العسل المحلي يواجه خطر الانقراض ومطالبة بدراسة تدهور إنتاجه

طالب أهالي في رأس الخيمة والفجيرة الجهات المختصة بسرعة دراسة الأسباب التي أسهمت في تراجع إنتاج النحل المحلي من العسل البلدي، لاسيما الجبلي، وتدهور حالة خلاياه، في ظل أهميته الغذائية والبيئية، وكونه من الثروات الطبيعية، التي يجب المحافظة عليها وحمايتها من الانقراض، فيما تقلصت الشريحة الكبيرة من المجتمع المحلي، التي كانت تمتهن جمع العسل في الجبال مصدراً للرزق .

 

يرجع الأهالي أهم أسباب تراجع إنتاج العسل المحلي إلى قلة الأمطار ومنافسة النحل المستورد وهجومه وانتشار الغبار والسموم .

 

راشد سعيد حميد اليماحي (54 عاما)، من منطقة الطويين التابعة للفجيرة، قال إن للعسل ثلاثة مواسم، يبدأ الأول في مارس/ آذار ويستمر إلى يونيو/ حزيران، وهو موسم السمر، الذي يعد من أجود أنواع العسل، إذ يتركز عمل النحل على أزهار أشجار السمر التي تسمى محليا “البرم”، يعقبه “موسم السدر” من شهر سبتمبر/ أيلول إلى أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني، ويبقى موسم العشب، الذي يختلف في توقيته حسب سقوط الأمطار .

 

وأوضح “أجمع العسل من أماكن متفرقة في الجبال والوديان، لكن كثرة الكسارات والمصانع في المنطقة، وانتشار تجارة “المناحل” المتخصصة بالعسل المستورد قضت على النحل المحلي الصغير، مقارنة بالنحل المستورد كبير الحجم، موضحا أنه عاين بنفسه هجوم النحل المستورد على خلايا العسل المحلي وامتصاصها .

 

وأضاف اليماحي أن “العسيل” تطلق على مهنة جمع العسل في الإمارات منذ فترة قديمة، وهو يحافظ على البيئة ويعمل على حماية الثروة الطبيعية والغذاء الإستراتيجي، في إطار قيم المهنة وتقاليد المجتمع الإماراتي، ولا يقطع خلية العسل بالكامل، بل يهتم بها، ويأخذ العسل منها بعناية، ويرجعها إلى مكانها الأصلي، ليعيد النحل جمع العسل فيها مرة أخرى، فيما يبقى النحل الصغير في الخلية، وتعاد دورة جمع العسل، في حين تكالبت عوامل مختلفة خلال السنوات الماضية على النحل المحلي، ما أدى إلى انحسار الخلايا، ومنها القريبة من مساكننا في الأشجار وفي الوديان، كما كان الوضع في السابق .

 

سعيد علي سليمان (70 عاما) “عسيل” أشار إلى أن سببين أسهما في اضمحلال النحل المحلي، الأول يكمن في قلة الأمطار، والثاني تواجد النحل المستورد بكثرة في مختلف المناطق .

 

وكان للعنصر النسائي نصيب في مهنة جمع العسل، تقول حلاوة علي (52 عاما): تعلمت جمع العسل من والدي، رحمه الله، وكنت أجمع منذ أن كان عمري 15 عاما، ومازلت إلى الآن، لكن المحل ساهم في انحسار خلايا النحل البلدي، التي زاحمتها المناحل المستوردة والمصانع، التي غطت الأزهار بالغبار والأتربة، ما أدى إلى تدهور هذه الصناعة .

 

سعيد محمد هزاع، صاحب مناحل عسل، قال: نشتري العسل المستورد سنويا، ويبقى موسماً واحداً، خلال موسم السمر مثلا، بعدها نشتري دفعة أخرى من طرود المناحل لموسم السدر، إذ لا يتحمل النحل المستورد البقاء بلا أزهار، ويجد صعوبة في إيجادها، نظرا للظروف البيئية الحارة، وتكلفنا صناديق المناحل تقريبا 2200 درهم ل 10 صناديق .

 

وأشار إلى أن عسل النحل المستورد لا يختلف كثيرا في طعمه عن المحلي، بينما الأخير أكثر حدة، وفي بعض الأحيان يضطر صاحب المناحل لإطعام النحل ليبقى على قيد الحياة، إلى أن يبيعه، ويطعمهم سكرا أو ماء ذوب فيه السكر، وبعض أصحاب المناحل يستخدمون الطريقة ذاتها لكي يبقى النحل أطول مدة لديهم، ويستفيدون منه في المواسم المختلفة، في حين يظهر السكر في العسل المستخرج من النحل في حال بقي فترات طويلة نسبيا، إذ ينفصل السكر، ويترسب أسفل الوعاء، لدرجة يظن معها مستخدم العسل أنه مغشوش .

 

وفسر سعيد محمد أسباب إقبال النحل المستورد على الجيف والمخلفات بقلة غذائه من الأزهار، وحين لا يجد النحل طعاما يحاول أن يبحث في كل مكان .

وأشار إلى أسباب أدت إلى انحسار العسل المحلي، كاستخدام السموم في المزارع وقلة الأمطار والمصانع والكسارات، وانقضاض النحل المستورد على نظيره المحلي والمساهمة في انقراضه .

المصدر : الخليج 11 يونيو 2011

Related posts