء في آسيا والشرق، وفي الصين على وجه التحديد.
وتقوم ممـارسـة الحجامـة على تحريـك طـاقـة الجسم الطبيعية وإثارتها، أو ما يصطلح عليه في الثقافة الصينية بـ”التشي” وتعني تدفق الطاقة الطبيعية في الجسم أو الكون.
ويشمل العلاج بالحجامة في عيادات الطب الطبيعي تسخين الهواء داخل كأس زُجاجي لإزالة بعض جزئيات الهواء من الكأس، وهو ما يجعل الكأس يتموضع بسرعـة على البشـرة ويلتصق بها، فتعمل الفراغات الناتجة على سحب جزء من سطح الجلد داخل الكأس.
وقد يُترك الكأس في موضع واحد لدقائق عدة ثم يُزال، تاركاً خلفه احمراراً لامعاً وانتفاخاً دائرياً.
وفي الحجامة المبللة، يوخز الجلد بإبرة قبل وضع الكأس على البشرة.
وقد قامت الدراسات التي أُجريت حول الحجامة بشكل أساسي على قياس فاعلية إجراءات هذه الممارسة بمقارنتها مع إجراءات أشكال العلاج الأخرى.
غير أن الدراسات العلمية الأجود والأفضل من حيث الدقة تشمل عادةً مجموعةً من الأشخاص الذين يتلقون أدويةً غُفلاً تجريبيةً حتى تتضح لهم صورة النتائج المتوصل إليها بجلاء وبشكل قابل للقياس والمقارنة المنهجية.
غير أنه لم تُجر إلى الآن دراسات واسعة النطاق عن الحجامة بهذا الشكل، وهو ما يجعل المراقبين والمحللين يقولون إنه ما دامت الدراسات العلمية الموثوقة المُتاحة حالياً تُشير إلى إمكانية اضطلاع الحجامة بدور ما في علاج الالتهاب العضلي التليُفي دون الجزم بذلك من خلال وقائع ونتائج علمية لا تقبل التشكيك، فإنه من الأفضل التريُث وانتظار ما ستُسفر عنه الدراسات الجارية حالياً على نطاقات أوسع من تلك التي أُجريت في الماضي، وذلك على الرغم من ازدهار أشكال العلاج الطبيعي والطب الصيني البديل وانتشاره في كثير من ربوع العالم الغربي واعتماد جزء لا بأس به منها لدى منظمات صحية إقليمية ووطنية، وإضافته إلى قائمة العلاجات المؤمنة في عدد من شركات التأمين الصحي.
المصدر : الاتحاد 15 مايو 2011
اشاكركم على الموضوع المميز ده