رضيعة مواطنـــة تعاني الإعاقة وتحتاج إلى العلاج ومستشفى دبا الفجيرة إمكاناتنا محـــدودة وعلاج الطفلة خارج الدولة

تعاني الطفلة المواطنة مريم (ثمانية أشهر)، منذ أن رأت عيناها النور، تشوهات خلقية في المخ وفي الجسم، وورماً في يديها ورجليها، وانفصالاً في شبكية العين اليمنى، بالإضافة إلى إصابتها بتشنجات مستمرة، وترقد حالياً في مستشفى دبا الفجيرة تعاني وتتألم، وأسرتها تنتظر نقلها إلى أي مستشفى متخصص في الدولة أو في الخارج لإجراء عمليات ترميم للطفلة، وإجراء عمليات جراحية لجهازها العصبي لتخفيف آلامها.

وتفصيلاً قالت أم الطفلة، إن «مريم جاءت إلى الدنيا قبل موعدها بشهر كامل بعملية ولادة طبيعية في مستشفى الفجيرة، ومنذ مولدها تعاني الطفلة تشوهات خلقية، وتوقع الأطباء عدم تحملها ووفاتها، لكن إرادة الله شاءت لها الحياة، وظلت في العناية المركزة نحو ستة أشهر حتى استقرت حالتها الصحية، وبعدها تم التصريح لها بالخروج من المستشفى، ونصح أطباء في الفجيرة بعلاجها في مستشفيات متخصصة أو في ألمانيا، كون علاجها غير متوافر في المستشفى». واتهمت والدة مريم مستشفى دبا بالإهمال في علاج الطفلة من قبل الطاقم الطبي، وعدم توفير الأدوية اللازمة لها، وأخيراً طلب منها الطبيب حمل الطفلة، وهي في هذه الحالة إلى البيت، وأخبرها أن حالتها لا علاج لها وستموت حتماً.

وقالت والدة الطفلة مريم، إنه «بمجرد أن خرجنا بالطفلة من المستشفى انتابتها حالة تشنجات لم أدرِ ما سببها، فاتجهنا بها إلى مستشفى خليفة في أبوظبي، بعد أن أخذنا لها موعداً، فتم عمل فحص الرنين المغناطيسي لها، وبعد معاينة طبيب الأعصاب، أكد أن حالتها مستعجلة وطلبوا منا إعادتها إلى مستشفى الفجيرة الذي ولدت فيه، لعدم علمهم بالعلاج الذي تلقته، ومنحت موعداً في آخر شهر يونيو المقبل لإجراء فحص العظام، وبعدها بخمسة أشهر موعداً آخر لفحص عينها اليمنى التي تعاني انفصالاً في الشبكية». وتابعت والدة مريم «ابنتي الآن في الشهر الثامن، ومنذ أيام نقلناها عن طريق الطوارئ إلى مستشفى دبا الذي رفض استقبالها، وأهمل الطاقم الطبي علاجها، ولم يصرف لها دواء التشنج».

ووصفت والدة مريم باكية تصرف الطبيب المشرف على علاج مريم بأنه لا إنساني، وقالت «طلب مني عدم إحضارها إلى هنا، لأنها تعاني الشلل، وعلاجها غير موجود، وستموت في أي وقت، متسائلة «هل يعني ذلك أن أنتظر تلف خلايا مخها حتى تموت بين يدي؟!». وأكمل والد مريم، إبراهيم علي «منذ أسابيع تم طردنا من قسم الطوارئ لعدم اختصاصهم في الحالة، ورفضت الممرضة تركيب الأنبوب لابنتي، وبقينا ننتظر من الساعة السابعة مساءً حتى الثانية صباحاً، حتى حضر الأطباء واستقبلوا الطفلة».

وأشار إلى أن «حجم رأس الطفلة في ازدياد غير طبيعي وطبيب العظام نصحنا بإجراء عملية عاجلة لها، وطلبت التقارير الخاصة بابنتي لإرسالها إلى أي مستشفى آخر، أو طلب مساعدة الديوان لعلاجها، كون ظروفي المالية صعبة، في المقابل أتلقى معاملة سيئة من موظفة في خدمة العملاء،ومن مدير المستشفى، ومن الطبيب في مستشفى دبا، كأنني أطلب منهم حسنة».

وتابع الأب، أن «مدير المستشفى تعذر بأن التقرير يحتاج إلى أيام، ولن ينتهي في اليوم نفسه، وأن التقرير لو تسلمته فهو غير معترف به»، وتساءل إبراهيم: أين حق المواطن في تلقي العلاج، وهل يحق معاملتي في مستشفيات الدولة كأنني متسول؟»

وفي المقابل قال مدير إدارة مستشفى دبا الفجيرة، عبدالله الكعبي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الطفلة ولدت في مستشفى الفجيرة، وتلقت العلاج في مستشفى خليفة، وفي كل أسبوع تتلقى العلاج في مستشفى دبا، والمشكلة ليست في نقص الدواء، فأكثر من 90٪ من الأدوية متوافر في المستشفى.

وتابع الكعبي أن «والدي الطفلة غير مقتنعين، ولا يتعاملان مع ابنتهما على أنها معاقة، وليس لها علاج طبي، وهذا ليس في يدنا، لأن علاجها خارج الدولة، وعندما حضرت والدتها لطلب التقرير، طلبت منها وقتاً حتى أنهي التقرير، وأخبرتها أن التقرير يحتاج إلى أيام، لكنها كانت مستعجلة، فاضطررت إلى تسليمها التقرير في اليوم نفسه»، لافتاً إلى أنه يجب على المراجعين أن يدركوا أن هناك أولوية لمرضى آخرين، حسب الحالات الطارئة.

ومن ناحية أخرى، نفى طبيب استشاري أطفال في مستشفى دبا الفجيرة الدكتور رياض عبداللطيف اتهامات والدي مريم الموجهة إليهم بالإهمال، وأن ماذكرته والدتها غير صحيح، وأساءت فهمه، كونها نفسياً متأثرة بحالة ابنتها.

وأوضح الطبيب أن «الطفلة تعاني تشوهات خلقية، وتعيش على الأنبوب، ولا يمكنها شرب الحليب، وتعاني تضخماً في جيوب المخ، فالسائل السحائي مسدود، ولذلك تعاني تشنجات، وتحتاج إلى استشارة عصبية، وفحوص دقيقة، ومستشفى دبا يعتبر مركزاً صحياً وإمكاناته بسيطة، فلا يمكن هنا عمل تخطيط للمخ.

وتابع عبداللطيف أن «حالة مريم مستقرة، وتحتاج إلى عمليات وجراحة عصبية طارئة، وإلى ترميم مفصل الورك، لأن عندها انزلاقاً وزيادة في عدد الأصابع، ولا تتحرك، وتعاني تضخماً في الرأس بسبب السائل الذي يزيد من تضخم رأسها وأعضاء جسمها».

المصدر : الامارات اليوم 21 مايو 2011

Related posts